رأي في هجرة السوريين إلى العالم

المهاجرون – حسب رأيي -إلى أوربا نوعان

أهل النوع الأول: يريدون العيش في الدنيا ومعرفتهم للإسلام وعملهم به – وإن انتسبوا إليه – قليلة

هؤلاء دينهم العادات والتقاليد ، فإن هاجروا إلى بلدان تختلف فيه مفاهيمنا وعاداتنا وتقاليدنا عنه اكتسبوها وعاشوا فيها ونسوا القشور السطحية التي توارثوها عن آبائهم دون أن يكون لها أثر فعّال في حياتهم .وقد ينزلقون إلى دين مضيفيهم وينخلعون عن الغسلام فنكون قد تخلصنا من ورم يضر وعبء يثقل الكاهل وغن كنا نودُّ لهم الهدى والثبات ..

والنوع الثاني : مسلمون جيدون إلا أنهم لا يستطيعون الجهاد وربما لا يرغبونه لانهم لا يحسنونه يحبون دينهم ويبذلون له المال إن استطاعوا ويريدون أن يعيشوا بعيداً عن جهاد الدفع المفروض الذي لا قِبَل لهم به.

هؤلاء يمكن أن يكونوا دعاة في البلاد التي يستوطنونها إن توفر الجو لهم وقد ينطبق عليهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (ليبلُغَنَّ هذا الدينُ ما بلغ الليلُ والنهار بعز عزيز أو بذلِّ ذليل...) وكيف يبلغ الدينُ أصقاع العالم إذا لم يهاجر بعض المسلمين إليه (راغبين أو مرغمين)؟

فالراغبون يتصفون بالعز والقوة والغلبة ، والمرغمون هاجروا قسراً وهرباً عن خوف وذلة

حين يستوطن هؤلاء ويحافظون على دينهم الذي يحبونه ويعتقدونه ينشرونه بين الناس ، ولعل إسلام ألف من الألمان الأسبوع الماضي على يد أمثال هذا القسم الثاني أكبر دليل على إيجابية عمل المهاجرين إلى بلاد النصارى والإلحاد .ولهم بأجدادهم الذين نشروا الإسلام في الفلبين والأندونيسيا والهند أسوة حسنة .

نحسن الظن بهؤلاء ونعينهم ولا نقطع صلتنا بهم ونرجو لهم الهدى والعمل الصالح والسعادة ...

وسوم: العدد 632