أحتاج أن أحتضنك
إيمان شراب
أحتاج حبيبي أن أقبل رأسك وخدك الطري الأملس ..أحتاج أن أمسح دمعتك ..أحتاج أن أحتضنك .. أن أشد على يدك .
أحتاج ذلك عزاء لنفسي الحزينة ، أحتاج أن أكفر عن عجزي ، أستمد قوة من قوتك ، وأتعلم صبرا من صبرك يا طفلي الكبير العظيم .
طفلي في فلسطين : جعلوا من أجلك يوما ، ولكني أراهم مخطئين فما أنصفوك حتى في هذه !
فكل الأيام هي لك ، تستحقها حبيبي ، نملؤها بصورك الجميلة وقصصك الرائدة .
فقد أذهلتني – والله – بأحاسيسك الصادقة ، وكلماتك القوية ، وقرأت فيها شجاعة ورعبا ! صمودا وألما ! عزة وقهرا !
سمعتك تصف وتنتقد وتتحدث وتفسر وتحلل ....
من علمك هذا ؟ من علمك مهارات التفكير هذه ، التي يتعلمها غيرك ببرامج وورش عمل ودورات وحلقات !!
من علمك معنى الشهادة وأجر الشهيد ، فكتبت وصيتك بخط يدك الصغيرة العظيمة ، توصي أمك بعدم الحزن إذا استشهدت ، وتذيلها بتوقيع : الشهيد عبد الله ! وتستشهد فعلا !
الله أكبر ! الله أكبر !
من علمك الإصرار فقبلت الذهاب بفرح وسرور إلى خيمة تتعلم فيها وتقرأ وتكتب !
من علمك حب الوطن ، فرفضت حياة هي أنعم كثيرا من حياتك ، وقلت
بشموخ : لن أغادر بلدي ، وسأبقى فيها وأستشهد !
طفلي الحبيب في فلسطين : أردت أن أقدم لك شيئا في يومك ، أن أفعل شيئا من أجلك ..فوجدتٌني محاصرة مكبلة ! أتفهمني أيها الذكي ؟
فكتبت لك أحييك وأحييك ثم أحييك ..
وعاهدت نفسي أن أروي لأبنائي قصصا أنت بطلها .