سموني ولا تنسوني

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

سموني:اسم أكبر عائلة فقدت أبناءها في غزة ، واختزلت أسماءهم بلقب واحد فكانوا جميعاً

(شهداء) .

سموني: اسم عائلة لم تكن معروفة إلا لقلة من الناس ، ولكن الحرب جعلتها الأكبر..

والأشهر.. والأكرم ؛ لأنها جادت بالبيت وبمن حوى .. بأبنائها : كباراً ..  و صغاراً .. رجالاً و

 نساءً .. شهداء وأشلاء !!!

سموني : اسم غدا مرادفا لجرح غزة النازف.. ولدمعها المسكوب .. وللبلد المنكوب.. اسم

غدا لقباً وقلباً للجرح الفلسطيني الجديد !!

سموني : اسم (ألماظة)... تلك الطفلة التي خرجت على الفضائيات: مراسلة بلا حدود ولا

قيود.. ترسل الكلام شواظاً من نار .. تقطع به قول كل خطيب ..  تحرق وتحرك القلب والمشاعر .. تسترق السمع والدمع والآه منا .. وما زال في جعبتها الكثير.. الكثير ... جرحها أكبر من كلماتها .. وكلماتها سردٌ ودرسٌ ..وأسئلة لا تجد ولن تجد جواباً.. فتبقيها

للتاريخ.. !!

سموني : طفلة تقف على أطلال بيتها .. تسمي الأشياء بأسمائها.. هي ذي الأطلال حقاً .. ولا أطلال غيرها .. هي ذي الأطلال و ظلالها تنطق شعراً وتُعجز الشعراء !!

سموني : طفلة تروي ما لم تروه شهرزاد في ألف ليلة وليلة .. لكنها اليوم تروي قصة ألف جريح وجريح.. وألف ذبيح وذبيح .. تبكي أمها و أباها وإخوتها وأبناء عمومتها وأبناء بلدتها .. تروي حكايا ليست من نسج الخيال.. تروي ما رأت وما بكت .. تروي وتواري

 دمعها .. تصف المجازر .. وعجز المقابر .. وإغلاق المعابر .. !!

سموني : تودع شهداءها الذين قضوا نحبهم .. وتجترح من جراحها أسماء لمن من أحبتها ينتظر .. تسميهم: أرملة.. وثكلى.. ويتيماً.. وجريحا.. ومن لم تبقه الحرب صحيحا .. !!

سموني : اسم لعائلة غزية وأخواتها .. تبكي وتعاني الجرح نفسه .. تدخل عليها طائرات الإف ستة عشر وأخواتها فتنصب الأول من العائلات قصفا .. وقتلا .. وفتكا .. وتتركه لنا اسما نختلف عليه: قتيلا.. أو شهيدا.. وتدخل على الثاني  والتالي بقنابل فسفورية فتبقيه محروقاً.. ومقهوراً.. ومكسورا.. تجعله خبراً صالحاً للتداول.. والتحليل.. والتأويل.. قنابل جعلت من أجساد أهل غزة حقل تجارب.. وتجد الجرح متبوعا وله توابع لا تنتهي.. !!

سموني : الاسم الجديد لمجازر صبرا وشاتيلا.. ودير ياسين.. وقانا وغيرها ... !!

سموني : اسم لعائلة.. بل فعل أمر تطلقه عوائل غزة كلها ؛ لتقول : سموني: شهيدا .. قتيلا .. جريحاً .. أرملة .. ثكلى.. يتيما.. سموني: دمعاً .. دماً .. وقصة لن تنتهي..

سموني ماشئتم ولا تنسوني  ، فالأسماء تتغير.. والحالة ذاتها..  لا تتغير .. فلماذا ؟!!!

سموني ولا تنسوني...