شقائق النعمان يا أبي

ضحى عبد الرؤوف المل

شقائق النعمان يا أبي

ضحى عبد الرؤوف المل

وردة الضحى

[email protected]

نَظرتُ إلى ألوان الحقل المغمورة بلون أرجواني وكأنَّه يَتماوج

ليفتح أحضانه لأحلامي وحَفيف شقائق النعمان يشبه صوت  قَلم

الرصاص وهو يَرسم على الأوراق البيضاء حكايات حُب وهَمس

حنون..

أنصتتُ !... صَمتت روحي للحَظات، كأنَّ الكون أنهى مشواره الطويل

وأنا أقف في جنة مَليئة بشقائق النعمان...

تذكرتُ يوم حملتُ زهرة من بستان جدتي فرأيت وجهاً جَميلاً ضحك

لي وداعبني....

تحدثنا وغَفوت تحت أشعة الشمس الدافئة والزهرة عَلى خدي كأنها زهرة

سحرية طبعت على خدي  من لونها الأحمر ...

فكانت شقائق النعمان السحرية المُضرجة بحُمرة الحَياء المُغتصب من خدود

عذراء حالمة ..

رأيت السماء تَبتسم لها ولي كأننا طفلتين في حقل فسيح ملأناه عطراً يضوع بأريج

الضحى المشرق في ذاك الصباح..

سارعت إلى أحضان أبي وهو مُمسك ببندقية الصيد العتيقة التي يعتز بها والأماني

 تتطاير بأن يصطاد شيئاً وهو ابن المدينة البعيد عن أجواء الريف كانت ضَحكاته

وهو يحضنني كضحكة زهرة شقائق النعمان ...

لامست بزهرتي بندقيته فوقعت أوراقها على الأرض،  نظرت إليها وبكيت!..

لملمتُ أوراقها وكأنَّها أماني طفلة نثرتها ريح قوية ،بكيتُ وجَفَّفت الشمس 

دموعي المتناثرة على خدي لتحملها كما قطرة الماء إلى غُيوم محمَّلة

بعبق روح زهرة شقائق النعمان وسمعت صَوت طلقة نارية قوية

أرعبتني وزادت خَوفي خوفاً فلم أشعر بقدمي إلا ويدا أبي تحملاني

حيث بيت جدتي القديم وهو يقول:" لن تأتي معي للصيد مرة ثانية

يا طفلتي!..

قلبك رقيق كَزهرة شقائق النعمان سيرافقني  أخوك فهو صبي وقوي" ..

وضعت كَفي على عيني خجلا،  نزلتُ عن يديه ورفضت العودة لبيت جدتي

رميتُ عنق زهرة شقائق النعمان وأمسكت بندقية أبي ومشيت مَعه نترقب

العصافير كي يُكمل صيد ما يريد ...

كأنَّني لا زلت طفلة وها أنا أقف في حقل شقائق النعمان يا أبي....