نداءات إلى أفروديت
ياسين سليماني
الإهداء: إلى الغالية فطيمة بن سياح
عندما رحلت نبت الملح في لساني
تطاولت الأمواج إلى قلبي فأغرقت الموانئ
انهارت مدينة الفرح في ثانية وانتشر وباء قاتل هو الحزن.
رأيت الوحل يخنقني... حاولت أن أتنفس فلم أجد هواء...
حتى حين أردت أن أغفو ، صار صارهناك شيء واحد يضطهدني اسمه : اللا معنى.
انفتحت عيناي على عالم جهنمي أحمر...
اشتعلت حزنا...
رقصت كما زوربا إلى أن سقطت من الإعياء...
أفروديت رحلت فمالذي بقي غير الدمار؟
لم يبق منها إلا جثة محنطة بمادة جيرية تشبه العدم... ربما اسمها الأحلام القديمة الجديدة.
كما لم أشم إلا رائحة سنوات غابرة انقضى عهدها ولم تعد تسترجعها إلا الذاكرة المهشمة من أثر نابالم الخوف والوجع.
يا أفروديت الحياة والموت... يا بعد الحزن والوله...
يا طبيبة عمري دواؤه منك يوم أن كنت حاضرة...
لمَ لم تنتظري مواسم يشرق فيها الصبح متوهجا وتركض فيها خيول الفرح إلى قلوبنا...
لمَ هاجرت في طائرة السرعة دون أن تنظري وراءك ولو لمرة واحدة...
تحديت نفسي في أن أنساك... وتحديتها أكثر في أن أعيش ليوم واحد دون أن يخفق قلبي باسمك...
في النهاية كسبت التحدي ولم يحدث النسيان.
حين رحلت...
الطريق بدا مظلما عسيرا... صوتي لا يصل لسواي ، كأنك لم تسمعي نداءاتي فرحت تنشرين رائحة المقابر في حياتي ... وما أصعب أن يعيش رجل مثلي في عالم واسع لا يعدو أن يكون مقبرة.
وراحت الأيام تمضي عسيرة مملة... أيام متشابهة ليس فيها مايهم...
فتحت مذكرتي ، لم أجد فيها إلا عبارة "غير مهم " منذ أن سافرت إلى اليوم .
ومازالت العبارة هي كل ما أكتبه فيها بانتظار كلمة منك لا تأتي.