شيء من رحيق الأمس 6

شيء من رحيق الأمس 6

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

هذا الرحيق يعيد المسنين الى زمان الصبا – لن تغيب تلك الصور من ذكرتنا كان زمنا جميلا على الرغم من عدم توافر وسائل الراحة الحديثة ...

ستكون هذه الحلقة من سياحتنا عبارة عن كوكتيل مما كان سائدا في ثقافتنا الريفية ولنبدأ لنعرف جيل العولمة بالفرق بين الشكيمة والصريمة والمحويب فالصريمة هي ما تصرم به البهيمة وتستخدم على وجه الخصوص في الابقار وعلى وجه الدقة في الصغار من العجول حيث تتم صناعتها من حبل القطن في السابق والآن من حبل القيطان وهي عبارة عن دائرة علوية تدخل من رأس العجل ودائرة سفلية تدخل من حنك العجل وتتصل الدائرتان بحبلين على جانبي جبهة العجل تتدليان من اعلى الى اسفل ثم يتصل بهذه حبل طويل يتم ربط العجل بواسطته على البربندي او أي وسيلة آخرى اما الشكيمة فهي ما يشكم بها العجل الرضيع وهي شبيهة بالصريمة بالضبط ما عدا انه ليس لها حبل للربط ولكنها بالإضافة لذلك تربط فيها قطعة من الحديد حادة الطرفين على شكل حرف U ويربط ذلك في مقدمة الشكيمة بحيث يكون في وجه العجل فعندما يحاول العجل الرضاعة تمنعه هذه الحديدة من الوصول لضرع امه كذلك تقوم هذه الحديدة بوخز الام فتشعر بالألم فتبتعد عن العجل وغالبا تستخدم الشكيمة للعجل الذي تمت فطامته بعد ان تغرز امه او يقل او ينقطع اللبن في ضرعها ولكنه على الرغم من ذلك يقوم بالرضاعة ولمنعه من ذلك تستخدم له الشكيمة حيث يتم تسريحه مع امه اما المحويب فهو الحبل الذي يستخدم لتحوى به البقرة أو تربط رجليها الخلفيتين اثناء عملية الحليب.

ما هو الفرق بين الحيال والعشار والدرار فالحيال هو ان تكون البقرة في حاجة للتور حتى يقوم بتعشيرها وله علامات حيث تتهيج البقرة وتقفز على اخواتها وهذا ما يسميه اخواننا في الانتاج الحيواني On heat والعشار هي العملية التي يمارسها التور مع البقرة من اجل حفظ النوع وهذه هي الحكمة الالهية بين كل الكائنات الحية وبعد مرحلة العشار لو تمت بعد ارادة الله عملية الاخصاب fertilization فتنتقل الى مرحلة الدرار فيقال ان البقرة دارة أي ان لها جنين في احشائها اما حينما يقال بان البقرة او غيرها قد درت لجناها فهذه ترتبط بالبقرة او الماعز او الضأن الحلوب فعندما يطلق لها جناها يدر اللبن في ضرعها أي ان اللبن ينزل بغزارة ناحية الضرع فيقال انها درت. احيانا بعد عملية العشار لا تحصل عملية اخصاب ويظهر ذلك بعد مدة بحيث تعود مرة آخرى لمرحلة الحيال فيقال انها ردت وتكرر العملية مرة اخرى الى ان يتم الاخصاب فيقال انها مسكت. العجل الصغير في عمره يطلق عليه في ثقافتنا المنتلوب ثم بعد ان يكبر قليلا يطلق على الذكر عجل وعلى الانثى عجلة ثم تصبح العجلة ندفة ثم بقرة بعد الانجاب وعندما يكبر العجل يصبح تور والبقرة في اول ولادة لها يقال انها بكر وحتى تصبح طائعة ولا تحدث مشاكل في اثناء الحليب يتم تعصيبها بحيث تربط العصبة الخاصة باحد رجليها الخلفيتين بواسطة حبل يشد فيه العصب على الرجل ويطلقون عليه الجرتق تشبيها لها بالعروس.

ننتقل للحديث عن بعض العادات التي كانت سائدة في الافراح ففي الزواج كانت عادة تعليم العروس وهذه عادة غير حميدة ولكنها في ذلك الوقت كانت تتسم بالعفوية لطيبة الناس ونقاء سريرتهم حيث تبدأ العروس في تعلم الرقص قبل شهر او اكثر من العرس حيث تتجمع الفتيات في كل مساء في الدار ويقمن بالرقص بالتبادل مع العروس ويتجمع حول شبابيك الغرفة التي تتم فيها عملية الرقص الصبية والحمد لله قد انقرضت هذه العادة تماما فيما اعرفه من مجتمعاتنا ثم هنالك عادة عمل الضريرة وهي وضع المحلب على الرأس ولبس الحريرة للعريس وقد قلت هذه ايضا كثيرا كذلك الحنة للعريس كانت كأنه شرط ولكنها اصبحت في حدود ضيقة كذلك لود الطهور وقد كانت الطهارة في الماضي للذكور بعد وصول سن السادسة او السابعة من العمر ويلبس الحريرة والهلال من الذهب وسبحة السيموتة وهي سبحة طويلة حباتها كبيرة سوداء اللون ذات رائحة مميزة كذلك يلبس الخرزة وهي حبة دائرية بها فتحة تدخل فيها الحريرة وتربط في اليد كذلك كان من العادات في الطهارة عملية السرقة بحيث يسرق الصبية بعض الاغراض من المنازل بالذات حبال البقر والحمير وغيرها ويجلبونها الى مكان ود الطهور وعندما يأتي صاحبها لاستلامها لابد من دفع العادة وهي مبلغ من المال كذلك يتم عمل القاشيت وهو عصيدة تصنع بخلط دقيق القمح مع اللبن ويتم سرق اللبن من اغنام القرية عند عودتها من السرحة يقابلها الصبية قبل ان تصل لأهلها ويقومون بحلبها لعمل القاشيت. كذلك من العادات التي انقرضت تماما قطع الفرع بحيث يقوم العريس بالذهاب للجنائن قرب البحر او النيل ويقوم بقطع فرع من شجر النخيل ويحضر ذلك الفرع ويتم تعليقه على عرش البيت بين المرق والعروق وكان يأخذ معه مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين وكانت البنات تتغنى عريسنا سار ودخل وقطع جرايد النخل كذلك من العادات التي انقرضت تماما ما يعرف بقطع الرحط الذي كان سائدا في جيل ابائنا حيث تلبس العروس ما يعرف بالرحط وهو مجموعة من سيور الجلد القوية تلبسها في وسطها بحيث يقوم العريس بقطع ذلك ثم يدفع مبلغ من المال وإذا لم يستطع فانه يوصف بأوصاف قد تؤثر عليه نفسيا. كذلك من العادات التي انقرضت في الافراح الشبال حيث كانت النساء يرقصن كاشفات الرؤوس وعندما يبشر عليهن الرجال تقوم الواحدة بتحريك رأسها يمين ويسار ثم بشكل دائري تقوم بخبط الرجل بشعرها وهذا ما يسمى الشبال.