خاطرة شعرية
خاطرة شعرية
فضل محمد حبو حبيب *
( كم هي جميلة معاني الوفاء .. وكم هي رائعة عندما تتعدد صورها وتختلف أشكالها .. ولكن يبقى لها في النهاية معنى واحد .. هو الوفاء . وقد عهدنا الوفاء في الأوفياء من أبناء جلدتنا - وأقصد الناس - ولربما استوقفتنا بعض الحوادث التي يكون بطل الوفاء فيها من غير البشر !!!
ولكن يا سادة هل سمعتم عن قمة الوفاء تتقاطر من ريشة قلم ؟؟
نعم .. إنه قلمي .. الذي والله ما خانني يوماً ولا خيب ظني ..
وحدث أن أعرضت عنه ذات يوم وكأن يدي شلت عن الإمساك به ، وكتبت في إحدى الصحف خاطرة
بعنوان " وداعاً يا قلمي " وتمضي شهور أربع وتجمعني الأقدار الجميلة بإحدى الأديبات
، لتقف على حالة الجفاء التي انتابت حميميتي بالقلم وقرأت خاطرتي في وداعه .. فقالت
لي بالحرف الواحد " إن موهبتك في الأدب والشعر ليست ملكك لوحدك !! وأنت لا تملك
أصلاً قرار حرماننا من إبداعك .. وهجرك للقلم خيانة عظمى .. ويكفيه أنه
كان في قمة وفائه لك وأنت تودعه .. يا عزيزي أرجوك - ولن أقول آمرك - بأن تصالح
قلمك شعراً .. وأنا بانتظار عقد الصلح " يا سادة .. لا أخفيكم بأن الفكرة راقت لي
كثيراً .. وعدت على استحياءِ وأمسكت بقلمي أستعطفه بأن لا يخذلني .. فإذا به يجود
بأكثر مما أستحق فقلت فيه مصالحاً : )
بشراك يا قلمي تعطف هـا قـد دعوتك ثم تأتي طائعـاً حـتـام تبقى بالوفـاء معلمــاً هـلا علمت بأن هجري لم يكـن ولْـتـعلمـن أني بعيدك هائــم أدركـت أنـي قد قسوت مودعـاً وأراك ثـانـيـة تحاكي دمعتـي ولـعـلها شوقاً تفيض جوارحـي أو هـلت البشرى وصفق خافقي أو جـارت الأيـام أو عصفت بنا أمـل يرجى لن يخيب بك الرجا يـا أنت يا قلمي بلوتك صابـراً واسـأل مـدادك عن هواي فإنني إن شـئـت فعلاً فالفـؤاد معلـقٌ يـا صـاحبي عهداً علي موثقـاً | خاطـريفـلـك المنى بالملتقى يا بـعد الفـراق وفوق حزن قاهـرِ أمـر الوفا من جاحد أو ناكـرِ ؟ إلا دلالاً ، هـل تراك بعـاذري ؟ لا من صديق في الورى أو سامرِ فـرجعت تحناناً ليسعد ناظـري أو بـسمتي فاضت بهن مشاعري فـتبلغ المحبوب طيـب مآثـري أنـى لغيرك أن يزف بشائري ؟ عـهدي بك المعهود خير مناصرِ يـا خالداً لغدي كما في حاضري مـتصبـراً فعشقت كل مصابـرِ حبـاً به أطلقت صرخة شاعــر أو شـئت قولاً أنت سر سرائري أن لا فـراق ولست أنت بهاجري | آسـري
*****
حقاً ما أوفاك يا قلمي .. ولكم أنا مدين لك ..
ولنا لقاء يا سادة ..
-- ----------
* أديب وشاعر سوري يعيش في المنفى