خواطر من الكون المجاور ..الخاطرة 85 : السلام ولغة الطبيعة

قبل عام وثمانية أشهر تقريبا بدأت في نشر مقالات " خواطر من الكون المجاور " وأعتقد أن نسبة لا بأس بها من قراء صفحة عين الروح لم يحاولوا العودة إلى بداية مقالاتي ليقرأوها ليأخذوا فكرة عامة عن المنطق الذي أستخدمه في أبحاثي وعن سبب اختيار عنوان "خواطر من الكون المجاور " لها . للأسف طبيعة نظام عصرنا اليوم يجعل اﻹنسان سواء شاء أو أبى أن يجد نفسه في عجلة من أمره في كل شيء لذلك يجد نفسه يحب رؤية اﻷفكار بأسهل الطرق وأسرعها وذلك من خلال شاشة تستخدم الصوت والصورة وهذا ما يجعله يبتعد عن قراءة الكتب أو المقالات الطويلة. وكما هو معروف عن مقالاتي بأن جميعها ذات الحجم الكبير نوعا ما على ما هو معتاد في منشورات الفيس بوك بشكل عام . 

لهذه اﻷسباب أحاول دوما بين كل فترة وفترة أن أعيد اﻷفكار التي ذكرتها في المقالات السابقة مضيفا إليها عناصر جديدة لتساعد القارئ الجديد على اﻹطلاع على عناصر القاعدة الفكرية التي أستخدمها في البحث والتحليل لكل المواضيع المختلفة التي أحاول الوصول إلى حقيقتها ، وبنفس الوقت مع إضافة هذه اﻷشياء الجديدة تصبح الفكرة أكثر وضوحا وأكثر إقناعا للقراء الذين يتابعون مقالاتي من البداية وحتى اﻵن ، فكما ذكرت عدة مرات في مقالاتي السابقة بأن أفكار مقالاتي غريبة عن منطلق العصر الحديث ﻷنها تخرج من منطق كون روحي مجاور لهذا الكون المادي الذي نعيشه ، وهذا الكون المجاور له قوانين مختلفة كثيرا عن القوانين المادية الفقيرة التي يستخدمها العلماء في تفسير مختلف الظواهر التي تحيط بنا، والتي ساهمت في دفع المجتمعات في مختلف العالم لتصل إلى هذا المستوى من اﻹنحطاط الروحي والذي بدوره جعل إنسان العصر الحديث يشعر وكأنه يعيش في عالم حيث الإحساس القبيح ينتصر على اﻹحساس الجميل والباطل على الحق والكذب على الصدق والظلام على النور.... كون بدون معجزات . في الخاطرة اﻷولى من خواطر الكون المجاور والتي كان عنوانها " اﻷكوان المتوازية " كنت قد كتبت هذه الفكرة : " قبل أن أنشر مقالتي السابقة المعنونة ب "اﻷطفال والشجرة ذات اﻷوراق القرمزية" كنت أفكر وأجهز في الواقع لنشر موضوع اليوم "اﻷكوان المتوازية" ولكن كنت كلما حاولت كتابة هذا الموضوع أرى سلسلة أفكاري تتشتت وتتبعثر وكأن شيئا ما يمنعني ويدفع بصري دوما إلى صورة الشجرة ذات اﻷوراق القرمزية لذلك قررت كتابة المقالة السابقة حيث ذكرت فيها سلسلة أفلام "هاري بوتر" كمثال على تشويه الفن وعلى تدمير البيئة الروحية للطفل. بعد نشر المقالة بيومين فتى اسمه (فيورينزو توسينو) من أولئك الفتيان الذين نمو وترعرعوا على خرافات هذه اﻷفلام كان قد كتب في صفحته على الفيس بوك "وجدت سر المكنسة السحرية" وثم أخذ مكنسة حقيقية وصعد بها إلى السطح ووضعها بين ساقيه مقلدا هاري بوتر عندما يريد الطيران وقفز ولكن مكنسة الفتى لم تستطع أن تحلق به في السماء فسقط بسرعة هائلة على اﻷرض وتهشم جسده وتوفي على الفور!!....... والسؤال هنا هل روح الفتى والتي كانت تعلم ما كان يخططه له عقله هي التي كانت تشتت أفكاري أثناء محاولتي كتابة موضوع اﻷكوان المتوازية لأكتب مسبقا بدلا منه موضوعا عن التأثير السلبي لأفلام هاري بوتر على النمو الروحي ﻷطفال؟ ......أم أنها روح الشجرة ذات اﻷوراق القرمزية (في اليونان) هي التي حركت شيئا ما في داخلي لحظة رؤيتي لها وأرغمتني على إلتقاط صورة لها ﻷنها علمت بطريقة ما بأن هناك فتى (في ألمانيا) يخطط لتنفيذ فكرة ستؤدي إلى قتل نفسه!.. ومن خلال هذه الصورة الموجودة في بيتي كانت روح هذه الشجرة هي التي تشتت أفكاري ﻷكتب عنها وعن التأثير السلبي لهذه اﻷفلام ؟ ....... أم يا ترى هل أن روح هذا الفتى قد علمت بطريقة ما عما كتبته في مقالتي السابقة وأحست بأنها قد دخلت في تطور عكسي مخالف لما أراد لها الله لأن عقل هذا الفتى كان قد إمتلأ بكثير من الشوائب نتيجة تعلقه الشديد بأفلام هاري بوتر لذلك هي نفسها التي حرضته على اﻹنتحار بهذه الطريقة لتؤكد على صحة أفكار مقالتي وفي الوقت نفسه لتصبح تلك المكنسة التي كانت سبب وفاة الفتى هي فعلا المكنسة السحرية التي ستكشف ذلك الستار لتظهر على السطح قذارة أفكار سلسلة أفلام وكتب هاري بوتر ليرى حقيقتها جميع الناس! ." من يتمعن جيدا في تفاصيل هذه الفكرة سيجد أنها تذكر وجود بعض اﻹحتمالات الغريبة العجيبة وهي : 1- إحتمال أن تكون روح الفتى قد علمت ما كان يخطط ( الطيران بالمكنسة ) لذلك هي التي راحت تشتت أفكاري أثناء محاولتي لكتابة الخاطرة " اﻷكوان المتوازية " ﻷكتب بدلا منها موضوعا عن التأثير السلبي لسلسلة أفلام وكتب هاري بوتر على النمو الروحي للأطفال. 2- إحتمال أن تكون روح تلك الشجرة ذات اﻷوراق القرمزية ( في اليونان ) هي التي حركت شيئا ما في داخلي لحظة رؤيتي لها لترغمني على إلتقاط صورة لها ﻷنها علمت بطريقة ما بأن هناك فتى ( في ألمانيا ) يخطط لتنفيذ فكرة ستؤدي إلى قتل نفسه!. ومن خلال تلك الصورة لهذه الشجرة كانت روح هذه الشجرة هي التي تشتت أفكاري ﻷكتب عنها وعن التأثير السلبي لسلسلة أفلام وكتب هاري بوتر على اﻷطفال 3- إحتمال أن تكون روح الفتى قد علمت بطريقة ما عما كتبته في المقالة السابقة وأحست بأنها لم تعد قابلة للتطور كما أراد لها الله ﻷن عقل الفتى كان قد امتلأ بكثير من الشوائب نتيجة تعلقه الشديد بأفلام هاري بوتر لذلك هي نفسها التي حرضته على اﻹنتحار بهذه الطريقة لتؤكد على صحة مقالتي وفي الوقت نفسه لتصبح تلك المكنسة التي كانت سببا في وفاة الفتى هي فعلا المكنسة السحرية التي ستكشف ذلك الستار لتظهر حقيقة قذارة أفكار سلسلة أفلام وكتب هاري بوتر ليراها جميع الناس! 4 - إحتمال أن تكون روح الفتى و روح الشجرة ذات اﻷوراق القرمزية أيضا عندما علموا بأنني سأبدأ كتابة سلسلة مقالات ( خواطر من الكون المجاور ) قد إتفقا معا على إعطائي مثالا مناسبا تماما ﻷستخدمه في بداية المقالة الأولى والتي تحمل عنوان " اﻷكوان المتوازية " لتربط مقالاتي مع سلسلة " هاري بوتر " ﻷن هذه السلسلة الروائية التي بدأت برواية تحمل عنوان ( هاري بوتر وحجر الفلاسفة ) أي حجر علماء الحكمة، حيث جميع هذه الروايات تعتمد بشكل كلي على كون مجاور أيضا حيث مدرسة تعليم السحر وكذلك معظم الأحداث فيها تجري في كون موازي للكون الذي نعيشه ، ولكنه معاكس تماما للكون المجاور الذي أقصده في مقالات ( خواطر من الكون المجاور ) فكون هاري بوتر كون مظلم تسيطر عليه قوانين سحرية شريرة. بينما كون مقالاتي النور يعم جميع أرجائه ﻷنه تحت سيطرة روح الخير العالمية. إذا أعطينا هذه الاحتمالات التي ذكرناها أعلاه إلى علماء العصر الحديث ،علماء مؤسسة ناسا الفضائية مثلا، سيكون تعليقهم عليها واحد وهو ( ما هذه الخرافات ؟ كيف يحدث مثل هذه الإتصالات بين روح شجرة و روح طفل و روح كاتب ، هل هذا معقول ؟ ) ورفضهم هذا شيء طبيعي ﻷن طبيعة فكر هؤلاء هي مرآة للإنحطاط الروحي التي تعيشه اﻹنسانية اليوم، فالمنهج العلمي الذي يعتمدونه في أبحاثهم هو منهج مادي فقير روحيا يجعل اﻹنسان عاجز نهائيا عن الإحساس بوجود كون روحي مجاور.لذلك عادة معظم هؤلاء لا يؤمنون بفكرة وجود خالق ، أو وجود مخطط إلهي يسير عليه تطور الكون منذ ولادته وحتى اﻵن. الكون الذي تعيشه اﻹنسانية في الوقت الحاضر هو كون مادي خالي من الروح ، وكما هو معروف بعد خروج الروح من الجسم ، يموت ويبدأ كل شيء فيه بالتحلل والتفكك إلى أن يتحول إلى رماد ، هكذا أيضا حال اﻹنسانية اليوم ، حيث نجد أن جميع الروابط اﻹنسانية قد بدأت بالتفكك، في الماضي مثلا كان سكان الدولة يتحدون مع بعضهم البعض ليدافعوا عن بلادهم ضد جيش أجنبي يريد أن يستعمر بلدهم ، ولكن اليوم مثل هذه النوع من الحروب قد إنقرضت ، فالحروب أصبحت داخل الشعب نفسه ،حيث أخذت شكلا جديدا وأصبحت حروبا أهلية أو طائفية ، وهي أخبث أنواع الحروب. وتعبر عن إنهيار الوحدة العالمية. إنهيار الروابط اﻹنسانية اليوم وصل إلى مستوى العائلة نفسها ، فأفراد العائلة أصبحوا يعيشون في حالة تشتت ، فمن يتمعن جيدا في طبيعة العائلة الغربية كما وصلت إليها اليوم يجد أن اﻷبناء عندما يصلون إلى عمر 20 عام ينفصلون عن آبائهم نهائيا وقد لا يرونهم ثانية ابدا. أما علاقة اﻷصدقاء مع بعضهم البعض فأصبحت علاقة عصابات ، تنشر الخوف واﻷذى في المدارس واﻷحياء. مع اﻷسف سيطرة المنطق المادي على القاعدة الفكرية للعصر الحديث جعل كل شيء يخسر معناه الحقيقي ، وكل شيء لا معنى له ، يعني لا وجود له ، والنتيجة الحتمية له ستكون الفناء. أهم الصفات التي يذكرها القرآن الكريم عن النبي سليمان عليه الصلاة والسلام هي قدرته على التكلم مع الحيوانات ، وللأسف علماء اﻹسلام لم يبحثوا في هذه الفكرة بشكل عميق ليفهموا حقيقتها ، فإذا تمعنا في سيرة حياة النبي سليمان كما هي مذكورة في الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية ، لن نجد نهائيا أي حادثة تشير على أن النبي سليمان كانت لديه هذه الصفة أي أنه كان يتحدث إلى نملة أو إلى هدهد.. لذلك بعض رجال الدين اليهودي والدين المسيحي يتهمون القرآن الكريم بأنه قام بتحريف قصص اﻷنبياء. بينما في الحقيقة هي أن القرآن الكريم قام بتجديد معاني كتب التوراة والإنجيل لتصبح قصص اﻷنبياء مناسبة ﻹصلاح المجتمعات اﻹنسانية على مر العصور إلى يوم الدين. ولكن للأسف علماء الدين اﻹسلامي اليوم ينظرون إلى اﻵيات القرآنية نظرة سطحية مادية ساهمت في تباعد الديانات بدلا من تقاربها مع بعضها البعض. صفة التحدث إلى الحيوانات عند النبي سليمان لم يقصد بها كما يتصورها المسلمون مثلا كلام النبي سليمان مع النملة من خلال أحرف وكلمات وجمل تخرج من فمه أو من فم النملة ، بل طبيعة التخاطب كانت مختلفة نهائيا ، فالنملة هي رمز ، والهدهد أيضا هو رمز وكذلك جميع الكائنات الحية وغير الحية تحمل في داخلها رمز وكل رمز له معنى ، فجميع هذه اﻷشياء تخاطب اﻹنسان من خلال رموزها ، لذلك تذكر كتب العهد القديم بأن الله وهب النبي سليمان الحكمة ، والمقصود بالحكمة هي قوة البصيرة والبصيرة معناها الحقيقي هي القدرة على رؤية العلاقة اﻹنسجامية التي تربط بين الشكل والمضمون ، حيث من خلال رؤية هذه العلاقة يمكن فهم سبب وجود هذا الشيء وبالتالي فهم معناه وحقيقته ومكانته في المخطط اﻹلهي . لذلك كان إسم هذا النبي هو سليمان ومعناه باللغة العبرية اﻹنسان المحب للسلام. أهم صفة في عصرنا الحاضر هي حب العنف والوحشية حيث صفحات التاريخ تذكر " لم تعرف اﻹنسانية وحشية أكثر من وحشية إنسان القرن العشرين " وسبب نمو هذه الوحشية وحب العنف هو أن علماء العصر الحديث يعانون من ضعف شديد في البصيرة ، فهم متقدمون جدا في العلوم المادية ولكن في العلوم اﻹنسانية والروحية فهم متخلفون خمسة آلاف عام إلى الوراء ، أو بمعنى آخر مستوى النمو الروحي في علماء العصر الحديث يعادل المستوى الروحي الذي كانت عليه اﻹنسانية قبل ظهور الكتابة واﻷرقام. لذلك فإن ما يحدث اليوم من إنهيار العلاقات اﻹنسانية هو نتيجة طبيعية لهذا المنهج العلمي المادي الضعيف البصيرة. ﻷول مرة في تاريخ البشرية تظهر منظمات رسمية تطالب بتحقيق السلام ، وأعدادها مع مرور الزمن يزداد بإستمرار ، وكذلك اليوم دعاة اللاعنف أصبح عددهم بالملايين ينشرون أفكارهم في الكتب والمقالات والبرامج التلفزيونية في جميع بلدان العالم ، ولكن بدلا من أن يساهموا في تنمية عاطفة السلام في نفوس القراء والمشاهدين حققوا العكس تماما، ﻷن معظمهم ضعيفوا البصيرة ، وبدون تقوية البصيرة لا يمكن تنمية عاطفة حب السلام. هذه العلاقة هي مبدأ من صميم مبادئ التطور الروحي الكوني واﻹنساني. اﻵن لنعود إلى موضوع الشجرة القرمزية لنتابع قصتها ولنضيف إحتمال جديد في المخاطبة الروحية التي ذكرناها أعلاه والذي كان سببا في كتابة مقالة اليوم. قبل عام وثمانية اشهر عندما قمت بتصوير تلك الشجرة ، كان الوقت في نهاية فصل الربيع وكانت أوراقها القرمزية قد نمت لتصل إلى حجمها الطبيعي ، وﻷن هذه الشجرة من النوع التي تتساقط أوراقها فبعد أشهر ومع قدوم فصل الخريف بدأت أوراقها كالعادة تتساقط ، ومع مرور أشهر فصل الشتاء وقدوم فصل الربيع بدأت البراعم الوراقية في جميع أنواع اﻷشجار العارية بالنمو لتكسو أغصانها ثانية ، ولكن أغصان الشجرة بطلة قصتنا ظلت عارية ، العامل المسؤول عن نباتات الحديقة وكذلك الموظفين الذين يعملون بالمطعم ، إستغربوا بقاء هذه الشجرة بالذات بدون أوراق ،ورغم محاولة العامل المسؤول في حل المشكلة عن طريق الري واﻷسمدة ولكن مرت أشهر الربيع ومرت أيضا أشهر الصيف وشجرتنا المسكينة ظلت عارية بدون أي ورقة ، وكأن فصل الربيع لم يمر عليها ليعطيها القوة الحياة الثانية لتستطيع أن تخرج براعمها الورقية من جديد. في نهاية فصل الخريف حاول المسؤول الزراعي تقليم بعض أغصانها ليحل مشكلة هذه الشجرة التي بدأت أغصانها ترفض أن تعطي براعم ورقية ، ومر فصل الشتاء وأتى فصل الربيع ثانية ، وراحت أغصان جميع اﻷشجار تمتلئ باﻷوراق الخضراء والقرمزية ، أما شجرة قصتنا فبقيت أيضا عارية بدون أوراق ، وعندما تأكد المسؤول الزراعي هناك بأن أوراقها لن تنمو ثانية ، وﻷن هذه الشجرة موجودة في حديقة أشهر كافتيريا ومطعم في اليونان بأكملها ( كافتيريا أكروبولي ) حيث كل رؤساء الدول وكبار السياسيين والمشهورين عند قدومهم إلى اليونان يتم إستضافتهم في هذه الكافتيريا ، لذلك فإن وجود هذه الشجرة عارية بدون أوراق في وسط الحديقة كان شيئا غير مرغوب به ، لذلك تم قطعها وإزالتها من المكان ( الصورة ). في تلك الفترة كنت أتقصد المرور من ذلك المكان فقد شعرت بأن شيء غير طبيعي يحدث بخصوص هذه الشجرة ، في البداية ظننت أن أوراقها ستظهر وأنه لسبب ما ( مادي ) ستتاخر في الظهور ، ولكن عندما مر فصل الربيع تأكدت أنها ستبقى عارية. جميع أشجار المنطقة ذات اﻷوراق الخضراء وذات اﻷوراق القرمزية مع بداية فصل الربيع نمت أوراقها بشكل طبيعي. فقط الشجرة بطلة قصتنا هي التي كانت خارجة عن القوانين الطبيعية المادية. ﻷنها كانت في الكون المجاور الذي أتحدث عنه في مقالاتي، وكل شيء في هذا الكون المجاور يوجد على إتصال بروح الخير العالمية ليشارك في عملية تفسير ما يحدث على المستوى الروحي. ليس من المهم معرفة السبب المادي الذي منع نمو اﻷوراق في هذه الشجرة ، ولكن المهم هو لماذا هذه الشجرة بالذات هي التي توقف فيها النمو الورقي؟ هذه الشجرة بالذات التي كتبت عنها ووضعت صورتها في مقالاتي والتي جميعها تحاول أن تبحث في الحكمة ( فلسفة اﻷشياء ) لتصل إلى مضمونها، هذه الشجرة بالذات والتي توجد في أرقى الحدائق في اليونان حيث نباتاتها يوجد عليها رعاية مشددة من جميع أنواع العنايات النباتية وكأنها جزء من حديقة منزل الرئيس. .... إن بقاء هذه الشجرة عارية لمدة ربيعين هنا لا يدل سوى على تفسير واحد لهذه الحادثة وهذا التفسير هو أن روح هذه الشجرة التي ظهرت في مقالة "اﻷطفال والشجرة ذات اﻷوراق القرمزية " تخاطب اﻹنسانية وتذكر حقيقة مضمون العصر الحديث ، ففي هذا المكان الذي يأتي إليه كبار المجتمعات العالمية والذي إسمه ( أكروبولي ) ومعناه في اللغة اليونانية ( طرف المدينة) ، والتي تطل على معبد ( أثينا ) إلهة الحكمة في أﻷساطير اﻹغريقية ، هذه الشجرة تخاطب جميع هؤلاء الكبار الذين يسيطرون على العجلة التي تقود اﻹنسانية ،وتقول لهم أنه بفضل المنهج العلمي الذي يستخدمونه في اﻷبحاث العلمية بمختلف أنواعها وفروعها، أصبحت هذه العلوم خالية من الحكمة ، وبدون حكمة لا يوجد ربيع، لذلك ظلت هذه الشجرة بدون أوراق وكأنها تريد أن تؤكد لهم أن أطفال اليوم يعيشون في عالم بلا ربيع . ليس هدفي إقناع جميع القراء ولكن في هذا العصر الذي وصلت فيه اﻹنسانية إلى أسوأ أنواع اﻹنحطاط الروحي ، واجب علي أن أعرض ما تراه عيني من أحداث خارقة لقوانين الكون الذي تعيشه اﻹنسانية في العصر الحاضر، وأترك أمر مقالتي لله عز وجل فهو أعلم العالمين.

وسوم: العدد 669