الصَّيف هذا الثَّقيل الخطو!
يحوِّلنا الصَّيف إلى كائناتٍ كسولةٍ، تعشق الفيسبوك والصُّوَر والفيديوهات، وتَجَرُّع الوقت بالنَّميمة والشَّتيمة والسُّباب العلنيّ المريض.
ومن كان جريئا ذا حظٍّ عظيم مثلي فإنَّ النَّوْم حليفه الإستراتيجيّ.
يحوِّلنا الصَّيف إلى كائنات عديمة الجدوى ليس لها فائدة سوى اختراع الفراغ وملئه بوجبات الطَّعام وممارسة الألعاب الإلكترونيّة، لنعيش طفولة غير بريئة مطلقا.
الصَّيف ثقيل الظِّلِّ لا دماء له، وليس فيه حرارة في عروق الكسالى، يجرجر ساعاته كعجوز هرم، لا يشبع من الشَّكوى والاستمتاع بالهباء.
الصَّيف محاولة في كل شيء سوى أن يكون وقتا جميلا. فلا يصلحُ للتَّنزِّه إلا لاصطياد الثَّعابين وسحق الحشرات. روحه مثقلة بالتّعب المشبع بالعرق وحبيبات الرَّمل وماؤه آسنة في الينابيع تجالد عن نفس شاربها ولا تروي.
الصَّيف قصيدة مُهَدَّمة وركن بيت تَكَسَّر تحت نعال الخطوات البطيئة في الطرقاتِ والشَّمس حارسة شرسة وقابلة للقتال في كل شعاع مرسل وعنيفْ.
الصَّيف مثل صالون التّجميل كلُّ ما فيه صناعيّ، الجمال صناعيٌّ، والرائحة القابعة في جسد النساء صناعية ترفيّة ثقيلة وطارئة تحاول قتل الملل، حتّى العاملات صناعيّات مصطنعات، ضحكاتهنّ مطرّزة على الوجوه تتبخّر مثل رائحة المُزيل.
الصَّيف حقيقة مجازية في اجتثاث الطبيعةِ. فصلُ الاكتئاب الحادّ. الصّيف هجاء العاشقين وموت الغزل الأنثويّ. الصَّيف ذاك الثّقيل الخطو كلّما حاولتُ إنشاء أغنيةٍ تلاشى لحنها مع طنين أجنحة الذُّباب.
وسوم: العدد 680