صراع ولكن
سوزان نبيل الشرايري *
لقد عاش كل من الرجل والمرأة وهو يظن أن الأخر ندّ يعارضه , وكأنه لا يدري أن العطر لا يمكن أن يقابل الزهر في حلبة المصارعة فالرجل والمرأة كل منهما سماء وارض احدهما تنظم الشعر لتحكي به قصة عشق فطري وشوق أبدي ,والأخرى تلحن ذلك الشعر فترقص على أنغامه وتتلاعب بأوتار ألحانه حتى يتحول الوجود كله إلى لوحة جميلة أبدعتها يد فنان اسمه الحب .
هذه هي حقيقة العلاقة بين الجنسين فكل منهما يحتاج الأخر ولا يشعر باكتمال ذاته إلا بوجود الأخر قربه فكرا وروحا وعاطفة وجسدا .
وبما أن الله سبحانه وتعالى خلق كلا من الذكر والأنثى محتاجا للأخر ومكتملا به , فلماذا يحاول البعض أن يشوه هذه العلاقة البشرية الطاهرة بإضافة معاني الاستغلال والتلاعب فيها؟
لماذا نسعى دائما لان نجعل من العناصر المكونة للوجود طرفين متضادين إما ابيض أو أسود ,خير أو شر , علوي أو سفلي ؟ لماذا لا نؤمن أن هناك حالة وسطى فيها من سحر الجمال ما يجعلك دائم الهمة والإتقان كيف لا وأنت عندما تدرك انك في حالة وسطى فإن حواسك وجوارحك تتأهب مستعدة لخوض معركة مناضلة مع الحياة والظروف ؛ فإما أن تهزم العقبات والتحديات وترتقي نحو السمو والازدهار, وإما أن تتراجع خذلى والضعف عاقبتها والخسارة.
حالة الوسطية تلك هي التي تجعلك توقن أن الحياة لم تكن ذكرا وحسب ,بل ذكر ترافقه أنثى لا يمكن له أن يكون سوى برفقة عطفها وأنوثتها .
فإذا آمن كل منا بهذه الحالة صار الوجود كله لحنا هادئا رقيقا تعشق الأذن سماعه لدرجة أن الحواس كلها تتهيأ شوقا لرؤية صاحب هذا اللحن الجميل .
انطلقوا أيها الذكور والإناث فطريقكم واحدة وأحلامكم واحدة حتى ذكرياتكم لا يمكن أن تكون إحداها إلا إذا تكفل الأخر بكتابة سطورها .
انطلقوا فإن العالم ينتظر أن تتوحدوا وتتكاملوا فانتم الزهر والعطر , الماء والشجر , القوة واللين , الشمس والقمر ,انطلقوا وعندما سترجعون معا ستجدونني احكي من جديد قصة حب وتقدير واحترام صنعها ادم وحواء معا.
*م*ماجستير تربية إسلامية
جامعة اليرموك