أيتها الحرية
أيتها الحرية*
عماد شيحا
أيتها الحرية … أيتها الحياة...
هنا بردى ... بدا من هنا... وينتهي هنا... ومصبه القلب!
تغيرت دمشق؟ - كثيراً!
تغيرت: - قليلاً.
ووردة الروح؟ - ظلت كما هي تعبق عشقاً وشتاءً .
من هنا بدأنا ..... كان زمان آخر ناء، ولكنه ليس بعيد ! و ها
نحن اليوم هنا ....
نغرف الماء نفسه ونسفح الدم ذاته ... و قلوعنا مشرعة مثل بدايات البحر ... و نهايات السماء.
هل تعود كما كنت؟ -أعودُ ... أختار سرب اليمام لكني لا أصل.
أبدأ من جديد، أمواه من النساء تغسل ما شاب من الذاكرة من وصايا اليأس وتحفر في صخر الأمل, أعود من حيث نبعتُ ... أُشبعُ نسغ أشجار تظل أطفالاً قادمين ... دون خوف يشقون طرق حياتهم ... ويزرعون سنديان الآتي ... أقبض على حجري.
أيتها الحرية ... أيتها الحياة ... أنا جمري ... وجمري أنا .
*"مقتطف من حوار ( عماد شيحا بعد ثلاثين عاما في السجون السورية ) أجرته المحامية رزان زيتونة عضوة مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان في سورية ونشر في ملحق النهار 29/آب 2004"