همسات القمر 36
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
*اختلفنا
قلت لها : كوني متفائلة
قالت لي : كوني واقعية
أهناك خلط ما بين اليأس والسلبية وما بين الواقعية ؟
هل يتناقض التفاؤل والواقعية ؟
النهاية أنني ابتسمت .. لأن تفاؤلي انتصر على واقعيتها
*لماذا يمارس بعض الكتاب شهوة الغموض
هل يريدون تعذيب القارئ ، أم يريدون أن يثبتوا له أن بينهم فجوة ثقافية كبيرة لا يطالها هذا القارئ المسكين
أتراهم يفهمون ما يكتبون ، أم هي مجرد هواية عبثية تقوم على تجميع حروف تتراكب على بعضها كيفما كانت وتلصق بصمغ إحساس باهت لا يدرك ولا يعرف كنهه
دوما أتساءل ،ما قيمة النص الأدبي إن لم يكن قريبا من القارئ في أسلوبه ، في معناه ، في ملامسته واقع حياته ومشاعره وأحاسيسه
لست أدعو إلى الإسفاف أو التبسيط غير المبرر ، لكن من حق القارئ أن يُحترم عقله ولا يترك في صراع مع نص كأنما يحاول شق الصخر ولا يناله غير الكلل وضياع الوقت !!
*ترتسم الحياة بخيوط من نور شمس دافئة تغذي خطوات الصباح بروح التفاؤل والأمل
تتوالى الخطوات لتغرق في لجة أعمال تتجاذبها ..
ما بين علم وعمل .. ما بين نشاط وكسل .. ما بين بسمة وآهة .. تتوزع تلك الخطوات ليدركها جواد الليل الفاحم يأخذها في طريقه .. تستسلم له دون مقاومة .. تسترخي في حضن نوم دافئ يربت على أوجاعها ويعيد ترتيب كيانها ..
تنفض ثوب رقادها بذات الروح المتفائلة ... وتعيد الكرّة من جديد
أقبِلْ صباح الخير بالنور الذي .. بالحب يروي بسمة الإصباح
*عندما أخلو بنفس ترسل ترانيم حزنها .. لا ملك إلا أن أربت عليها .. أهدهد مواجعها .. أمسح دمعتها بكف محبة تعيد تشكيل البسمة على ثغرها ..
جميل أن نكون أطباء نفوسنا وأُساتها
*على من تعتب أقصانا الحبيب ومن تلوم ؟
على من أسلموك لشراذم الأرض يعيثون فيك فسادا؟
على أذلاء ضعفاء يدارون دمعتهم عنك .. يطأطئون الرأس في حضرتك خجلا ؟
على شريعة الغاب التي تقيدك بسلاسل غلّها وحقدها ؟
على الإنسانية الغائبة .. على القطيع السائبة ..?
وكأنني بك أقصاي الحبيب ترمقنا بعين الغضب حينا .. وبعين الحزن والإشفاق حينا آخر
وكأنني بك تقول لا يليق بكم سوى الموت يا من رضيتم بالذل والخنوع
ليتك تعلم أقصانا .. ليتك تدرك أننا مأسورون أكثر منك ..
يحق لك أن تقرّعنا ، تلومنا ، تعتب علينا
كل هذا أهون علينا من عقاب بعدك والحرمان من الصلاة في رحابك الطاهر الشريف
هذا هو العذاب بعينه !!
أقصاي الحبيب .. أشتاقك ، أهفو لأن يعانق قلبي أرضك ..
فمتى يكون اللقاء ؟
*أستيقظ صباحا كما تستيقظ الطيور .. صافية القلب ، شفيفة الروح .. أتقافز على شجرة الحياة كما العصافير الرقيقة ترتل أنغام فرحها ، تطرب بعذوبتها من حولها ... وما أجمله من شعور وإحساس ... ولكن
ما إن أبدأ بقراءة الأخبار .. خبر تلو الآخر .. حدث بعد الحدث .. صورة تسابق أخرى .... يبدأ الجزر في شاطئ الفرح ..
يبدأ لحني بالخفوت إلى أن يصمت .. تتوقف أقدامي الرشيقة عن القفز وتنزوي في ركن بعيد قصي ..
يتعالى وجيب القلب .. قلقا ، خوفا ، حزنا ، غضبا !!!!
تتوالى دمعات اللوعة انهمارا .. في محاولة يائسة علّها تطفي جمارا !!
إلى متى أيها العالم المجنون القبيح تسلبنا فرحتنا ، وتغتال بسمتنا ؟
إلى متى ؟؟؟؟
*ما بين لسعة الكبت ورهبة البوح ..
تقف حروفي مرتجفة على شفاه ألهبها طول عناقها
*في بحر هائج تتعارك أمواجه وتتلاطم .. ألقي همسات روحي وبوح حرفي دون سترة نجاة أو حماية من غرق
أتركها تغوص في أعماق هذا البحر .. فإن صادفت فكرا نقيا صادقا .. تشبثت به وكان سترة نجاتها ..
وإن لم تجد .. فمماتها أولى من حياتها ..