العيد... وورق الصبار

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

تاقت نفسي لعيدفقدته

منذ ستين عيدا

في الغربة يمر العيد علي

ولا أجد من يقول لي أيامك سعيده

على الأقل قبل هذا الزمن بثلاثة عشر عيدا كان هناك من يقول لي مبارك عيدك

كانت حبيبتي بجانبي وبناتي زغب قطا وأبناء يلتفون حولي بالعيدا

يأتي عيد وبعده عيد وأنا أجلس وحيدا

لابد من أشتري حلويات العيد ومن النادر أن يتناولها أحد في العيدا

كل يوم آكل منها ولا تنتهي حتى يأتي بعدها العيدا

لافرحة تلم بي ولا ضحكة طفل من أبنائي أراها في كل عيدا

تتراكم الهموم على قلبي

وتثقل الأوجاع في جسمي

والدمع يملأعيوني

والبعد عن الأوطان يكاد يقتلني

هرم الجسم واسودت شعيرات جسدي

وزحطت عن رأسي كلها

وترعرعت أشجار الهموم في جسدي

وأصبح الصبار وأشواكه جلد جسدي

فقد كان من رقة حبيبتي بي في تهنئة عيدي حريرا ملبسي

ووردة جورية حمراء متفتحة من لمسة حنان من إبنتي

وقوة في عضدي من ابن لي عندما يقبل يدي

ومنذ سبع سنين مرت ذهب الحرير والجوري والحنان عني وعن حولي

ولم يبق إلا ورق الصبار وأشواكه على جسدي

كنت أبحث عن مكان في جبل الصنوبر والسنديان

لعلي أهنأهم ويهنؤوني بهذا العيد

على حدود وطني بين تركية والشام

كنت أحلم بنصب خيمة هناك في المنطقة الحرام

لعدة أيام .

وطبعا أملي هذا ذهب في مهب الرياح

والسفينة لاتزال تهبط إلى قعر الماء

لتحط هناك غرقى في بحر الغربة والحرمان

ربما وجدت نوعا من الحنان في رمضاننا الكريم هذا

من أخوة وأصدقاء

جليل قدرهم علماء الأمة تثقل الأرض وزنا من عطفهم

أقول لهم مهنئا بالعيد . وكل عيد كل عام وانتم بفضل الله بخير

ودوامكم في أقلامكم حبا لهذا الوطن الغالي

لكم مني كل تحية ومبارك عليكم وكل أيامكم أعيادا

وأزهار الربيع

في كل عيد