قول الحق ...
كل ما هنالك اننا فقدنا انفسنا وفقدنا كل ما نشأنا عليه من قيم ومبادئ وأخلاق وعادات وتقاليد مستبدلينه بالوحشية والكراهية والبغضاء والانتقام ..قاتلين ذلك الجانب الانساني في داخلنا لأننا لم نغذه بالمحبة والوفاء ولم نسقه من نبع التسامح والإخوة فانطفأ واشتعل في داخلنا ذلك الجانب الوحشي من خلال تغذيتنا له بالحقد والكراهية والحسد ومراقبتنا لبعضنا البعض ، وحكم الواحد منا على الاخر دون تروي او التماس أي عذر..
ما وصلنا اليه من انحلال وتفكك وقلة الاحترام هو نتيجة لصنع أيدينا وخيارنا المستقل دون أي ضغط خارجي .. نحن نرى الخطأ بأم أعيننا موقنين انه باطل ونقوم بتصديقه. حيث نقف فنجادل ونحاور ونجتهد على اقناع الاخرين انه الخيار الوحيد لذلك الموقف او غيره على انه صحيح .
الأهل يوقنون أن أبنهم يسير بالطريق الوعر الذي يؤدي الى هلاكه وهلاك مستقبله فيشجعونه على ذلك بدعمهم له من خلال تهجمه مثلا على المربي في المدرسه ، والتعامل المسيء للأصدقاء القريبون أو آخرون يتعامل معهم . يقوم المعلم على تنبيه وإعلام الاهل بشكل او بأخر على تقصير أبنهم الدراسي او بتصرفٍ غير لائق ليعطونه حق الشرعية والدعم لهذا السلوك فتنموا عنده العضلات ليصبح ( أبضاي) ويعودون من تربيهم الفاشلة ليتباهوا بغرور ببطولات ابنهم الذي أشرف على الهاوية .. بعبارات مثل (( بحطاش واطيه لحدة.. ..بتنازلش لحدة.. ..مخلفتش غيره..)) يغفون عن الإنسانية ليربي حيوانات شرسة لتخرج في ميدان الثيران الى مصارعة..
كفانا مسخره واستهزاء واستهتار بأنفسنا ولنقف وقفة رجال سيقفون ابناؤنا امام الله ويحاسبهم على كل حرف ينطقون به كما ستحاسبون على تربيتكم ...ولنقل قول الحق والصدق ونصرخ بوجه الباطل انت باطل ولنقول للتافه انت تافه ولا نخاف من الفاجر ونقول له قف مكانك انت فاجر ...
وسوم: العدد 632