بينَنا و بينكم .. يا رُسُلَ الشّيطان

بينَنا و بينكم ...... يا رُسُلَ الشّيطان

مازالوا يتساقطون كأوراقِ الخريف ،  ليس اضطرارً بل اختياراً .
لأمرٍ من الله تسقطُ الأوراقُ عن أغصانها ، و دورةُ الطّبيعةِ في الشّجرة تستمرّ ، و لإيماءةٍ من الشّيطان تسقطُ جلودُ وجوههم عن وجوههم ، و يُباعُ الشّرفُ بدينار .
ما أصعبَ أن يُراقَ ماءُ الوجهِ من أجلِ شيءٍ رخيص .
لقد وهبهم الحقُّ أقلاماً ليكتبوهُ على صفحاتِ القلوب ، و ملأ أقلامهم بحبرٍ من قدسيّة الأمانة ، ولكن أهرقوه كما يريقُ المخمورُ كأسَه إذا استبدّ به السّكر .
حينما يبيعُ الواحدُ أمانتَه في سوقِ النّخاسة ، يأبى اللهُ أن ينزلَه منـزلةَ البهائم ( هم كالأنعام بل هم أضل ) .
ألا ترى أنّ الموتَ يكون أجمل ، حينما يكون ترجماناً لمعاني الشّهادة على الأرض .
و أحسن لأقلامنا أن تذوبَ على أوراقِ الشّرف من أن تنتهك حرماتِ الأفكار .
يا أدباء الشّيطان : لكم ما تشاؤون من زخرفِ الدّنيا ومن عطايا " نوبّل " ... و لنا أسماؤنا .
ما أصعب أن نبيعَ أسماءنا من أجلِ درهم ، و شرفَنا من أجل " نوبّل " ، و دينَنا من أجلِ دنياهم .
و أن نبيعَ لفظَ الجلالةِ في سوقِ الحداثةِ الجديدة ...... نخاسةِ الفكرِ و الأخلاق .
يا هؤلاء : إنّ عطايا الشّيطانِ زائلة ، وهداياه دائلة ، و نحن لنا سلعةُ الله ..... ألا إنّ سلعةَ الله الجنّة .
يا هؤلاء : لكم منازلكم في ردهاتِ القصور ، و موائدكم في بلاطاتِ أوليائكم ، و لنا نحن عند الله حبةٌ من رضاه ، فيها سنابل من خير ، في كل سنبلةٍ مائةُ حبّةٍ ، والله يضاعفُ لمن يشاء .
يا هؤلاء : أقلامكم مزاميرُ الشّيطان في وجودِ النّاس ، و أقلامنا أوتارٌ عزفَ عليها الأنبياء :
( بلّغوا عنّي و لو آية ) .
يا هؤلاء : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .
يا هؤلاء : ماذا لِحرفٍ لم يعشْ ........ ألَمَ الولادةِ و الشّروقْ ؟
            ماذا لحرفٍ لمْ تصلْهُ ....... روافدُ الشّرفِ المعتّقِ في العروقْ ؟
يا هؤلاء : عودوا إلى الحقِّ عَوداً حميداً و إلا ...... فَأْذنوا منّي بحرب !!
إنّما أعطاني اللهُ قلماً ..... فَوالله لا أكسره .
يا هؤلاء : سأمرُّ غداً على قبوركم ..... لأسقيَ أشواكَها ، فوالله لو استغفرتُ لكم سبعينَ مرّةً فلن يغفرَ اللهُ لكم .
و سيمرُّ النّاسُ على قبري و يقولون : هذا من واجه ألفَ شيطان .
لا لن أبيعَ دمي ......

فمولايَ اشتراهْ
ما قيمةُ الدّنيا .....
إذا لهَجَتْ بغيرِ اللهِ أوتارُ الشّفاهْ ؟ .

 غرّة ذي الحجّة 1425 هـ

* سوريا/ معرّة النعمان / جرجناز