شذرات من كتاب الشعر
شذرات من كتاب الشعر
ذ حسن الرموتي - الصويرة- المغرب
*من رحم أمه أطل الشاعر برأسه الصغير، ابتسم في وجوه ممرضات كالحات، حين أحس ببرودة العالم سقطت من عينيه الواسعتين دمعتان، ثم عاد إلى رحم أمه يلتمس الدفء.
*في طريقه إلى الجريدة ألفى الشاعر صديق طفولته يبحث عن حلم ضاع منه أمس، بحثا معا دون جدوى، حين أعياهما البحث قرر أن يقتسم مع صديقه حلما وجده منذ عشرين سنة.
*حين افرد الشاعر إفراد البعير المعبد تأمل ظله فوجده باهتا ، اخرج هاتفه الجديد وقرر أن يركب رقما ليتصل بنفسه .
*حين امتد العالم الموبوء أمامه و انداح الأفق، سأل الشاعر عابر سبيل عود ثقاب، فاقسم أن يطهر العالم غدا .
*تمنى الشاعر دائما شيئا واحدا، أن يشبه قصيدة شعرية جميلة، لأنها تبدو له لامعة كالبرق و تسبق دائما رعد النقاد .
*بحث عن شاعر حقيقي منذ عشرين سنة، عندما سألوه اخبرهم بكل بساطة: أريده أن يُدخل العالم من سم إبرة.
*حين استيقظ الشاعر هذا الصباح من شهر مارس، أطل كعادته من شرفته قفز من مكانه عندما وجد العالم أعرج، نزل مهرولا يبحث عن شاعر ليكون عكازا للعالم .
*طرق الشاعر باب قلبه وانتظر طويلا عسى أن تفتح الحياة أبوابها ، عندما أعياه الانتظار فتح الباب بنفسه وجلس ينتظر .
*في الشارع العام كان الشاعر يسير كما المارة ، تحسس صدره كما يتحسس المفتاح في جيبه ،اكتشف انه لا يحمل قلبه ، حين وصلته وشوشات العابرين، نظر إلى قدميه ليجد قلبه يحمله و يئن .
*حين فتح الشاعر باب غرفته ألفى القصيدة تنتظره على حافة السرير، عندما اكتشف بحرها الطويل ، فك أبياتها ، و بنى قفصا لمعشوقته .
*عندما هطل المطر مدرارا، أسرع العابرون يفتحون مظلاتهم السوداء و الملونة، أما هو فقد تجرد من ملابسه، تعرى رافعا كفيه إلى السماء.
*جلس الشاعر على حافة السرير تأمل غرفته المتواضعة وكتبه المتناثرة، ثم خطا بخطى وئيدة نحو المرآة، ترك شعره الطويل يسقط على صدره، وحين تذكر خيانتها، من ضفائره نسج مشنقة ليقتل رغبته.
* تأمل الشاعر مستقبليه ، كانوا يصفقون بحرارة و يبتسمون ، ثم رنا إلى الأبواب المفتوحة أمامه، عندئد مشى نحو باب على مقاسه .
*بحث الشاعر كثيرا عن اللغة ليستعير حروفها، حاول تشكيل قصيدة رثاء لعالمه الموبوء، كم كانت دهشته عظيمة حين اكشف أن اللغة ماتت في قصائد المديح.
*سار صوب البحر سادرا و الشمس تلهث وراءه ، كان الموج يضحك و يغويه، تقدم الشاعر واثقا من نفسه ، ألقى بنفسه في الماء، قال عجوز حكيم: لن يطفو صاحبكم إلا إذا غرق العالم .
*كان يتردد على محطات القطار كثيرا يراقب الغادين و الرائحين، يتأمل القطارات الذاهبات إلى الآفاق البعيدة، بينما هو كان يحصي عذاب الانتظار.
*استهوته بحور الخليل ، فصنع زورقا من بقايا قصيدة يتيمة، عندما توغل عميقا في البحر الطويل ، وجد ابن زريق االبغدادي وحده يبحث عن قمره .
* حين أنكرته الخيل و الليل و البيداء ...، تأبط شرا أو سيفا –و قيل صاروخا عابرا للقارات- و سار وحيدا ، لم يلتفت إلا لاستعارة بليغة بكت حزنا عليه .
*توقفت جرعة القهوة السوداء سواد الإسفلت في حلقه وهو يسمع على التلفزيون خبر نعي صديق الشاعر. حمل قصيدة غير مكتملة وفي أصيص وضعها، و صب قليلا من الماء، في الصباح كانت شجرة تين تخترق سقف البيت.
*قال الحاكم بأمر الله: لأصلبن الشاعر على غيابه أو يأتيني بسلطان مبين .عندما بحثوا عنه وجدوه يطارد استعارة بليغة استعصت
عليه ليمدح الحاكم .