يمهل ولا يهمل
إبراهيم خليل إبراهيم
الإنسان هو العامل الرئيسي و الفعال سواء بالإيجاب أو بالسلب في مسيرة أسرته و مجتمعه بصفة خاصة و الإنسانية بصفة عامة .. ولذا نجد مكمن حكمة الله سبحانه و تعالي في جعل الإنسان خليفته في الأرض و تسخير المخلوقات الأخرى لخدمته . . وقد سجل التاريخ و ذكرت الإنسانية كل من قدم الخير و أيضا الشر لأمته و العالم فذاكرة التاريخ و الأمم و الشعوب لا تموت .. و رب العزة سبحانه و تعالى يمهل ولا يهمل .. ففي الماضى القريب علمنا ما حدث للطيار الذي ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكى باليابان خلال الحرب العالمية وذلك فى السادس من أغسطس لعام 1945 حيث قامت أمريكا بقصف المدينة بقنبلة تزن 4.5 طن محملة بمادة "اليورانيوم" الكيميائية ولقي على أثرها أكثر من مائة ألف مواطن حتفهم هذا بالاضافة إلى العدد المماثل من المصابين و الجرحى وفي يوم التاسع من نفس الشهر والعام قامت أمريكا بإلقاء قتيلة "بلوتونيوم" و لقي 93 ألفا مصرعهم وأصيب حوالي 25 ألف آخرون من المواطنين العزل واجتاح الدمار كل بقاع الأخضر واليابس والمياه، كما تعذر وصول المساعدات الإنسانية للجرحى الذين كانوا في أمس الحاجة لنقل الدم لكن ليس هناك من متبرع واحد وتحول كل شيء ملوث بالإشعاع الذري مما جعل مرض سرطان الدم "اللوكيميا" أكثر انتشاراً بين ما تبقى من أحياء.
وفي يوم الأثنين الحادي و العشرين من شهر يوليو 2008 تمكنت قوات الأمن الصربية من أعتقال رادوفان كاراديتش الذي تزعم صرب البوسنة فى أرتكاب العديد من الجرائم ضد الإنسانية بالتعاون مع راتكنوميلاديتش الزعيم العسكرى لصرب البوسنة فمن منا ينسى قيامهما بمحاصرة مدينة سراييفو على مدار 43 شهرا لقى خلالها 12000 من المدنيين مصرعهم بالإضافة إلى المجزرة البشعة التى تمت فى شهر يوليو عام 1995 و التى راح ضحيتها أكثر من 8000 من المسلمين فى مدينة سربرنيتشا الواقعة شرق البوسنة و التى تعد أسوأ و أفظع مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية .
وبقى أن تعرف - عزيزى القارئ - أن رادوفان كاراديتش من مواليد العاشر من شهر يونيو عام 1945 في مونتينجر وعاش طفولته بالقرب من الحدود مع البوسنة وفي الستينيات عمل في مجال الطب النفسي ثم انخرط في السياسة عام عام 1990 وتوارا ظهوره على الساحة السياسية بعد اتفاق دايتون الذي شهده .. وكان رادوفان كاراديتش يتمتع بحماية قوية من قبل شبكة من أتباعه وحراسه الشخصيين لدرجة أن الناتو فشل في إعتقاله عدة مرات.. وهاهو قد سقط في قبضة العدالة ليواجه ما لا يقل عن 11 إتهاما بارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية .. ونعم الله تعالي يمهل ولا يهمل .