داوودُ قتلَ جالوتَ !..
خواطر نازفة (7)
داوودُ قتلَ جالوتَ !..
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
(أحمد شعراوي : طفل مصري، حاول اجتياز الحدود المصرية-الفلسطينية، للجهاد مع أطفال فلسطين ضد اليهود، لكنه أوقِفَ عند الحدود، وأُعيدَ إلى أهله)
(أحمد شعراوي) .. لا تحزن أيها الفتى الطالع من خصوبة (أرض الكنانة)، فكلّ أرضٍ غُرِزَت فيها مئذنةٌ .. خصبة!.. يا زينة فتيان ما قبل الخطوط (الحمراء)، وما بعد الخطوط (الخضراء)!.. هي ذي الأمّة قُبِضَ عليها قبل أن يقبضوا عليك بعشرات السنين!.. الأمّة التي اخترقت (خط بارليف) في ست ساعاتٍ وحسب، وضعوا أمامها ألف (خط بارليف)، لكن سموها أسماء عربية!.. فمِن أيِّها ستنفذ يا أحمد؟!.. أنت يا ابن الشعراوي لا تفهم العهود والمواثيق، ولا المعاهدات والاتفاقيات، لأنّك لم ترضع أعمدة (الحكمة)، فتهوّرتَ بلا مبالاة!.. من غير أن تُقَدّر عواقب ما تفعل على صناديد أمّتك، من مفتولي العضلات والشَنَبات!..
دَعْكَ يا أحمد من (الدرّة) و(أبو عاصي) و(الرّيان) و.. !.. فأولئك فتيان حمقى، مثل حماقة أحجارهم!.. دَعْكَ من هواجس النخوة والمروءة، فهذه من الأمور التي لا تُباع ولا تُشترى!.. دَعْكَ من دماء أقرانك المسفوكة تحت جنازير الدبّابات الصهيو-أميركية، فهذه ستدخل في أرصدة سماسرة (السلام الحربيّ)!..
عُدْ يا أحمد يا شعراوي إلى حُضن أمّك، واطلب منها أن تُعيد إرضاعكَ حليبَ (الحكمة) و(الواقعية)، وأن لا تفطمك، حتى يتطاول (شَنَبُكَ)، فيصل إلى ركبتيك .. وعندها فحسب، ستزول أعراض النخوة، التي تعاني منها الآن!.. وسنطمئنّ إلى التزاماتنا بمعاهداتنا واتفاقياتنا (الحكيمة)، التي أبرمناها من فوق الطاولة أو من تحتها .. من غير أن يهدّدها طفل مثلك!..
لا تسخر يا أحمد، ولا تستهِن بجوهر القضية .. ألم يَقتل الفتى (داوودُ) (جالوتَ) الملك الجبّار؟!.. جالوت الذي أهلك الحرْث والنسل، ودمّر البلاد والعباد، وأرعب المرعِبين من أهل الشوارب والشنبات .. مَنْ قتله يا أحمد؟!.. قتله (داوودُ) الفتى، الذي لم يكن أكبر منك .. قتله بحجر!.. كالذي تضمّه بين جناحيك!.. فمسح بذلك ذلّ عشرات السنين، وبنى إمبراطورية العزّ والازدهار والرخاء والكرامة .. فهل ستكرّر ما فعله الفتى (داوودُ) يا أحمد؟!.. فتُحرِجنا، وتدفن نظريات حكمتنا، وتمزّق ملفّات معاهداتنا .. وذلّنا؟!.. فيزعل (بوش) و(سولانا) و(بلير) و(شارون) و(كوفي أنان)؟!.. لا يا أحمد .. لا يا أحمد!..