عزلتي مثقلة بالبحث عن الحب المطلق

عبد الحميد عبد العاطي

عبد الحميد عبد العاطي

[email protected]

http://abedalati.blogspot.com

يجلس بجانبي المطر، والخريف وعيناكِ، وحفنة من لمسات تركتها علي صدري وذهبت ، إلي أين يا سيدتي إلي أين..؟  ، كلما سرقتني همومي وحطمتني مطامع البشر ، يراود بذهني معاني كالموت والجحيم أو الهروب أو السفر ، جملة من كوابيس لا تعرف لغتنا إلا السهر ، لم انم منذ طفولتي ، لم اعرف يوما نوما يعرفني ، تعبت.. ووجودي تنكر من جسد أكله العمر وتحسر ، يبدو أن الحياة لم تشأ أن تأتي لي ..

ما ابرد شكل المساء حين يغزوك بضحكة عذراء .. حين تمشى من أمامك وتترك جمالها بذاكرة هشة لطالما كانت بغرفة الإنعاش ، لا أنكر أنها سلبتني رغبتي الحرة.. وأرهقت جناحي غروري وكأ ن جسدها طوفان يلهم بفيضه الوقت والأحزان ، ربما هي ما أتمني وكحقيقة ربما هي الجنة ، ذهبت ولم تعرف ماذا فعلت بي ؟، فهي كلون الطيف الذي يأتي كل شتاء ، لم يحرم أحدا منه حتى بائع الدخان تبسم ومضي يثرثر بقصص العشاق ، فهي تحمل السعادة أينما ذهبت .. تتنقل بين الأزمان كأسطورة تحلق على شكل إنسان.

سيدتي لقد شيدت لك فينيسيا جديدة بقلبي، وخصصت قصرا جدرانه من الزمرد والمرمر،ووضعت أريكة ملبدة بالحب والأمان تطل على نهر الرأفة وجبال الحنان ، وعلقت سور الصين على حدود مملكتي وكتبت على طوله ..أنا بانتظارك .. وحتى لا يسوء الظن سجلت العنوان ، شارع الوحدة بالقرب من مفترق الألم بجوار دكان النسيان ..الطابق الكئيب.. شقة سجين .. رقم الهاتف مجهول .

صديقة سويدية أصلها فلسطيني كتبت لي، بعد أن قرأت النصف الأول من الخاطرة وقالت : " لقد أصابني هذا الحب المطلق ،دون أن تخدشه الآمال، والانتظارات، و طلبات هذا القلب الذي من فرط خشيته من الفقدان يبدو عاجزاً عن امتلاك سعادته، ومع ذلك شعرت بقلق أمام هذا الحب ، ربما كتب عليك أن تبدأ كل مرة من جديد" .