عبق الجراح
بقلم: عبد الله الطنطاوي
جراح الأمة لا ترقأ..
في القدس جرح ناغر..
وفي حيفا ويافا وأريحا وغزة هاشم..
في عكا الجزار وصور باهر..
في قبية ودير ياسين..
في نابلس والخليل..
وفي طبريا وعسقلان وجنين..
وفي صفد والجولان..
وفي بغداد المنصور والرشيد
حيث تنزف جراح العُقبان..
وتنزو قلوب المجاهدين الشجعان..
وهي ترنو إلى خير أمة أخرجت للناس..
تُسام ألوان القهر والإذلال والباس
على أيدي شُذّاذ الآفاق..
من ابن غوريون الأفّاق..
إلى شامير وشارون ورابين ربائب الإجرام والنفاق..
إلى (الأبواش) الأوباش
ولكنّ القلوب العامرة بالإيمان..
والزنود المفتولة العضلات..
والعقول المجبولة برحيق الحكمة..
والأصابع المشدودة على الأزناد..
كلّ ذلك للأخسّاء بالمرصاد..
وعدُ الرسول القائد ووعيده..
في هلاك نسل الأفاعي في أرض الأنبياء..
حيث فسطاط المسلمين..
وحيث تدور الملحمة..
فلا تبقي من يهود ولا تذر..
وكان وعد الله مفعولاً..
وكان حقاً علينا نصر المؤمنين..
لتندمل الجراح.. ويرقأ النزيف..
وفي حزّ الرّقاب الغليظة رَقوءُ الدماء الزكية..
دماءِ المسلمين والمسلمات..