رعونة
تشتد البرودة مع انخفاض درجة حرارة الجو، فيلجأ الإنسان لارتداء المزيد من الملابس ليؤمن التدفئة لجسده، وإلا تجمدت الدماء في عروقه وأفقدته جوهر حياته.. ومن أعجب العجب أن يقدم أحدهم وسط عاصفة ثلجية هوجاء على خلع معطفه الصوفي والتجرد من ملابسه.
وربما لن يكتفي ذلك المُتعجرف بهذا الفِعل بل قد يقوم بتمزيق ملابسه التقليدية تلك ودفنها تحت أكوام من الثلوج، ليمحي أثرها من الوجود، وكأنها بضاعة نتنة تُورثه العار والمذلة.. فلطالما خجل من ارتداءها، ولكمّ أثارت رؤيتها اشمئزازه، فهي لا تحمل علامة تجارية فاخرة، وألوانها المُنفرة لا تروقه.. وغفل ذاك الأرعن أنها تمنحه الدفء.!
حتمًا ستُقحمه الظروف عاجلا أم آجلا على أن يفتح صدره، ويقف لمواجهة عواصف الحياة الشرسة وحيدًا عاريًا دون سند، عندئذٍ سيُمسي كريشة في مهب الريح تتقاذفها الأهواء يمنة ويسرة حتى تُلقي به في هاويةٍ سحيقة.. وحينها لن ينفع الندم.
وسوم: العدد 688