الطفلة العجوز

الطفلة العجوز

هديل دراغمه

عذراً ... عذراً بقدر ما يحمل العذر إليك عذراً، عذراً بقدر

حبي لك ، عذراً حبيبي الدفتر ...

رغم بُعدي وبُعدك عادت " الطفلة العجوز " تقص

لك من نسج واقعها عبثها برمال الشطآن ،

بخيوط الصوف المعقدة ،

بدلع الدلع الحارق ،

-أجل-     وبعد المجيء .. وبعد اللقاء .... وبعد الدموع..

وبعد الحنين ....وبعد الحديث .. وبعد الغروب..

وبعد الليل .......وبعد الفجر ..... وبعد يوم .....وبعد أسبوع

وبعد مجيء من جاء....

غادرت إلى حيث طفولتي .....إلى الأرض التي أشتاق،

لكن ، كانت عودتي رغماً عن الجميع ، تركت خلفي زهرة

مستقبلي ، خلفي :   أقلامي ......كتبي.....

عدت وبي لهفة جعلت الرمال على طرفي الشارع

جوريّ متفتح في ناظري ...لهفة جعلت من

الغيوم في السماء صوراً لأحداث ليست لي أعيشها فوق

طاقتي ....

لا أحد ..... لا أحد يعلم لماذا اختارني الفراق ...!

ولماذا اخترت أنا معاندة الزمان ...؟

تحدّت ، تعبت ، ومن دون سابق إنذار اختارت

أن تغادر إلى حيث تحقق في وجدانها الرضى ...

تحقق ... "لأنا" الذي تحبه داخلها ..

واليوم لا أدري أأنا هي أنا ؟!..

ترتشف هي قطرات الندى علّها تروي ظمأ الشوق

لتلك الأرض ،

تواسي نفسها بما واساها  به غيرها ...

يا لك من " طفلة عجوز " تكبّدت عناء غربة

الأيام دون أن تتأوهي بآهٍ تهوّن عليك

وحدتك ........