الخاطرة 40 ..خرافة سكان الفضاء 2
خواطر من الكون المجاور
ﻹثبات وجود حياة في مكان ما من الفضاء لا بد من إثبات وجود كوكب يحوي على مناخ مشابه لمناخ الكرة اﻷرضية لكي يستطيع على اﻷقل اﻹحتفاظ بالماء الموجود فيه على شكله السائل لكي يتم إستخدامه في العمليات الحيوية في أجسام الكائنات الحية ، لذلك لا بد من أن تكون العلاقة بين هذا الكوكب والنجم التابع له مشابهة للعلاقة الموجودة بين اﻷرض والشمس من حيث الحجم والبعد والتركيب الكيمائي والفيزيائي ليمد النجم هذا الكوكب بالضوء والحرارة بالشكل المناسب لتتم العمليات الحيوية فيه.
وكما هو معروف، مثل هذا الكوكب لم يتم إكتشافه حتى اﻵن، لا في المجموعة الشمسية ولا في مجرتنا ( درب التبانة ) ولا في المجرات اﻷخرى ، ورغم أن بعض العلماء قد إكتشفوا بعض الكواكب المشابهة قليلا لكوكب اﻷرض ولكن ومع ذلك فنسبة إحتمال أن تستمر الحياة فيه لفترة زمنية طويلة لتستطيع أن تتطور الحياة هناك من الشكل البسيط إلى الشكل المعقد هو إحتمال ضعيف جدا لوجود إختلافات ليست بقليلة في مناخ تلك المناطق عن مناخ الكرة اﻷرضية . فحتى إن وجدت حياة هناك -كما يعتقدون - فإنها ستكون في شكلها البدائي جدا.
ولكن حتى لو فرضنا أن الحياة في أحد هذه الكواكب قد إستطاعت التطور لتصل إلى مرحلة ظهور مخلوقات ذكية ، فإن إحتمال أن تستطيع هذه المخلوقات أن تأتي إلى كوكبنا فإنه إحتمال مستحيل تماما ﻷن المسافة بينهم وبيننا هائلة جدا، فمثلا كوكب كليبر 186f الذي تم إكتشافه قبل عام والذي يعتبر أكثر الكواكب المكتشفة حتى اﻵن من حيث شدة تشابهه مع الأرض، فهو يبعد عنا 500 سنة ضوئية، كل سنة ضوئية تعادل (9،460،730،472،580 ) كيلومتر ، وأسرع مركبة إخترعها اﻹنسان حتى اﻵن هي مركبة نيوهوريزونس وسرعتها تعادل 23كم في الثانية، فإذا إعتبرنا أن تلك المخلوقات قد توصلوا إلى إختراع مركبات تسير بسرعة عشر أضعاف سرعة مركبة نيوهوريزونس فإن مخلوقات كوكب 186f ستحتاج إلى مدة زمنية تعادل 650000 سنة لتصل إلينا. أولا هذه المدة الزمنية هي خيالية ﻷي كائن حي مهما كان ،وثانيا سرعة 230 كم في الثانية هي سرعة لا يمكن ﻷي كائن حي أن يتحملها ﻷنها ستحدث خلل في العمليات الحيوية في خلايا الجسم وسيموت خلال فترة وجيزة من وجوده في هذه السرعة. عشاق نظرية المخلوقات الفضائية ، سيعارضون هذه الفكرة وسيعللون إمكانية السفر عبر هذه المسافات الهائلة بأنه يمكن أن يتم بطرق أذكى بكثير وهي تلك التي تعتمد على فيزياء الكم أو عن طريق تشويه الفراغ الزمني، هذه الطرق يمكن أن تحدث فقط في عالم الصغائر ( جسيمات تحت الذرة ) ،وتطبيقها على عالم الكائنات الحية يحتاج إلى علوم إلهية وكل إنسان يعتقد بأنه يمكن أن يتوصل لهذا المستوى من العلوم فهو يعيش في خيال الخرافات ﻷن الوصول إلى هذا المستوى من العلوم يعني المقدرة على التحكم بالروح نفسها. وجميع القصص المذكورة عن هؤلاء المخلوقات (الخرافية ) تؤكد أن مستواهم العلمي لم يصل إليها ، فإذا درسنا سلوك هؤلاء المخلوقات على سطح الكرة اﻷرضية كما هي مذكورة في كتب ومقالات عشاق نظرية المخلوقات الفضائية ، سنجد أن علوم هذه المخلوقات التي أتت إلى اﻷرض ذات مستوى أقل بكثير من أن يعلموا شيئا عن تلك الطرق المتبعة في فيزياء الكم ، فهم يهبطون من مركباتهم ويخطفون بعض اﻷشخاص أو بعض الحيوانات وينقلوها إلى مركباتهم ليقوموا بدراسة هذه الكائنات الحية عن طريق الجراحة اليدوية فهم على الرغم من براعتهم في ذلك ولكنها تبقى الطريقة التي يستخدمونها بدائية متخلفة بالنسبة للطرق المتاحة في فيزياء الكم. فهذه الفيزياء سمحت اليوم لأطباء سكان اﻷرض أن يفحصوا اﻷجسام عن بعد ليعلموا عما يحدث داخلها بكامل التفاصيل دون أن يمسوها ، بينما تلك المخلوقات الفضائية لا تزال تستخدم الطرق الجراحية المستخدمة في القرن العشرين ، ﻷن مؤلفي تلك اﻷحداث الخرافية عن المخلوقات الفضائية لم يعلموا أن التكنولوجيا في الطب والصناعة ستتطور بسرعة فائقة في السنوات اﻷخيرة. لتصل إلى مرحلة أرقى بكثير من تصوراتهم ،فمن يرى مستوى التكنولوجيا التي تستخدمها هذه المخلوقات الفضائية كما يصفها البعض في بداية المنتصف الثاني من القرن العشرين سيجد بأن مستواهم العلمي في ذلك الوقت كان فعلا أرقى من مستوى اﻹنسان، ولكن مستواهم بالنسبة للتكنولوجيا الحديثة كما وصلت إليها اﻵن فهي أقل من المستوى العلمي للإنسان. أفضل مثال يؤكد على أن فكرة قدوم مخلوقات فضائية إلى الكرة اﻷرضية هي فكرة كاذبة ملفقة من أشخاص لتحقيق مصالحهم الشخصية ،هو تلك الرسومات الهندسية الضخمة التي تم صنعها في الحقول الشاسعة والمعروفة بإسم (دوائر الحقول) ،حيث نجد بأن الرسومات في بداية ظهورها ( عام 1978 في إنجلترا) كانت رسومات بسيطة جدا (الصورة) ولكن مع مرور السنوات أصبحت أكثر تعقيدا (الصورة) ،فهل من المعقول أن هذه المخلوقات قد قامت بتطوير مهارتها في الرسم أثناء وجودها في اﻷرض ، طبعا لا، فطالما أنهم إستطاعوا أن يسافر تلك المسافة الخيالية ليصلوا إلينا فهذا يعني أن رسوماتهم كان يجب أن تكون متطورة جدا من بداية ظهورها . ولكن هذا لم يحصل ، ﻷن اﻷشخاص الذين صنعوا هذه الرسومات هم بشر وإعتمدوا على التكنولوجيا التي حققها اﻹنسان لذلك تطورت رسوماتهم مع تطور التكنولوجيا اﻹنسانية. وأكبر دليل على ذلك هي تلك الرسومات التي يقوم بها اليابانيون في حقولهم (الصورة) فهي لا تحدث أي ضرر في المحصول وهي أيضا من حيث الشكل أجمل ومن حيث التقنية أرقى من تلك الرسومات التي يزعمون بأنها من صنع سكان الفضاء ، فرسومات اليابانيين تعتمد على زراعة أنواع مختلفة من بذور الأرز وذلك حسب أشكال وألوان الرسمة لتعطي لوحة جميلة بمساحة شاسعة جدا . فهل من المعقول أن يكون اليابانيون أكثر تقدما من مخلوقات أتت إلينا من مجرات أخرى ؟! حتى تستطيع المخلوقات الفضائية أن تأتي من مسافات فضائية هائلة إلينا هذا يعني أنها تعتمد على قوانين علمية أرقى بكثير من علومنا ، لذلك فليس من المعقول أن يكون سلوك هذه المخلوقات الخارقة يناقض تماما مستواها العلمي ،أن ترتكب مثلا أخطاء سخيفة تؤدي إلى تحطم مركبتهم ، كما حصل في حادثة روزويل تلك القصة الخرافية الشهيرة التي يروجونها عشاق نظرية المخلوقات الفضائية، فكما تذكر هذه الحادثة بأنه في عام 1947 سقط طبق طائر في منطقة روزويل وقتل فيها ثلاث أشخاص من سكان الفضاء ، فسقوط الطبق الطائر بذلك الشكل ليتحطم وتتبعثر أجزائها هو شيء مناقض لمستوى علوم لها القدرة في إمكانية السفر عبر هذه المسافات الهائلة ، فهذه الحادثة يمكن أن تنطبق على طائرات ومركبات مستوى صنعها يعادل مستوى تقنية علوم اﻹنسان ، فللأسف حتى اﻵن لم يحاول عشاق نظرية المخلوقات الفضائية فهم المستوى العلمي الذي يجب أن تصل إليه هذه المخلوقات لتستطيع السفر عبر هذه المسافات الشاسعة. أما مقطع الفيديو الذي تم عرضه في التلفزيون البريطاني عام 1995 والذي يبدو فيه ثلاثة أطباء أمريكان يفحصون ويشرحون جثة أحد المخلوقات الفضائية من حادثة روزويل، فجميع المختصين لم يقتنعوا بصحته والجميع أكد على أنه ملفق وأن كل ما يحصل في هذا المقطع السنمائي هو خدع سينمائية وأن اﻷطباء الذين يقومون بتشريح الجثة لا يعلمون شيئا عن أصول التشريح. يقول الله عز وجل " وخلقنا اﻹنسان في أحسن تقويم " فكل عضو من أعضاء الجسم في اﻹنسان تم صنعه بشكل مناسب تماما مع طبيعة عمل هذا العضو ، وبما أن كل عضو مرتبط بالآخر لذلك فإن جميع اﻷعضاء في جسم اﻹنسان وصلت إلى درجة عالية من اﻹنسجام والتناسق ، وهذا ما أعطى شكل اﻹنسان جمالا خاص ، لذلك فإن هذا التوافق الكامل في بناء جسم اﻹنسان يعني بأن تطور الوعي ودرجة الذكاء عنده ليس لهما حدود ﻷن اﻹنسان يملك جزء من روح الله في روحه ، فاﻹنسان هو الكائن الوحيد من جميع المخلوقات الذي نظر حوله وتساءل مع نفسه (من أنا وما سبب وجودي هنا)؟. وليحصل على إجابة على هذه التساؤلات ذهب وإخترع الكتابة والعلوم ليستطيع إكتشاف ما يهمه وما يشغل فكره. فظهور هذه التساؤلات في داخله لم يكن صدفة ولكن ﻷن الله خلق جسم اﻹنسان في أحسن تكوين ، وبناء على هذا المبدأ فمن دراسة تناسق وتكامل الشكل في أي نوع من المخلوقات يمكن معرفة مستوى ذكائه. فمن دراسة شكل تناسق واﻹنسجام في القرد نجد أن تطور أطرافه لم يكن بحكمة تماثل تطور أطراف اﻹنسان فاﻹنسان له أربعة أطراف ، اﻷطراف اﻷمامية ( اﻷيدي ) مختلفة في التركيب عن اﻷطراف الخلفية (اﻷرجل ) ﻷن كل منها تقوم بوظيفة مختلفة عن اﻷخرى. فاليد هي أداة إبداع في اﻹنسان أما الأرجل فوظيفتها هي حمل الجسم والتنقل به من مكان إلى مكان آخر. ولكن في القرد نجد أن جميع أطرافه تشبه اليد ولكنها تعمل كأداة حمل وتنقل ، فأطراف القرد هي من النوع البسيط ،من هنا نعلم بأن القرد مخلوق غير قادر على إنشاء حضارة ، وهكذا هي بالنسبة لجميع الحيوانات على سطح اﻷرض. إذا قمنا بدراسة بناء جسم المخلوق الفضائي ( الصورة )الذي تم العثور عليه في حادثة روزويل كما يدعي عشاق نظرية المخلوقات الفضائية ، سنجد أن أولئك الذين صنعوا هذه الدمية لم يكن لديهم نهائيا ثقافة عن فلسفة تكوين أجسام الكائنات الحية ، لذلك صنعوا جسم تلك الدمية بشكل عشوائي لا يعتمد أي قانون إنسجام وتوافق، وأحد أهم هذه اﻷخطاء هي وجود ستة أصابع في أطراف هذه الدمية . ليجعلوا من هذه المخلوقات نوع مختلف عن اﻹنسان على أنها مخلوقات فضائية. اﻹنسان يحوي في يده على خمسة أصابع العدد خمسة هنا ليس صدفة ولكن حكمة إلهية لها معنى ، حيث كل أصبع يعبر عن حاسة من الحواس الخمسة ( البصر ، السمع ،الشم ،اللمس ،التذوق)، وبما أن الله خلق اﻹنسان ككائن روحي ، يعيش على عواطفه ومبادئه لذلك الحاسة الخامسة (التذوق ) والتي تعتبر حاسة مادية بحتة كان رمزها في يد اﻹنسان اﻹبهام، لذلك فصل الله اﻷبهام في يد اﻹنسان عن بقية اﻷصابع اﻷربعة اﻷخرى التي تعبر عن حواس روحية ، لتعطي هذا المعنى عن اﻹنسان ككائن حي، فشكل يد اﻹنسان وعدد أصابعه هي حكمة إلهية تعبر عن سبب تفوق اﻹنسان على جميع الكائنات الحية اﻷخرى. فإذا طبقنا هذا المبدأ على يد المخلوق الفضائي التي احتوت على 6 أصابع هذا يعني أنها تمتلك حاسة إضافية عن اﻹ نسان وهذا يعني بأنها أرقى من اﻹنسان وهذا يعني أن تكوينه يعارض اﻵية القرآنية (وخلقنا اﻹنسان في أحسن تقويم ) وهذا مستحيل ﻷن الله عز وجل هو إله الكون بأجمعه وليس إله الكرة اﻷرضية فقط. فلو كان حقا هناك مخلوق له يد تشبه يد اﻹنسان وتحوي على ستة أصابع كان يجب أن يكون شكله في قمة الجمال ﻷنه يحوي حاسة إضافية عن حواس اﻹنسان ، ولكن المخلوق الفضائي المعروض في مقطع الفيديو له شكل قبيح وساذج. فمن شكله العام يمكن تحديد مستوى ذكائه، فهو أذكى من القرود بقليل وهذا يعني بأن هذه المخلوقات الفضائية مهما تطورت لن تصل إلى مرحلة إكتشاف الكتابة ،وستبقى طوال حياتها تعيش بنفس المستوى في الذكاء الذي سيعادل مستوى ذكاء إنسان نياندرتال الذي إنقرض قبل 35 ألف عام والذي ظل سلوكه سلوك حيواني مثل بقية الحيوانات. أما بالنسبة لتلك الرسومات الموجودة على اﻵثار التاريخية القديمة والتي تعود إلى أكثر من 20 ألف عام أو إلى الآثار المصرية القديمة أو غيرها ،والتي يبدو فيها رجلا يرتدي على رأسه شيئا كروي مع ما يشبه خرطوم للتنفس أو ما شابه ذلك ( الصورة) ، فهذه الرسومات التي صنعها اﻹنسان لا تعبر عن سكان فضاء ولكن الرسام هنا رسم فكرته الخيالية كطريقة يمكن بها الغوص في أعماق البحار ، وهذا شيء طبيعي عند اﻹنسان فهو مخلوق مبدع ويحلم بأشياء خيالية يمكن تحقيقها بعد عشرات أو مئات أو آلاف السنين ،وإن كل ما يقال عن وجود مخلوقات فضائية في رسومات الحضارات القديمة هي في الحقيقة رسومات خيالية تعبر عن أحلام الرسامين لما تصوروه عن المستقبل ، سواء في الغوص في أعماق البحار أو الطيران في أعالي السماء. فمثلا في هذه الفترة الزمنية هناك قصص مصورة وأفلام عن بطل يدعى (سوبرمان ) أتى من كوكب كريبتون يستطيع الطيران وله قوة جبارة ويستطيع أن يطلق من عينه أشعة الليزر و.و.و..... فبعد آلاف السنين عندما يجد إنسان المستقبل هذه الصور لهذا البطل الخرافي ،هل سيظن بأنه في عصرنا الحاضر كان هناك حقا شخص إسمه سوبرمان وأتى من كوكب كريبتون وله المقدرة في الطيران؟ هناك كثير من التماثيل اﻹغريقية يبدو فيها كائن نصفه اﻷعلى إنسان ونصفه اﻷسفل حصان ، فهل من المعقول أن نظن بأنه في عصر اﻹغريق كانت توجد مثل هذه المخلوقات. إذا لماذا كلما رأى عشاق نظرية مخلوقات الفضاء شيئا دائري مشابه للطبق ،أو رأس عليه دائرة ، يذهبون مباشرة ليحولوها إلى إثبات يؤكد على أن الرسام الذي صنع هذه اللوحة قد رأئ طبق طائر أو مخلوق يرتدي ملابس رواد الفضاء ، هناك أقمار صناعية منذ عشرات السنين. ترصد سماء الغلاف الجوي للكرة اﻷرضية من جميع مناطقه وحتى اﻵن لم يظهر في أي صورة شكل مركبة غريبة تدخل سماء الكرة اﻷرضية. وجميع تلك اﻷشياء في السماء التي رآها بعض اﻷشخاص وظنوا بأنها أطباق طائرة هي إما مركبات من صنع اﻹنسان أو هي ظواهر طبيعية تحدث في الغلاف الجوي ، فالطبق الطائر الذي سقط في منطقة روزويل لم يكن إلا منطاد سري يكشف أماكن وجود مصانع مفاعلات نووية ، لذلك حاولت الحكومة اﻷمريكية كتم سر هذه الحادثة فظهرت عوضا عنها قصة الطبق الطائر والمخلوقات الفضائية. وفي ذلك الوقت (في بداية النصف الثاني من القرن العشرين ) كانت صناعة الصواريخ المدمرة بعيدة المدى تتم بسرية تامة لذلك الكثير من الطيارين الذين رأوا مثل هذه الصواريخ وهي تسير بقربهم بسرعات فائقة ظنوها بأنها مركبات مخلوقات فضائية. وهناك فعلا تجارب عديدة حصلت لصناعة اﻷطباق الطائرة والتي بدأت في ألمانيا النازية ولكن بعد سقوط جيوش هتلر أخذت أمريكا وروسيا مبادئ هذه التقنية وحاولوا تجريبها بسرية تامة وصنعوا عدة أنواع من الأطباق الطائرة ولكن بسبب تكلفتها العالية لم يتم تصنيعها بشكل تجاري. اما بالنسبة للظواهر الطبيعية والتي تبدو وكأنها أطباق طائرة ، فهناك ما يعرف بالبرق الكروي ( الصورة ) ، وهو نوع من أنواع البرق يأخذ شكل شبه كروي مضيء وله أحجام مختلفة من عدة سنتيمترات إلى عدة أمتار و له أيضا ألوان مختلفة أبيض ،أصفر ، أحمر ،أخضر ،أزرق، أرجواني وقد يكون لونه أحيانا أسود فاتح. وهذا البرق الكروي يسير بإتجاهات مختلفة وبسرعات مختلفة ويمكن أن يدوم لمدة ثواني أو دقائق ومن ينظر إليه سيعتقد بأنه فعلا مركبة مضيئة تطير في السماء ثم تختفي فجأة . معظم علماء الكون الذين يدرسون موضوع المخلوقات الفضائية بطريقة جدية بعيدا عن التشويق والخداع يؤمنون تماما بأنه حتى اﻵن لم يدخل الكرة اﻷرضية أي كائن حي من كواكب أو مجرات أخرى ، ولكن جميعهم يؤمنون تماما بأنه لا بد من وجود حياة خارج اﻷرض ، وإعتقادهم هذا يعتمد قانون اﻹحتمالات. فالكرة اﻷرضية هي أحد كواكب المجموعة الشمسية والشمس هي نجم وهناك مئات المليارات من النجوم في كل مجرة ،وهناك مئات المليارات من المجرات في هذا الكون ،لذلك فحسب رأيهم لابد أن يكون هناك مناطق أخرى المناخ فيها مشابه لمناخ اﻷرض ليسمح لظهور الحياة فيها لتتطور هناك. هذا الرأي صحيح إذا نظرنا إلى الكون ككون مادي خالي من الروح كما ينظر إليه علماء العصر الحديث، تماما كما يقول العالم الفيزيائي ستيفن هوبكنج ( الكون ليس بحاجة إلى خالق وأنه يمكن له من نفسه تكوين نفسه) . ولكن هذا غير صحيح فالكون تم خلقه من الله عز وجل، لذلك فالكون أولا هو كون روحي ، وكل شيء فيه يسير على مخطط إلهي لذلك فإن قانون اﻹحتمالات هنا الذي يعتمده علماء العصر الحديث لا يمكن تطبيقه على ما يحدث في الكون. وأفضل مثال على صحة ما ذكرناه هو ما حدث على سطح الكرة اﻷرضية ، فالحياة ظهرت فيها قبل4 مليار عام وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة ظهرت مئات المليارات من أنواع الكائنات الحية المختلفة من البسيطة والمعقدة التركيب، وحسب قانون اﻹحتمالات كان يجب ظهور مخلوقات ذكية أخرى غير اﻹنسان ، ولكن هذا لم يحصل ، فنجد بأنه من جميع هذه الكائنات الحية التي عددها بالمليارات ظهر مخلوق واحد فقط يملك وعي الوجودية ، وهو اﻹنسان والذي نظر حوله وراح يتساءل عن حقيقة نفسه وعن سبب وجوده على سطح اﻷرض وعما يحدث حوله. وإذا بحثنا في فلسفة تطور الحياة سنجد أن كل ما حصل من تطور كان من أجل ظهور هذا المخلوق الذي يدعى إنسان ، والذي خلقه الله في أحسن تكوين ﻷنه يملك جزء من روحه. اﻷرض هنا هي منطقة تطور الفقرة اﻷخيرة من خلق اﻹنسان وهي مرحلة التطور الروحي ( الحياة ) أما الكون بجميع أرجائه فهو منطقة تطور المرحلة المادية لخلق العناصر المادية التي يحتاجها في تركيب جسم اﻹنسان ، فتخليق المادة من مراحلها البسيطة إلى المراحلها المعقدة ،ليست بسيطة كما يظنها علماء الفيزياء ، لذلك إحتاجت إلى المليارات من السنين قبل أن تظهر الحياة على سطح اﻷرض. للأسف عندما يتم دراسة اﻷشياء كشيء مادي خالي من الروح عندها تتحول هذه الدراسات إلى أبحاث عشوائية تنقلنا في إتجاهات عشوائية مختلفة لا رابط بينها وتجعل من أبحاثنا كما يصفها الله ( لا تسمن ولا تغني عن جوع ) وهذا ما يحصل في عصرنا الحاضر حيث ظهور الخرافات العلمية عمت عين اﻹنسان عن حقيقة ما يحصل في المجتمعات اﻹنسانية من دمار وإنهيار للمبادئ الروحية واﻷخلاق السامية والذي أدى بدوره إلى نشوء الحروب اﻷهلية والطائفية وجعلت الكثير من الشعوب تعيش مآسي وكوارث كما وصفها التاريخ " لم تعرف اﻹنسانية وحشية كوحشية إنسان العصر الحديث". ولكن الله موجود وتطور اﻹنسانية سيسير على المخطط الذي وضعه الله سواء شاء اﻹنسان أم أبى.