ملامح..

صحيح أن لكل زمان أهله ورجاله، ولكل حقبة رؤية ونظرة، طيب ويش عرفك أنت؟!

قلوب موجوعة، وعيون مدرارة بالدموع، وأيادٍ تحك أطناب ذاتها للتصوير دون هوادة أو مبالة؛ بابتسامة عريضة، كنفها ومآل قولها المشاركة والمواساة!

نعم، قبل أشهر معدودة حدثني صديقي طيب الله أنفاسه، وأغدق عليه من أجراسه، بفنجان القهوة المحموس، ورائحة الدقيق الممروس؛ بالتمر الهجري المجروش، بتوالٍ دون توازي، لخطوط مغروسة، وأوتاد معفوسة الحاضر الغائب، والضمير المستتر خلف المآرب، والعاقبة كؤوس المنقلب!

يقول: كنت في مصابٍ مهاب، وجلل صواب.. لفقد والد ولده بفاجعة حمانا الله وإياكم أذنابها وأربابها..

إذ كانت الآهات كالزئير، والكلام بالنظير، والأصوات تفتت النبض والدليل.

دخل هذا وذاك، وفلت أوراق الحساب بظاهرة جل فحواها بأن صورني وأصورك يا عم، والطريق ماشي، والمخرج عاوز كده!

استند الجار بالجار، وتفتقت الأزرار، وظلت عناوين الكتب تدفع المارة باستنكار الخاطر والمناظر!

وسوم: العدد 628