أيام سوداء مظلمة،، وأمل ينير الطريق

رشاد فياض

[email protected]

 أيام سوداء مظلمة ، وشعاع منكسر يضيء الطريق من جديد ، وصراخ يدوي هنا وهناك ، آلام وآهات وبكاء جاء بعد يأس من الحياة  ، هذه هي آلام الأرامل والأطفال الأيتام في جميع مدن غزة امرأة تحكي لي بأن زوجها مضى بكوكبة الشهداء واثنين من أولادها وحرق منزلهم تبكي وتصرخ أمامي ، تحدثني بأنهم لم يمدوا يوماً أيديهم للحصول على معونة أحد والاعتماد على رزقهم تقول بأنه لم يأتي لأسرتها التي قاربت على الانتهاء يوماً ليفكروا بأنهم سيكونوا بهذا الموقف .

لا التشبيه ولا الكنايات ولا السجع سوف تستطيع أن تعبر عن هذه الأم التي امتلئ قلبها حقدا التي حرقت عائلتها أمامها ، فأي أم تستطيع أن ترى هذا كله وترى ..وترى .. وترى مالم يراه أحد ، مالم تراه عدسات وسائل الإعلام ليراها من يتهموا بأن هذا الشعب الفلسطيني شعب إرهابي  ،، ليراها من يطالبوا هذا الشعب بنزع سلاحه ويطالبون بالسلام فربما تغيرت وجهة النظر لحمقاء .

قطاع غزة أصبحت مدينة للأشباح ومكان لكتابة القصص الإنسانية ، وأصبحت تحمل بداخلها صور للغرب يحصلون عليها الجوائز وكل الاحترام  على ظهور هؤلاء الفقراء والمتضررين من الاحتلال ، كم من هؤلاء الذين حصلوا على الجوائز أهدا جائزته أو نجاحه للأسرة التي ذرفت دموع من دم وكم منهم تحدث مع سفهاء دولته لوقف مايحدث لهذا الشعب وكم ، وكم ؟

 لكن رغما هذه الآلام والجراح والحياة التي أصبحت مظلمة إلا أن هناك شعاع وبصيص أمل لديهم وليدة الصبر والصمود وحب الوطن طالما وجد عليها أعدائها وأعداء الإنسانية ، فغزة العزة ..غزة الإباء ستعيد بناء نفسها بدعم خارجي وبدونه

غزة ستضع حد يوماً ما للتعجرف الدولي ، وسيقف شبل من أشبال فلسطين بالبيت الأبيض ويوجه رسالته إلى العالم بأننا شعب نضحي ونموت من أجل الله وفي سبيل الله ونسير على خطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فاسألوا من يعلم من هوا الله ؟

الزبيدي العراقي كبت بداخله آلام شعبه العراقي حتى انفجر برمي حذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش داخل العراق وانه لموقف عظيم ، وأرامل وأطفال غزة سيجسدون الموقف الأكثر عظمة داخل أمريكا كما جسدته داخل إسرائيل بأجساد نسائه وأطفاله ورجالها كما فعلت دلال المغربي وغيرها .

المسرحيات الدرامية السياسية أصبحت واضحة والتدخلات العربية المخزية والقائمة على المصالح الخاصة والغربية أيضا ستنتهي  ، بعد انتهاء المحرقة الأخيرة التي كانت البداية فقط أقام الشعب الفلسطيني أكبر دليل على صموده وعدم اكتارثة فأقام المهرجانات وأفراح الزفاف ليعلنوا نصرهم وينجبوا رجال آخرون للوقوف على الجبهات ليصبحوا أهداف أخرى للاحتلال .

نعم رجالنا وشبابنا قتلوا ،، نسائنا أصبحنا أرامل ،، وأطفالنا يتموا ،،منازلنا هدمت ،،ومصادر عيشنا قضي عليها ،، حياتنا أصبحت سوداء ولكن بفكر ضعيف النفس ،،

الأمل موجود طالما هناك طفل واحد يتنفس بحرية ، طالما وجد هناك شخص مثل الزبيدي ، طالما نحن صامدون ومرابطون ، طالما نحن الشعب الفلسطيني يداً واحده.

لم تعد البندقية سلاحنا فقط ولم يعد الصراخ أنين شكوانا أصبح القلم سلاح يضاف بقافلة الأسلحة الفلسطينية والمتصدية للاحتلال العسكري والدعاية الصهيونية والغربية .