وجاءكم النذير !!!

الشيخ حسن عبد الحميد

هذه الخاطرة وهذه الكلمات اقرأوها بدقة أولا ، وبعناية ثانيا ، وبتأمل ثالثا 

خاطرة تلقي الضوء على واقعكم ، وتنير الدرب لكم !!!

قبل أن تقرأ هذه السطور ، افتح المصحف الشريف واقرأ الآية ٦٥ من سورة الأنعام :

( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون )

( من فوقكم ) : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك  ، ( أو من تحت أرجلكم ) : قال عليه السلام : أعوذ بوجهك  ، ( أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه أهون ، أو أيسر .

رواه النسائي وابن حبان عن جابر بن عبد الله

روى الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية ، 

فدخل فصلى ركعتين ، فصلينا معه ، فناجى ربه طويلا ثم قال :

( سألت ربي ثلاثا ، سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها ، وسألته : أن لايهلك أمتي بالسنة ( الجوع ) فأعطانيها ، وسألته أن لايجعل بأسهم بينهم فمنعنيها )

أخرجه مسلم في كتاب الفتن .

انظروا ماحل بداريا  ، أعلمتم لم يتأخر النصر ، داريا خذلها جيرانها ، وخذلها العالم أجمع  !!!!

انظروا ماحل بحمص وحلب ؟؟؟

( أن لا يجعل بأسهم بينهم )

تخلوا عن ( لا تنازعوا فتفشلوا )

وروى الإمام أحمد عن جابر بن عتيك قال : جاءنا عبد الله بن عمر في حرة بني معاوية ، فقال لي هل تدري أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا ؟ فقلت نعم ، فأشرت إلى ناحية منه فقال : هل تدري ماالثلاث التي دعاهن فيه ؟؟ فقلت نعم ، فقال أخبرني بهن ، فقلت : دعا أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ، ولا يهلكهم بالسنين ، فأعطيهما ، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها ، قال : صدقت .

روى النسائي وابن حبان في صحيحه والترمذي وقال حسن صحيح ، عن خبّاب بن الأرث ، وكان بدريا قال : راقبت رسول الله في ليلة صلاها كلها ، حتى كان الفجر فسلم من صلاته ،

فقلت يارسول الله لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت مثلها ، فقال عليه السلام : أجل ، إنها صلاة رَغَب ورَهَب ،

سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألته أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطاني ، وسألته أن لا يسلط علينا عدوا فأعطاني ، وسألته أن لا يلبسنا شِيَعا فمنعني

أعد قراءة هذه الأحاديث ...

وأكثر من قول لاحول ولاقوة الا بالله 

وقل يالطيف ، يالطيف ، ألطف بنا ياالله ، 

ألطف بنا مما جرت به المقادير

( أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ) 

المقصود بلبس الأمر أي خلطه بصورة لا يتبينها الرائي ، وشيعا هي جمع شيعة ، 

والشيعة هم المتعاونون على أمر ولو كان باطلا ؟؟؟

والمقصود بقوله تعالى ( أو يلبسكم شيعا ) أي أن كل جماعة منكم تتفرق ، ويكون لكل منهم أمير ، وتختلط الأمور بين الاختلافات المذهبية التي تختفي وراء الأهواء ، وبذلك يذيق الله الناس بأس بعضهم بعضا !!!

أليس هذا هو حالنا اليوم  ؟؟؟

سقطت حمص الوليد !!!

سقطت القصير !!!

سقطت داريا بأيدي الصفويين ؟؟؟؟

لماذا ؟؟؟؟

لاهمالنا أمرين أمر بهما رب العزة والجلال : 

الأول ( واعتصموا بحبل الله ) 

الثاني ( ولا تفرقوا ) 

بل والثالث ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )

ولأجل المشروع الإيراني ؟؟؟ 

ولأجل قبر سكينة رضي الله عنها أفرغت داريا ؟؟؟؟؟

وتم عقد اجتماعات بين الحرس الثوري الإيراني وميلشيا حزب الشيطان لتأهيل داريا ولتوسعة المقام  ؟؟؟

بل تحدثت الأنباء عن وصول عائلات عراقية شعية إلى داريا لتغيير خريطتها السكانية  ؟؟؟؟

وأمة العرب نيااااااام ولاحول ولاقوة إلا بالله 

وصار البعض من الناس ظالما للبعض الآخر ؟؟؟ 

فإذا خرج الناس عن منهج الله فلا بد أن يسلط عليهم بعضهم على بعض !!!

فهاهو الدم المنسوب إلى الإسلام يسيل !!! ويزداد عدد الضحايا ، ويقف الكثير موقف المتفرج  ؟؟؟

وبعضهم يمد البعض بأدوات الدمار !!!

وحسبنا الله ونعم الوكيل

نصرف الآيات ، لماذا ؟؟ 

( لعلهم يفقهون ) والفقه هو شدة الفهم  ، فمتى نفهم آيات الله وأحاديث المصطفى عليه السلام ؟؟؟

- وهمسة إلى أصحاب العمائم البيض السائرين في ركاب الظالمين اقرأوا هذه الآية : 

( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بأياته ، إنه لايفلح المجرمون ) ١٧ يونس

أجل يارب لا يفلحون ، صدقت ربنا إنهم : ( مجرمون )

( هنالك تبلو كل نفس ماأسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق ، وضل عنهم ماكانوا يفترون ) ٣٠ يونس

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 684