أنا وهو ..

أنا وهو ..

نور جندلي

كالعصفور حرا .. يصفق بجناحيه الصغيرين ويرفرف بسعادة حولي .. يهديني ابتسامة .. ضحكة بريئة .. نظرة يظهر في بريقها رسم قلب .. يعبر عن حب .. و أي حب ذاك الذي يحمله لكي يلازمني .. يتشبث بثيابي .. كي لا أرحل عنه ولو للحظة .. يرغمني لكي أبقى قربه أعطيه الحنان فيرتشف منه أحلى ما فيه كالنحلة ترتشف من الزهرة الرحيق .. فترحل بـه إلـى خليتها وتصنع منه العسل .. نظرت يوما في وجهه الجميل وكنت أبحر بين قسماته بعيدا نحو المستقبل .. مستقبله هو .. إلى أين سيصير .. وفي أي بستان سيحلق .. و أي عسل سيرتشف .. خفق قلبي وجلا ... فالحقول كثيرة .. خادعة .. معظم أزهارها سامة .. قد تمرضه ... قد تقتله .. أو تضيعه بعيدا عني .. فأبحث عنه .. ولا أجده .. يا حبيبي الصغير .. أي شيء عاجل يمكن أن أعطيه لك .. أي هدية أزرعها في قلبك .. و أنت صغير .. صغير جدا .. على المعرفة .. على الكلام .. على كل شيء .. ابتسم لي وكأنه يشجعني .. يخاطبني بلغة الحب .. تلك التي نفهمها وحدنا .. أنا وهو .. و نتخاطب دوما بها .. ونصوغ منها حكايات و أشعارا .. نحلم عبرها ونحقق أيضا أحلامنا .. خطرت في ذهني فكرة عاجلة .. وسارعت بالتنفيذ .... أمسكت بيده الصغيرة الغضة وبت أرفع سبابته و أهمس له .. أشهد أن لا إله إلا الله .. نظر في عيني يريد أن يفهم .. فكررت عليه .. أشهد أن لا إله إلا الله  ضحك ضحكة أضافت لوجه الجميل حسنا وبهاء .. رفع سبابته الصغيرة .. وقال ..أشـشششهـــد...... قالها متعثرا في نطقه قالها والبراءة تطفح من محياه الباسم وكأنه قد حقق انتصارا كبيرا .. طار قلبي فرحا بإنجازه الأول .. بقرص العسل الذي جناه اليوم بكل اجتهاد .. كافأته بقبلة كبيرة .. استودعته الله وهو ينام .. ودعته .. و أنا أدعو الله أن يعي في قلبه الصغير درسه الأول .. أن يحفظه وينميه .. فقد أحتاجه منه يوما .. حين تذبل زهرتي النضرة .. وتوهن قوتي .. فأحتاج لغذاء من عسل .. من رحيقنا .. ذاك الذي صنعناه معا .. من بستاننا .. لعل أزهارنا تكون مباركة .. ولعل الآمال لا تنقلب يوما وبالا علينا .. وعدته بلقاء جديد .. نغرس معا .. براعم جديدة .. في قلوبنا الغضة المحبة .. المتطلعة بلهفة ..نحو الضياء المنبعث .. من إشراقات نور صغير ..