أنا ... وهي
أنا ... وهي
بقلم هيفاء محمد المجذوب
رحالة أنا.. أجوب الأصقاع
أبحث عن صورة منسية.. وخربشات طفولية
تائهة من زمن غابر فقد أرقامه..
ألف.. ألفان.. مجرد حسابات لا تهمني
فزمن انتمائي يتخطى هذه الحسابات البشرية التافهة
فالدمعة هي الدمعة.. والبسمة هي البسمة.. والحب..
الحب ربما ليس هو الحب..
وتعود الصورة المنسية موقعة بغبار سحيق، تسكنها تجعدات عشوائية
من هي التي في الصورة؟؟ أتساءل وأحملق
لا يمكن أن تكون أنا!
عيون بنية.. خشب شجرة الأيام محروق
ودخان أسود احتل ضفيرة الشعر القصيرة
ورماد منثور على وجنتين متعبتين من سفر التفكير
والبحث عن ملاذ من هجمات الزمان البربرية
وجمر يندس تحت الرماد ليرسم خطوطاً منتاسقة على حدود مغارة سحرية
تنبعث منها مزامير خفية.. وكلمات عبثية
لا.. لا ليست أنا. لا يمكن أن تكون...
لحظات تتشابك، وتنسج سنين هاربة من ناموس الطبيعة، وتعود لي هذه الصورة يا للأسف.. يا للمصيبة..
إنها أنا ..بعد زمان لم يعد للـ (أنا) فيه وجود
أنا بعد أن أوقعني جواد القدر عند أول حاجز وعند أولى المحطات
ويلي ما فعلت بي الأيام..
ورقة عتيقة مصفرة.. صندوق خشبي مهترئ..
أتراه أحلامي التي كانت؟؟
إنها هي.. فالتوقيع واحد آااه..
آهات علمتني، آهات أحبتني، آهات دفنتني..
دفنتني هناك بين قبور بدون شواهد ..
هناك بين دموع بلا مقل..
هناك بين ورود بلا حياة ..
أقبع الـ (أنا)..
وتراب حقير صديقي.. وزهور ذابلة عائلتي..
والروح... أين هي تلك الروح؟؟
أية روح أنادي، فقد ابتلعتها دوامة النسيان، وتلاشت بين أصابع الله
تبحث عن راحة ما عرفها الجسد، تنادي رحمة نالت منها أفواه المجهول..
وبقيت الـ (أنا).. وتلك الصورة العتيقة أضمها كطفلة يتيمة..
لا تبكي يا طفلتي.. يا حبيبتي.. فستظلين قربي أنا