وجاء رمضان

محمد هيثم عياش

[email protected]

يحل علينا شهر رمضان المبارك وحال شعوب العالم الاسلامي  من اسوأ الى اسوأ   فعن أنس بن مالك رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه لا يمر عام الا وأنتم ترذلون – اي تزداد المصائب جراء جبروت الطاغوت ، قال راوي الحديث ، فلما توفي سليمان بن عبد الملك وقبله الحجاج بن يوسف وتولى عمر بن عبد العزيز الخلافة قلنا لأنس ان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه معروف بالعدل وهو يسير على منهج العمرين / أبو بكر وعمر /  فقال انه لا بد للناس من استراحة .

الا أن المسلمين ومنذ سقوط الخلافة الاسلامية على يد أتاتورك  لم تنعم براحة سقطت فلسطين ووقعت القدس ومسجدها الاقصى أسيرة بيد حفدة الخنازير وتعيش سوريا منذ عام 1963 تحت حكم الطوارئ والاحكام العرفية وسيطرة الباطنيين عليها ومصادرة الحريات العامة وزج اهل العلم وكرائم االناس في سجون ذلك البلد . ولبنان يعيش تحت دوامة العنف والعراق تحت شريعة الغاب وفتن الحرب الاهلية والطائفية اضافة الى الاحتلال الامريكي  البغيض له . واذا ما نظرنا الى العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه نجده كما قال  الشاعر محمد احمد محرم رحمه الله

اني تذكرت والذكرى مؤرقة            مجدا تليدا بايدينا اضعناه

انى اتجهت الى الاسلام في بلد تراه مقصوصا مقطوعا جناحاه

فالشيشان وبلاد القوقاز  الاخرى يعاني المسلمون فيها من تصفية قتل المجرمون بالقرب من جروزني مؤخرا السيدة صامته زادوليجايا وزوجها عمر عليق جبريانيوف ولم يستنكر زعماء العالم الاسلامي لهذه الجريمة الشنعاء . هل تعرفون هذين الشهيدين ؟ لقد بذلا انفسهم لرعاية الاطفال الذين فقدوا ذويهم في الحرب التي شنها الروس ضد الشيشانيين  وساهمت الشهيدة زادوليجايا بتأسيس جمعية لحماية الاطفال وعملت وزوجها بصمت وعلانية في بعض الاحيان لنصرة مسلمي القوقاز وكانا من المسلمين الذين  قال  عنهم  رسول الله صلى الله عليه وسلم  ان الله يحب من عباده العبد التقي النقي الغني الخفي .  واذا ما  اتجهنا الى الصين فنجد مسلمي تركستان الشرقية يعانون من تصفية فاحداث كشجر عاصمة تركستان الشرقية التي يطلق عليها الناس كسيانغ واورمجي لا تزال مستمرة ووصف رئيس الوزراء التركي الطيب رجب الطيب اردوجان هذه الحوادث بالجرائم البربرية منتقدا الصين لاعمالها التعسفية ضد المسلمين بينما لاذ زعماء العالم الاسلامي اللهم الا السعودية بالصمت وقالوا ان الاحداث شأن داخلي .

اخواننا في فلسطين وخاصة حماس وأهل غزة يعانون من جوع وفقر حقيقي جراء عزل العالم لهم وجعلوا حكومة حماس حكومة منبوذة ويعمل خبثاء العالم على زرع الفتنة بين الاسلاميين في غزة وما الاحداث الاخيرة التي وقعت في رفح بين حماس والسلفيين الا دليل واضح على لعبة الغرب وبعض العرب الخبيثة للايقاع بين المسلمين .

وجراء هذه الاحداث نجد أنفسنا كما قال شاعر الاخوان قبل انضمامه الى نظام  جمال عبد الناصر أحمد حسن الباقوري    الذي يقول :

نبي الهدى قد جفونا الكرى وعفنا الشهي من المطعم

ومع ذلك فبالرغم مما يجري فان الله  لن يسلط على هذه الامة من يستبيحها فقد وعد الله تعالى نبيه بذلك والفرج آت .

وجاء رمضان الذي فيه تغلق أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنة وتصفَّد الشياطين وينادي مناد أن يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .