الخروج إلى الداخل
الخروج إلى الداخل
مصطفى كامل رشوان
[email protected]
ما لكِ تتبعثرينْ
تتساقطينْ
كأوراقٍ ذابلة على ضفاف ليلي
ما لكِ تتغلغلينْ
وتضربين بجذوركِ أديم سمائي
كالبرق الخاطفِ
كالريح العاصفِ تزمجرينْ
تتكسرينَ على جسدِ الماضي
تنهشينَ أناملَ الحاضرْ
تصفعينَ عيونَ الآتي
كبرد الشتاءِ تهطلينْ
كسياط الجلادِ تسقطينْ
كمروحةِ عجوزٍ شمطاء
تروحينَ وتجيئينْ
يا أيتها التي
تسابقتْ أقدامُ التائهينَ نحوكِ
وامتدت أيادي الحائرين صوبكِ
يا من تشققت أحلام الجبال
على ضفائرك المجدولةْ
المسدولةْ .. الملفوفةْ
حول أعناق الآمال
تخنقها .. تعزفها لحناً يَبكي
ويُبكي ..
وتضحكينْ !!
تباركينَ الأحزانْ
ترجمينَ كشهبٍ شيطانْ
وتصفعينَ .. وتصفعينْ
وعلى موائد الأطلالْ
تأكلين بنهمٍ الأبطالْ
وتشربينْ ..
وتأكلينَ وتشربينْ
تتمطينَ كرمالِ الصحراءْ
تتثاءبينَ خلفَ وراءْ
تُشعلينَ سجائرَ الفناءْ
تُطفئينَ أعقابها على سواحلِ البقاءْ
وتلعبينَ بنواصي الأحداثْ
وترمينَ بها ..
وتقذفينَ بها أشلاءً وأجداثْ
وتعودينَ تلملمينْ
ما تبقى من حروفْ
وتَصنعينَ من جديدٍ
الظروفْ .
ومِن ثَم
تتبعثرينَ .. تتساقطينَ .. تتغلغلينَ
تضحكينْ ..
وتعودينَ تلملمينْ .