ما أصعب الكلام في زمن غزة

ما أصعب الكلام في زمن غزة

هايل عبد المولى طشطوش

[email protected]

ما أصعب الحديث والتعبير عن المشاعر في مثل هذه الأوقات ، تعجز الحروف وتتوقف الكلمات ،تشعر أن مداد الحبر قد جف وانقطعت المفردات ،وضاعت بين زحمة الأحداث كل الذكريات ،حينها يقف الإنسان عاجزا عن التعبير عن الموقف ، ما أبشع ما نرى وما افزع ما نشاهد وما أعظم ما نسمع من أخبار وصور ومشاهد ، إنها فضلات الحضارة والمدنية الحديثة قذفت بها وألقتها من روعها ومنحتها إلى رعاع البشر وجعلتها طوع بنانهم وسخرتها بين أيديهم ،فأساءوا استخدامها وحولوها من خير عميم إلى شر وبيل ،إنها قاذورات الحضارة والمدنية الحديثة التي صنعتها يد الإنسان ليقتل فيها آخاه الإنسان الذي كرمة ربة وجعل قتله كأعظم جرم يرتكبه الإنسان بحق أخيه الإنسان ،..... في هذا الزمن  أصبح القتل مهنة، وتقطيع لحوم البشر وظيفة ، ودوس أشلاء الإنسان مهمة سهلة ،  وإبادة مجاميع من البشر تتجاوز المليون أيسر من شربة ماء ،...  نتساءل...:  هل هذه هي المدنية وحقوق الإنسان ؟؟ هل هذه هي الديمقراطية وشرائع الأمم المتحدة ؟؟؟  هل هذه هي بنود القانون الدولي الإنساني الذي يحمي المدنيين ؟؟؟؟ هل هذه هي الاتفاقيات الدولية التي تمنح حق تقرير المصير للشعوب ؟؟؟ ؟؟؟؟؟ أسئلة كثيرة محيرة لا جواب لها تجعل ذي اللب حيران وتجعل صاحب الفكر كأنه سكران ،وتجعل الحليم تائه ضائع في عتمة المكان ، ماذا يحدث في قرن العلم والتكنولوجيا والحضارة والمدنية ؟؟؟؟!!! هل هذه هي نواتج التطور والتقدم الذي قذفه الغرب إلى البشر ليأكلوا بعضهم بعضا ؟؟ هل أصبح أكل البشر وجبه دسمة ؟؟؟ إن ما نشاهده في غزة من قتل وذبح لم نكن نتوقع أن نراه يصدر من قبل إنسان بحق إنسان ،وهذه ما يدفعنا إلى التساؤل هل ما يتم يقوم به بشر أم حاقدون أم ماذا ؟؟؟؟؟ .

   سيشهد التاريخ وسيسجل الزمان بان آلة القتل الهمجية الحاقدة قد أهلكت الحرث والنسل ولم ترع حقاً لطفل يبكي او لثكلى تصرخ او لشيخ عاجز او لعابد ناسك .... ، سيشهد التاريخ ... وما أصعبها من شهادة ، وستكون هناك لحظة حساب لن ترحم وسينصب فيها ميزان الحق والعدل ويأخذ كل ذي حق حقه ولن تقوم الساعة حتى ينصف البشر ويملأ العدل أركان الأرض بعد أن ملئت ظلما وجورا ، نعم إن إيماننا بان عدل الله قادم ولا مكان في هذه الأرض لظالم ...!!! .