ودارت الأيام !!
قبل أن أولد كانت أصداء أصوات البعث العربي تهتف : أمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة !
حزب ميشيل ، ثم أكرم وميشيل ، حكم البلاد أكثر من أربعين عاما
وفُتحت عيوننا نحن الصغار على هتاف كان يتبناه دكتور إنساني فعلا ، غرس في بلدنا نبتة خبيثة فالحزب علماني قح ! أول انجازاته إبدال الكلمة الرجعية ( أخ ) إلى كلمة رفيق ؟
وصرنا بعد قفز الحزب إلى الحكم ، وبعد سيطرة القرامطة على الكلية العسكرية في حمص ومدرسة المدفعية في حلب صرنا نلمس الإنجازات أولها تسريح آلاف الأحرار ومنهم الطيارين !
كان من الطيارين ابن مدينة الباب
الشهيد كامل الزين فما أن يُسمع أن طيارة إسرائيلية في الجو السوري حتى يكون كامل واخوته الأحرار في سماء الجولان فيهرب الطيران الاسرائيلي .
وحدثت الجريمة الوطنية الكبرى ، وسرح الضباط المظليون لأنهم لم ينفذوا الأوامر باحتلال حلب واحتلها مصطفى حمدون !
وممن سرح واحد من آل كرمان وواحد من آل مطر !
صرنا نحن الصغار نردد قول طرفة بن. العبد
يالك من قبّرة بمعمر
خلا لكِ الجوّ فبيضي واصفري
قد رُفع الفخُّ فماذا تحذري ونقّري ماشئتِ أن تنقّري
ودقت طبول الحرب !!
وهددنا إسرائيل برميها في البحر ! أبدلناه حديثا بعبارة نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب !
ونحن نملك صواريخ القاهر والظافر والناصر !
في معركة ١٩٤٨ في التي سماها محمد نمر الخطيب نكبة
كان قائد أحد جيوش أمة العرب بريطاني واسمه كلوب باشا !
في ليلة معركة ٥ حزيران النكبة الثانية كانت الراقصة زينات سيدة الرقص الشرقي تُبهر بخصرها ورقصها مئات الضباط ( ضباط الطيران ) في الشقيقة الكبرى وتسمى أرض الكنانة ؟
وأغار الطيران الإسرائيلي يقوده أعور وتخطط له عجوز هي غولدمائير ، وسُحق الطيران المصري ودمر ٦٠٠ طائرة !
وهزم الجيش المصري ، ولما دخل سيناء مات الجنود عطشا ، واستقال الزعيم الخالد وانتخر المشير أو نُحر !
ومن أراد التفصيل فليقرأ كتاب ( النكبة الثانية ) للقرضاوي
الأولى سنة ٤٨ ضاعت فلسطين ، والثانية ضاعت بها الجولان واختها سيناء ؟
سيناء أعيدت للعرب بالمفاوضات على أن تكون صحراء ، لاجيش فيها ! ووفينا بالعهود ! وصدق فينا قول إخوتنا الأكراد مازحين : عرب خاين ، عرب خاين !
وتحت الضغط الشعبي المحب للزعيم الأسمر الغامق لأنه من أصول سودانية عاد البطل لعرينه ! إلى كرسي الحكم وطرد اللواء محمد نجيب من الحكم ، وسجن قائد الثورة الحقيقي باكباشي عبد المنعم عبد الرؤوف الذي أنزل فاروق من قصره في الاسكندرية ووضعه في سفينة عادت به إلى أوربا حيث الخمر والعهر !
أما الشقيقة الصغرى أي نحن وهتافنا حماة الديار عليكم سلام ؟
هرب حماة الديار خريجوا البارات وأصحاب كؤوس الشمبانيا والويسكي ! هرب رئيس الأبطال على جحش أسود وقد لبس كلابية صفراء ونائبه ابن بلدنا أبو حازم على جحش أبيض ، وهو يلوح لمستقبليه لا تؤاخذونا الشغلة فوق طاقتنا ، وسلام على الجليل وطبرية ، ودمعة على الحمة والينابيع المعدنية !
ودارت الأيام وقررنا الانتقام للشرف العربي العلماني وقامت حرب ٧٣ وسماها أشقاؤنا حرب رمضان لأنها جرت في رمضان ، وصار قائدها السيد أنور بطل العبور ، أما عندنا فصار القائد بطل تشرين ؟
وصرنا نحتفل بميلاد الحزب لأنه هو الذي انتصر ! فلما تعب من النضال سلّم الأمانة للقرامطة !
وكان يقودنا ابن جبل عنيد نسي صلاح الدين الأيوبي أن يحطمه ويشرد أهله ! ووضعت له فرنسا المستعمرة اسما مشتقا ممن نقول عنه كرم الله وجهه وهو أبو الحسن رضي الله عنه وعن حسنه ، وألف تحية للبطل الحسين بن علي شهيد كربلاء وتحية إجلال لأخته زينب وقد حملت على صدرها سيدنا علي زين العابدين وهو شبل آسد ، وشبل الأسد أسد ولما كبر مدحه الفرزذق :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والحل يعرفه والبيت والحرم
وانتهت حرب تشرين بنصر موهوم ؟ أضعنا فيها ( ٧٣ ) قرية ؟ منها سعسع وقمة جبل الشيخ !
ومن سُمح له منا أن يزور المقدسات في القدس نقول له سلّم لنا على أهالي يافا وحيفا وعلى أهل الجليل ومياه بحيرة طبريا ! وإياك إياك أن تفكر بزيارة مشتى الحمة العالمي ! الفردوس المفقود ؟
ورحم الله جدتي أم حميد كانت تقص علينا حكايات طريفة تختمها بقولها ( هاك ومناك وطاب عيشك وبقاك : قوموا ناموا ! )
أجل أيها الأحرار في دنيا العروبة ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النُوم !
سلام عليك ياجولاننا المخطوف ! وياقمة جبل الشيخ ! لا تؤاخذينا فالشيخ الشبقون صارت تحيته ( شالوم ) وهو مفتينا وعذبته لا تزال على كتفه ، ويُقبل أيادي غلمان الروس والمجوس !
رحم الله الإمام مالك فقيه المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ضُرب الإمام العظيم لأنه افتى ( لا بيعة لمكره ) ضُرب حتى خلعت يده ، حياه الله وقبلة على جبينه ، وصدق من قال لا يفتى ومالك في المدينة !
ودارت الأيام وهاهي مصر الكنانة سائرة في النفق المظلم وتغرق في الديون ؟
أما نحن فقد تحقق فينا حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ( إذا إلتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) رواه البخاري ومسلم عن ابي بكرة
و( لايزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما ) أخرجه البخاري . !!!!!
همسة للعقلاء/
عندما يمسك بالقلم جاهل !!
وبالبندقية مجرم !!
وبالسلطة خائن !!
يتحول الوطن إلى غابة
لا تصلح لحياة البشر
( الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله )
ووصلنا إلى الآستانة وعلى الدنيا السلام ؟ قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، رحم الله الشهداء وأسكنهم المولى فسيح الجنات ، إنا لله وإنا إليه راجعون
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 705