المجالس مدارس..

الشوق باقٍ ما دام الدفء يُشكل المطر. الألسن التي لا تُعين على إصلاح نفسها لا خير فيها. حنين

هكذا كان لقاء المطر بخصلات شعرها الفاتن..

إيــه أحبكـ ويش يبي منــي البشــر

والضلـــوع اقصــار وأيديني عطـر

ولو تبي الممروس بعيوني رموش

ولـــو ترقصني خبصتك مـــع تمـــر

لا تُشاطر عمرك إلا من يستحقه، فكم عقلٍ ألقمته فكرك فصار استراحة صيفٍ للإيجار. أيُّ بحرٍ هذا الذي أراني فيه ليُشعلني بآهات أمواجه؟! أصعب شيءٍ بالدنيا من يفتقد صديق نفسه، فيظل يبحث عنها في مرايا ( الفشوش )! أبي..

أوما زلت تُذكرُني بالعطاء وكفي صائمة؟!

من بيته طين امتدح العجين. إزالة الوهم أفضل من التشبث بالهم. فاقد العلة يأتي بالمزلّة. من رأسه شوكة ( اكسرته العكوكه ). وقفة من المقبرة..

أرهقنا الدهر بساعاته وردهاته، ولا  زلنا نتساءل:

ـــ بأيّ وجهٍ نقف أمام الله عز وجل في كل خشوعٍ وقنوتٍ؟!

ـــ وكيف لنا السلام على رسوله الكريم بكل تشهدٍ وتهجدٍ؟!

ـــ وأنّى لنا التسبيح والخاتمة تنعى الصارمة؟!

أجل، هكذا يحتز أعمارنا منجل الحياة، ولم نبرح نتشكل كل برهةٍ بألوانٍ واهية لا ماهية لها بالتدليس والبهتان،

والذوبان بالدنيا بحب كل غنيمة، وازدراء جُلّ شتيمة من هُنا وهُناك!

عفواً سيدي الأعمى:

خُذ ناظري، واعطني عصا بصيرتك لأهش بها فراشي الذابل، وأُشعل بداخلي شمعة العُرفان.

سأترفق بالدفء ما دمتُ أنا السُقيا وأنتِ المطر. زفرات الكوت..

للعم الحاج: إبراهيم بن يوسف العمران ( رحمه الله )

كاموا صحبة أربعة، فانقطع مسباح القدر في كف ثلاثة منهم، ولم تبرح الخاتمة تظلل ( محمد ) في جدران الطين والتأمل بعقيق الوجع!

وين راحوا هالربع

وين راحوا

وليش طاحوا هالصنع

ليش طاحوا

وكاد داخلهم جظر

وكاد بيديهم قمر

وين راحوا هالربع

وين راحوا

علام ينظر لي شبيح

وعلام يقراني جريح

وين راحوا هالربع

وين راحوا

أجدُني خمسة بين تقاسيم عمري، فأيُّ الأغاني راقصتني هُنا؟ على أيّ بابٍ صاغتني المعاني..

 لأُحل من أثواب القوافي ليلة، وأُولي نحوها كنجمٍ هائمٍ؟!

من وصل الناس بصدقه افترشت له الأرواح مجالسها. إذا توحدت المصالح تتابعت الخُطى، وكثرت الأعذار والـمُبررات. هكذا رحلوا، وخلفوا ذكراهم في أنين الأثر. املك حجره ولا تظل بجره. قالت: لا تُكبلني بحُبك فأنا راحلة! المشاكل كالتوابل، فأحسن النية وتوسد الصخر. الوردة:

هي منظر، وثيابها مظهر..

فإذا ما خانك التعبير نحوها، فاكتب على جُدراها قُبُلات البركة.

مُثخنٌ بالوجع..

وعلى ضفاف التيه يُجدد صلاته بدعاء الفاتحة!

طفولة موجوعة

أيُّ طفلٍ هذا الذي ألهب حنينه الفقد قبل ذهابه للمدرسة؟!

جيتك يا يمّه بالمطر

جيتك وبقليبي جمر

جيتك وفعيني طموح

جيتك وتقتلني جروح

وجيتك وبروحي تروح

جيتك يا يمّه بالمطر

مجرة العشق

حينما يُسطرُنا الحُب في مجراته تترجل محبرة الروح من أبجديتها..

فلا تُبصر أمامها إلا غيوم الحرف التي اقترنت بها لاحقاً..

أنت التمر والطيب

وعيوني كاويها

وقلي يا بعد الروح

أخدودك أرويها

رفيف التُفاح..

عندما أُصلي نافلة العشق تتمثل فيَّ ضفاف القُراح،

فتنبعث لجوارحي شظايا الهوى على مُتسق الجوى بالتوالي..

وحين يُقبل الغيث ناصية الطين لا بُد لهمسةٍ بسجدةٍ من خشوع!

أُسـوسـن كـف المـاء ظـامٍ كأننــي

أرى قلب ليلى روح كأسٍ بلا عسل

أجبني يا ريهام الليل كيف ساجلت المطر؟! أُمي..

أيُّ قُبلةٍ أخجلت ملائك ربي بشذى طين القدر؟!

أبي..

كلما كثُرت معارفي كبُرت أمامي المقبرة!

صدى القلب..

آهٍ لبحــرٍ خصّني بسرائره

آه لموجٍ ضمني في خاطره

آهٍ لماءٍ مــرتوٍ بفـم القصيد

وجاهة البخيل تعرفُها المآدب. حنين الماء

عندما يساقط المطر تلتهب الروح على رقصاته.. 

لبيه يا كل الغلا لبيه

لبيه يا عروق الشجر لبيه

أنت تغازل القمر

جارك يقول ليه

بصيرة الإنسان ثقافة واختلاط. قال: سأُغلق جميع الأبواب عدا شُرفة وعيك الساجم! جودة العقول في جودة المحصول. إليه..

توجس من يدي، فاضطربت أمواجه نحوي بالهمس!

أُماه..

هل ما يزال قلبكِ يُناديني من تحت التُراب؟

الإعجاب المفرط يُولد قناعة عمياء. في القهقهة يعيش ثلاثة:

1/ دمعة يتيم.

2/ ابتسامة مصلحة.

3/ تصفيق مُغفل.

إذا امتدحتك فامتدحني..

شريطة أن تُكثر لي من التوابل لا حقاً.

قيثارة ورد

مع تنفس الصبح تستفيق خمائل الشوق على ندى لغة الضاد،

وعلى جيد الجمال تطبع الحُروف قُبُلاتها..

ليعزف الورد قيثارته، فيسيل الجنون شهداً يتقاطر حلاةً لعطشى لثم الياسمين، وتظل الكلمات أصفاد حبٍ وعشقٍ تُذهل كف الصولجان، وكُحلاً يُطوق هدب الكهرُمان..

وبين هذه وتلك أورقت الأشجار وتغنت الأطيار..

بنجوى الروح وفحوى النغم!

رحلوا، فظلت ضحكاتُهم على قارعة الطريق تتوانى! من أصله الطين يشته الحنين. على أيّ قولٍ أُناجي العنب؟! من قويت بصيرته تجلت حكمته. أذاب أنفاسه ورحل..

فجادت قريحتُها بالاشتياق!

هذا النهار قد ارتحل، فلربما تكون أُحجية الليل متواترة للحديث عن حبل الوصال. يُضحكُنا الزمن ساعة توغله كرُمحٍ مشؤومٍ في كبد الوهم بتصنيفه الصادح:

" مو كل امدلقم جوز "..

 ومن جانب آخرٍ أوسدتنا الأيام أقوالها بثوبٍ يجر أذياله..

 " لكل حجره أجره "!

الأجداد عنوان الأمجاد. على وقع حروفها أحرمتُ في محاريب الهوى،

وتردى لي صدى القيثار، فملت للقوافي وملن علي!

أيُّ جدٍ هذا الذي ألوى على الاسم انشراحه..

أيُّ طيفٍ لبى على الثغر قداحه..

أيُّ كفٍ صارت لمُـوسى صراحة؟!

أراني وردة في يد الصباح، وعلى كتفي كيف تُغني البلابل؟! كل الأمكنة خالية من عطرها..

 إلا تلك التي من أديم بوحها صلى الحنين!

من عرف النخيل صنع المُستحيل. لا تُعطي من لا يستحق اهتمامك..

فكم من نهارٍ تجلبب الغيم بلا مطر!

الشعر أُنثى..

فهل يُلثم الصدر دون سواها؟!

أنّى للعزف ودموع قلبي حاكتها أناملي؟! من عاش الهمة استنطق المهمة. الخصر وتر متعرج كلما حركته أرقصك النغم. لا تُراهن على غبار الدار ولا عيون الجوار. من همه ( الزعاطة والهياط ) اعتصر السمين والمترهل. على قدر العطية تكتب الهدية. أنفاس اليراع..

هكذا الفجر يُذيب أبوابه بالاشتياق..

أيها الصُبح توقف

أنت آتٍ وهو مُرهف

فإذا كُنت كذلك

فتذكر سوف تُلحف!

تأرجحت الكلمات فوق لساني فصيرتُها عنواني! على ركب أُغنيتي أشد راحلتي. على أيّ دُكة تسرد الآهات روايتها؟! نجوب أزقة الحياة على خُطى الأماني، فأيُّ العطايا نكتبُها هُنا؟! ليتني الماء لأغرق بين بوح نهرها. هكذا حال من آلمه فقد الأحبة..

ليظل طوال أيامه يختزل أوجاعه في الصور واسترجاع الذكريات!

أبي يا حبيب..

أيُّ أُبُوةٍ تسكنك لتزرعنا في فؤادك بالعظمة؟!

رحل من رحل..

 فلم تبرح الدار تستنطق الجوار!

فاقد القرار لا يُستشار. لو أن كل واحدٍ منا تذكر بدايته في المشي، لحفز بالآخر رياضة الجُمباز. قال: تباً للوجع الذي تراه ولا يراك في استنطاق الدموع! أمشي خُطى ابتسامة التوق والذكرى، فامنحيني قُبلةً أعبر بها شط الخجل. مثلما قلت سيُقال عنك. ببساطة العيش ستشعر بالأمل والتغيير. كلما زاد طرقك ظهر بيانك. أمي فاطمة..

وهل تسمو المعاني إلا في سناها؟!

ما زالت عُكازة عمي موسى تقرع طريق العتمة! الصوت الراحل لن تُرجعه أفواه المديح. إذا شهق الورد تأوه النحل بالعروج.

وسوم: العدد 710