الحبّ الأول أحلى كذبة
الحبّ الأول"أحلى كذبة"
سما حسن -فلسطين
لا أزال أ ذكر تلك العبارة التي كتبها احسان عبد القدوس على روايته” الوسادة الخالية” قد يعيش كل منا على وهم كبر اسمه الحب الأول” ولا زلت أذكر هذه الحكمة التي سمعتها ذات يوم من مذيع البرامج الشهير في الإذاعة الإسرائيلية زكي المختار، والذي كان يفتح خيالي كمراهقة: المرأة لاتنسى أول حب، والرجل لا ينسى أول قبلة…….
وعشت وأنا أعتقد أن أكبر حب وأكبر كذبة في الحياة هي كذبة الحب الأول، بكل أحلامه وروعته ونقائه وصفائه……
هو تعرفت عليه عن طريق المراسلة، حين كتبت أول قصة لي في جريدة القدس التي كانت تخصص بابا للهواة، وكتبت عنواني ونسيت الموضوع برمته، حتى وصلتني أول رسالة منه، وكنت أقرأ له الكثير من المقالات السياسية والاجتماعية، وكتبت له……..
وأصبحنا أصدقاء مراسلة مابين غزة ونابلس، حتى أن الرسالة الواحدة كانت تستغرق حتى تصلني أو تصله مايزيد عن الشهر، أقضيها فقط في انتظار، وكانت كل رسلة عبارة عن” جريدة” حسب تعبيره………
كنا نكتب أي شيء، وكل شيء عدا السياسة لأن الرسائل كانت تخضع للتفتيش، وكنت أجد بعضها مفتوحا بالفعل……
حتى كان لقاؤنا الأول، في الجامعة، واعتقدت أن الحب سيزهر ويثمر في جبل النار، ولكنه ظهر على حقيقته، وسرعان ما انتهى من حياتي، كما بدأ………
استنزف مني الحب الأول ثلاث سنوات من حياتي، ولكنه حتى اللحظة يمثل لي أكبر غلطة في حياتي، لأنني كنت بريئة لدرجة أنني لم أكن أتوقع أن شخصا ما يستطيع خداعي.
ولكن هذاالحب كان يحمل بداخلي بعض الأمل، توقعت أن يراني من جديد، وتوقعت أن يفكر بي من جديد، وهو الذي فكر بي حين إلتقينا كجسد فقط، حتى بعد زواجي انتظرت أن يعود ويقول : كنت مخطئا، أنا أحببت وعشقت الجرائد التي كنت تكتبينها في الرسائل السرية دون علم أهلك……..
مشكلة أو عقدة الرجل الشرقي أنه لايعرف أن يفرق بين حاجته العاطفية ، وحاجته الجنسية، فهو يسمع كلام الحب وأغانيه، ولا يفكر إلا بالجنس والغريزة، بعكس الفتاة التي تظل تسمع عبد الحليم وأم كلثوم لسنوات وهي لاتفكر إلا بلقاء تحت ضوء القمر…..
الحب الأول حمل لي عقدة لم تنته، وأورثني مقتا للرجال لا يزول مع الأيام، بقدر ماكنت طاهرة وبريئة، وبقدر ما خدعني واستنزف من وقتي وتفكيري، وبقدر ما جازفت لأخرج من غزة في أوج انتفاضة الحجارة لأصل إلى نابلس وألتقيه، وبقدر ماكرهته حين اقترح عليّ لقاء في مكان بعيد....ليختلي مع جسدي كأول تجربة له…….
ولكنني بعد ذلك أصبحت صلبة، صلبة اكثر مما ينبغي لدرجة أن أنسى أنوثتي
وأختار..........
أختار أمومتي.
سما