العمل خطي الخامس
العمل
خطي الخامس
صباح الضامن
عند
تباشير الصباح ولما يقوم
الهواء بالسعي في الوصول لما قدر له تعدو الروح تحاول اللحاق به سواء كان في خريف
أو
صيف
حملت
ما أتمنى في جراب قوتي وهمتي وبشعاع الشمس البكوري خرجت إلى عوالم
الغموض في القلوب والعقول أفتح بما تعلمت المدائن والقلاع المقفلة أستند على جدر
واهية
أحيانا فأعود لترميم ذاتي باللجوء إلى ما
تعلمت
ودرست
وأتناصح مع
نفوس
تحيط
لم
يكن العمل سهلا ..أراني أصعد جبلا شاهقا وكأني في أسفل الدنيا
والكل
سبق ينتظر فأمسك بورقي وأمده في سبلي المتناثرة هنا وهناك
أحسست
بالتشتت
وفجأة
وبينما أنا أضع بضع اخضرار على دنيا العمل رأيتني أقف في منتصفه وقد تاهت مني
التساؤلات لتفرق الإجابات
أين
الانسان في عملي
؟؟
أين
حوادثا أصنعها فتقبل
لي
ترجوني بها سيرا إلى العقول للتبصر
؟؟
أين
أنا في كل هذا ؟؟
أسئلة
حتى
أنها
باتت تغرق في الهمة وابتدأت من غول التشتت أقتات على أفكاري فأشبعه حتى تضخم
وتضخم
وصرت كأني في دوامة لا أحسن منافقة لأضحك على ضعفي فيتخدر ولا توضحا لأمتشق
القوة
فلا تتعثر
عملي
!!
إيه
ما أضعفك يا نفس لما تظنين بك قوة في منزلة
تنزلت
بها
!!
هيا
كوني أقوى من ذاك الرذاذ الذي أغرقك
اقتحي
في دنيا فكرك
مدرسة
كوني
المعلم المقدام .و جهزي أدواتك ..... ولا تنسي الممحاة فهي أساس
ستكون
انطلقي ازرعي في مدرستك فكرا أنت تعلمته سنين طوال لا تكوني كذاك البئر
القديم الذي يعب ماء ويقفل فوهته
افتحيه الآن وأغرقي شطآن القلوب بما أظفرك
الله
لما أنزل ديمه عليك
هيا
لا
ضعف
الآن
ما بك
لم
التوقف ؟
وفي
نصف
الطريق أنت الآن
نعم
نعم.. لقد تمادت النفس في رفع صوتها إلى أعلى ظنت أنها
عرفت
سرا من أسرار صلبة
فتقوت
وصارت ما تأبه وتتحدى الآفات فتتكسر على أعتابها
مريضة
لواذا لواذا من قوتها
ألست
قوية
!!!
ألا
تريدين أن تسيري بخطك الخامس
الذي
رسمته لنفسك ألا تريدين العمل !!؟؟
ها
أنت تعملين ما الذي
أوقفك
؟؟
واأسفاه ! مدرستي أغلقت وما ارتادها إلا غربان مزقوا بمخالب الفناء
رقا
تناثر هنا وهناك
كل
الأشياء الجميلة التي بريح الزهور
..
وكل
نسق ابتدع
وأبدع
كله
أصبح دمعة في كبد الليل
لملمت
تناثري وأغمضت لحظي على عمل رهنت
النفس
له
لأني
خشيت على جلدي الرقيق من أن تلونه الغربان بأدرانها
وخشيت
على
لفظي
المستكين الوادع حبا أن يستقر في جوفها فيلفظ قسوة
ولما
تداخل الخوف بعملي
طويت
نفسا تخاذلت وصرت كتلك الببغاء المشروخة لفظا تترسل في تقليد ولا تبدع
وتناعم حرفي فدست نقاطه في رمل رقي حتى لا يبين وهجهها لما تهب ريح
نتنة
وكأن
شعاع الشمس الذي صحبته في مشواري البكوري استبد الآن وتمرد على فطرته
ليستحيل نقطة سوداء في تاريخ
عملي
ويقصيني
ويقصيني
عن
خطي
الخامس
فلا
عمل بلا قوة
ولا
عمل بلا خط سادس
لا
عمل بلا
شجاعة
* * *
وأخرجت قلبي لوهج الشمس عله بشعاعه يحترق فما
عدت
أرغب بعمل ولا عدت ربما أقدر عليه
وأمسكت بقطع محترقة منه في مطر الأيام
أضعها
تحته حتى سمعت طرقها على متوهجهها الذي لا زال يشتعل فتخاطبه بلغة أقسى وأقسى
وتحفر
فيه عمقا
من
حروف لا سعة
ثلجية
تارة
وهجية
تارة
وبسياط
التأنيب تارة أخرى
تحفزني أكوان أن لا........ تأهبي
وقلبك
الذي خبأته في
دياجير التخاذل قد طالته يد الغربان
ألا
ترين بقايا أشعة نجم تشابهت معها
وترسمت لك خطوطك
فذاك
نجم كنت تغتدي حكمة علوه
ونجم
كنت تروغين خزيا لما ترين
دأبه
فتحاولي إغراءه لاصطحابك في ترحله وحله
ونجم
كنت تناجين به آفاقه المتوارية
فتستخرجين منه ضرام حبه الدائم للمثول بين أيدي المتبتلين العاملين
أو لا
ترين
أنك جمعت العزم وتوكلت فتعلمت وعملت
!!!
فما
ينقصك إلا قلبا جسورا فكم من
مرة
قلت أن الجَسور من يقفز الجُسور
هيا
خذي بيدك الناعمة واغرفي من تراب
الأجداد , واصنعي منه طريق المستقبل
هيا!
او تلبسين ثياب الخوف يا روضة وردية!!!
أما
ترين أن خوفك قد سمح لهم باحتطاب أغصانك
هيا
امش الآن مدعية أنك تعملين في
ذاك
الضيق الذي سمح لك
وتنفسي فيه صعودا ونزولا إن استطعت
هل
تقدرين
؟؟
أترين
ظل روحك على صفحة أيامك كيف أنها تترجرج
لا
لا
لا
هذه
ليست
الماء بارتعاشة النسيم على وجهها الرقيق ... بل هي روحك المرتعشة خوفا من
محبس
خوفا
من بتر
خوفا
من نثر لوريقاتك على جداول المعارف العقولية
كوني
كما
انت وليس كأمل تهدم بماض ولما يجدوا قفلا له لحاضر أو مستقبل
أتعلمين يا
متخاذلة كيف أنت الآن ؟؟
إنك
كمن يضع ظله أمامه يريد أن يسبق وهج الشمس ويحتمي
بها
فيخالف بذلك ناموس الطبيعة
ويخالف المقدور
أو
تريدين ظلا يحميك
؟؟
فاصنعي ظلا حقيقيا
ظل من
نسج صنعه من سبقك فما خافوا غيلة
ولا
توهموا
فكوني
كالسفينة في مجدافيك الثابتين
فلا
تلوي حركتها فجاءة خوفا من
ريح
عاتية فتختلي وتغرقي
هيا
يا نفس
واها
لك إلم لم تحسني فضيلة طرزت على
شواهد
الجبال الشماء
فضيلة
كانت خطا من خطوط نسور بهم روح الاعتلاء وبهم قلوب
السلام المرزوعة في يمام
بأجفان اليقظة ورؤية سابقة لتعبير حلم
كانوا
ولا
زالت
آثارهم تروي سلسبيلا برواء فكرهم
احملي
خطهم وتسلحي به
واحملي تلك
الريحانة الخضراء ولن تذبل بيدك لأنك سترويها
بخطك
السابع
والأهم
ألا
وهو
الصبـــر