باريس.. مربط خيلنا!
في العام الأخير من الحرب العالمية الثانية، وتباشير الاستقلال تلوح في الأفق، كنا نخرج - حن طلاب "ثانوية المأمون" بحلب (التي كانت تضمّ الإعدادي والثانوي) - في مظاهرات تنزل إلى "شارع إسكندرون" منعطفة يسارا في طريق سكة الترامواي، ونحن نرفع الأصوات بالهتافات المطالبة بالاستقلال والتنديد بحكم الانتداب الفرنسي.
وكان مَن ينظّم فينا تلك المظاهرات اثنين من "كبار" طلاب المدرسة، "محمد هلال زين الدين" (أصبح فيما بعد مدير المعارف بحلب/ مدير التربية) و"جلال ملاح" (غدا مديرا لدار الكتب الوطنية، بعد مديرها الأول الشاعر "عمر أبو ريشة" ثمّ الكاتب الكبير "سامي الكيالي").
وما زلت أذكر كثيرا من الهتافات التي كنا نتحدّى فيها الفرنسيين، منها:
الله الله، يا مفرّج المصايب
واضرب رصاص في صدر العدو صايب
ومرة علا هتافٌ أولُه «باريس مربط خيلنا...»، فأسرع أحد المنظّمَين، هلال أو جلال، إلى إسكاته، فقد كان شديد الوطأة على الفرنسيين، وهو يعني أننا "احتللنا" باريس وجعلناها مربطا للخيول التي حملتنا إلى هناك!
وسوم: العدد 711