التوكل

التوكل

صباح الضامن

[email protected]

كأني لما أسير في رسمي رافعة إياه أو خافضة له في أي اتجاه تضج به نفسي أحس بأني مبتورة الهمة
ناقصة التوثب
كيف ولم؟؟
ألم نعقد يا عزم هدنة معك وصاحبتك خيولي لما كنت في فجر حدوثك في النفس فلم إذا
مابال هذه الأوهام تختلق في معركة تناوش في اتزاني فأستل سيفا من وهن أجلس بعيدا فيها عن معركتي وإذا بي لازلت أراوح مكاني
أين أنا؟؟ ولم توقفت في أول المعركة ؟؟
آه!! ما أقسى أن تثور همتك فتود اقتلاع الصخور من قمم الجبال لتتنزل على الوديان
أو تود من شدة عزمك رسم عيون ماء في جدب صحاري
أو تود لمس ثريات الفضاءات وتحس أنها قد سكنت جوارحك وأضاءت أناملك
ما أقسى ذلك وقد تزايدت بك سورة الغضب وجنون تغتاظ به مما يصيبك ولاتجد ما يولجك
في سرارة التأفف من حال و
خلت أني عرفت سر المقال
فغذيت همتي بالنظر إلى مكاني وإذا بي أصيح مغترة
آه يا رب عرفت الآن سر بتري لهمتي
ما أغبى خطوي!!!
ألا تري يا نفس أنك اقتلعت الحجر من فم البركان
اعتمدي على قوتك ....
وابتدأت عاطفة الحب لرسم خطوطي لفرط عزمي تظن أنها المحرك
وبأخيلة جوفية من قلبي ومن سمائي ومن أعطافي ومن كل كياني
اعتمدت على نفس تواقة للسير والرسم نقشا على جدرانها
وما أن تضاحك مني العمر حتى رأيتني أسير وقد تلامست والسحاب وأمطرت معها وتسابقت و مياه الغدران وأسقيت مثلها وتنزلت كهدير الشلال فاختزلت من حواف المسالك مثالبها
وبينما أنا في السير ألون وأرسم وعصاي التي أتوكأ عليها همتي وقدرتي وصحتي
سقطت
وبحثت عن تلك التي اعتمدت عليها
عن تلك القوة المرسومة في مخيلتي سرمدية لا تنتهي فإذا بها كريم في فلاة وحيدة تكتب لحن موت على صفحة صفراء بلا ماء
وبحثت
عن تلك اليد الثايتة التي لم تكن تحيد بخط وتظن أنها تأتي بشوارد الألوان.. فإذا بها ترتجف حزنا على ذاك الريم المتهالك في الصحراء بلا ماء ولا وثب
فوقع في النفس ثورة غضب على نفس لم تعرف
أن خضرة القلب من ماء لا ينضب
وقوة الريم الوثاب على عشب دائم من ماء لا ينضب
وثبوت اليد في اتجاه لون مشرق يعطي بلا ملل ولا كلل من ماء لا ينضب
ماء موصول بمن خلقه
لتتسع الروح وتشمل
وتشع الشمس ضاحية على وجه الليل في فكري
وبما بقي من نفس تحازنت على وهني وأحضرت ورقتي لأرى أني كتبت
خطي الثاني
التوكل
ولكني أخطأت الاتجاه فالتوكل على سواعد شبا ب قد أفل
ونسيت أن التوكل على من لا يأفل
وعند إخفاق الأماني فزعت نفسي لرحمن ورحيم وخلت أن أكاليلي ابتدأت تتساقط من قمتي لأخمصي
واطلعت على ضعفي
وتقوس الفكر القوي من حمل وزره الغَرور ليصل إلى الأرض فيرسم خط ندم
ولتأت شمس من عل تسرق برد الضعف ولتدب حياة ببنان وليشرق
خطا ثالثا يحفر في صحيفتي
ليكون تداركا لجهلي
ولأعيد تردادا في ورقي
أول الخطوط
العزم
وثانيها
التوكل