تفاحها المقطوف في النهدين
تفاحها المقطوف في النهدين
طالب هماش
هذه الفتنة حنّاء ممزوج بماء الدمع .
وهذا الجسد مزهر بعطر حريف ،
تتساقط منه حبّات المطر الأبيض على كفيّ فتنمّلها .
وفي الأعالي ربّان العشق يقرأ الأهلاس ، ويرتّل
الأوراد على مسامع قمر الزمان .
يتأمل من شباكه المفتوح عشتار وهي تغسل جسمها تحت
الكسوف في نهر البليخ ،
وتصرخ يا حبيبي !
فيشتهي تفّاحها المقطوف في النهدين ، وأطلس جسدها الأبيض
. ويظلّ يتأمّلها من فوق أبراج المساء العالية .
قمر الحناء
وجهك قمر الحناء يرتفع عاليا ،
فتحوم الطيور المائية فوق السواقي والأنهار ،
وأطواقك الذهب والفضة والخرز الخجلان .
تتأوّهين فيعقد زهر الرمان ،
وتغنّين بصوتك الأوّاه فتبكي شواهد الحجر .
تعشقين من الروح إلى الروح !
تفرحين فيشتعل القلب بالزغاريد ،
تغضبين قيسقط التفاح أحمر ، داميا عند قدميك !
تتعطّرين فتحترق القهوة اليمنية على نارها .
وشعرك من سواد الليل وسنابل الحنطة .
وأنا العاشق أستظل منك تحت قبّة قمر الزمان .
الغريب الباكي
ـ الروح حزن أبيض في الليل فابك أيها الغريب !
- في الليل تستيقظ العذابات والمواويل وأغاني الفراق
والنايل والأبوذية التي تجرح جمّار الغريب
- غنّ فغناؤك الجارح يلامس وجع القلوب والأكباد ويضرم في
الصدر أشواق البكاء !
-جنّبيني مغبّة الإجهاش يا عنود !
- دافىء صوتك كجمر المواقد في الشتاء ،
بُح بحزنك للصحراء لترتوي من لبانها !
- أنا رجل مهزوم وحزني عال كأبراج الحمام القديمة
ـ أنا ملاذ لحزنك ، وكأس لظمئك فاشرب!
ـ عيناك سنبلتان من الحزن وقلبي حقل محصود .
- اعذوذب صوتك واهتزت أغصان الأنوثة
-عيناك الممزوجتان بعسل الرمان وزهر الآس سُقياي
ـ أنت طفل مهجور وأنا مهدك أيها الضائع ، نم !
- قلبي الذي شهد بكاءكِ في الأماسي الضائعة ساهد في
النوم
- مازلت أسمعكَ في الليالي الظلماء تطلق صرختك المجنونة
كالطلقة في جسد الليل وتبكي
- أنا رجل مهزوم وحزنك عال كأبراج الحمام