رفقا بي أيتها الذاكرة

clip_image002_0cee2.jpg

لدي ذاكرة تؤرقني وتؤلمني فهي تحتفظ بمخزون كبير من الأحداث والتجارب الصائبة والخاطئة  ترفض ان ترميها في سلة المهملات وترفض ان تنساها

منطقها من التجارب نتعلم الدروس

رفقاً بي أيتها الذاكرة .. فأنا لم أعد احتمل أكثر من ذلك ..

فواقعي مؤلم  اختفاء الأخيار واستولى الأشرار

انه زمن الغثاء

لم يعجبهم أن نستعرض تاريخنا

ونعرف أخطائنا

ونصحح مسارنا

مصرين علي السير على النهج القديم

رافضين الطريق المستقيم

 آن الأوان لأفقد تلك الذاكرة اللعينة التي تحتفظ بكل التفاصيل المدفونة المخيفة وتعيدها على مسمعي وتكررها برتابة وبدون كلل أو ملل ..

تلك الذاكرة التي ترتكب في حقي أكبر جريمة اغتيال.. فهي ترهقني حتى الموت

لم تدعني أسير في ركب الإمعات والانتهاز لأعيش في رغد العيش و ورفاهية الحياة وامتلاك المال والعقار وآخر موديل السيارات بلا تعب ولا نصب  مجرد نفاق ..بهارات سلوكية رديئة

ذاكرتي ليس فيها أزرار تحكّـم لألغي ما تختزنه

حتى أهرول مع المهرولين نحو الصعود للهاوية

تلك الذاكرة التي تأبى أن تُصاب بالخرف والهرم ..

تلك الذاكرة التي تخونني بكل وقاحة وبدون شعور بالذنب

أو حتى تأنيب ضمير..

ألزمتني بالمبادئ والقيم 

أهلكتني بان الوطن فوق الجميع

يستحق ان تراق الدماء على عتباته

لم استطع إقناعها بان الكل قد باع الوطن

مؤلم انها استطاعت  إقناعي بان الوطن لا يخلو من العظماء

هدَتني ذاكرتي  وخنقتني في مقتل فهي تحمل حقائق ووقائع صادقة يرفضها الواقع المأزوم المليء  بالتزييف والتحريف والكذب البهتان

ماذا أفعل هل أبارز سفهاء التزوير من زوروا  كل ما هو جميل في حياتنا

وجعلوا من السفاحين أبطال

ذاكرتي رفضت بإصرار ان يكون كل من القاتل والمقتول شهيد صرخت في وجهي بعنف لا يمكن ان يكون هابيل وقابيل سواء  انه صراع الحق والباطل الظالم والمظلوم

كما رفضت ان يكون من خانوا الوطن صاروا وطنيين ومن العبيد أحرار ومن المفسدين والمجرمين  ثوار

آخر تقليعات ذاكرتي أنها قالت أكتب ولا تأبه  بأصنام الذات  الذين ضل سعيهم  وأهلكوا شعب ووطن  وهم يحسبون  أنهم يحسنون صنعا بجهلهم وغبائهم 

لك الله يا وطني  فقد اختلت الموازين  وغابت القيم  وتبدلت المفاهيم وطغت المصالح على المبادئ الكل يتاجر بالوطن ويدعي كذبا وزورا  النضال باسم الوطن

وستبقى يا وطني صامداً شامخاً ما دامت الحياة  وسيذهب الغثاء  هكذا حال التاريخ يطمس الأوساخ  ِ  00

دموع القلم :- 

يكفينا حمقا  اننا لا نستفيد من التاريخ  ونكرر أخطائنا

ولا نحب  من أحد يذكرنا  به  ففي طياته مآسي وجروح

من مآسينا التي أبتلينا بها  كلما خرجنا من نكبة  جاءت بعدها نكبة أكبر منها  وممنوع  الحديث في هذا لشأن 

وسوم: العدد 668