الخاطرة 155 : زلزال سليمانية علامة إلهية
خواطر من الكون المجاور
قبل تسعة اشهر ذكرت في الخاطرة 120 ( حاسة التنبؤ بالزلازل ) بأن الله أنعم علي بحاسة التنبؤ بالزلال ، أو بمعنى أوضح ، اﻹحساس بأن أحد مراكز الزلزال في القشرة اﻷرضية قد بدأ بالنشاط ليمهد لحدوث زلزال.
قبل حوالي ثلاثة أسابيع بدأت أشعر بمثل تلك الإحساسات ولكن كوني أعيش في اليونان ودولة اليونان كما هو معروف عنها هي دولة زلازل ، حيث كثرة الهزات اﻷرضية التي تحدث فيها كل فترة وفترة جعلت سكانها ووسائل اﻹعلام فيها لا تعطي هذه الهزات اﻷرضية التي تحدث في مناطقهم أي أهمية ﻷن معظمها تكون هزات أرضية بقوة ضعيفة لا يصاحبها أي أضرار مادية أو بشرية ، فقوانين هذه البلاد في البناء تراعي جدا هذه الناحية وهذا ما يجعل أبنيتهم ومنشآتهم قوية تستطيع الصمود أمام هذه الهزات اﻷرضية الضعيفة والمتوسطة.
وشيئا آخر أيضا هو كون أن جسدي يلتقط تلك الشحنات التي تطلقها المراكز الزلزالية قبل حدوث الزلزال ، لذلك كنت أشعر بها أثناء كل نشاط زلزالي متوسط وضعيف يحدث كل فترة وفترة ولكن شعوري به كان لمدة زمنية قصيرة جدا ، بعض اﻷحيان لمدة يوم واحد وبعضها لمدة يومين أو أكثر بقليل ثم تختفي لتظهر بعد أشهر مرة أخرى.
في المرة اﻷولى التي شعرت فيها أن هذه اﻷشياء الغريبة التي أشعر بها هي بسبب دخول مركز زلزالي في النشاط ليعطي زلزال ، في تلك الفترة كانت اﻷمور غير واضحة بالنسبة لي وذلك بسبب حدوث زلزالين في خلال فترة قصيرة جدا ( فترة 20 يوم ) وفي منطقتين قريبتين من بعضهما نوعا ما. الزلزال اﻷول حدث في تركيا في منطقة قريبة من مدينة إسطنبول ، في 17 أب ( أغسطس ) وبشدة 7،6 درجة ريختر ، أما الزلزال الثاني فقد حدث بعد 21 يوم من زلزال اﻷول في 7 أيلول (سبتمبر) في مدينة أثينا بشدة 5،9 درجة ريختر . فبسبب حدوث الزلزالين كانت اﻹحساسات تأتي من المنطقتين ، لذلك في تلك الفترة عندما حدث زلزال إسطنبول لم يكن لي علم نهائيا بأن اﻹحساسات الغريبة التي كنت أشعر بها كان سببها نشاط زلزالي في منطقة قريبة من إسطنبول ﻷن نفس اﻹحساسات إستمرت بعد هذا الزلزال ، ولكن بعد حدوث زلزال أثينا توقفت جميع تلك اﻹحساسات الغريبة ، عندها علمت أن سببها كان الزلزالين معا.
وبسبب تداخل اﻹحساسات الناتجة عن زلزالين وكذلك بسبب كوني وﻷول مرة في حياتي أعيش لحظة حدوث زلزال ، لم يكن لدي الفرصة لدراسة هذه الظاهرة ﻷستطيع تحديد جميع جوانبها لتأخذ هذه الدراسة شكلها العلمي، ﻷتمكن في المستقبل التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها.
ولكن هذه المرة (قبل أيام ) عندما رأيت أن فترت شعوري بتلك اﻹحساسات بدأ يطول ويستمر ، شعرت بأن اﻷمر ليس طبيعي وأن أحد مراكز اﻹحساسات قد بدأ بالنشاط ليمهد لإعطاء زلزال بقوة مدمرة ، وحسب علمي من زلزال أسطنبول وزلزال أثينا ، أن شعوري بتلقي شحنات من مراكز حدوث الزلزال في تلك الفترة قد إستمر أكثر من شهرين ، ولكن في هذه المرة كون مركز الزلزال كان بعيدا جدا عني على (حدود العراق وإيران) لذلك كان تأثير الشحنات التي تلتقطها جسدي ليست قوية بشكل كاف ﻷستطيع أن أقدر قوة الزلزال الحقيقية التي ستصيب المنطقة . وهذا ما جعلني لا أبوح بهذا اﻷمر ﻷحد ، رغم أني قبل حدوث هذا الزلزال كنت بيني وبين نفسي في حالة تردد ، وكنت على وشك أن أكتب ملاحظة في الفيس بوك ﻷشرح للقراء أن ما أشعر به يؤكد على إحتمال حدوث زلزال في اﻷيام القادمة ، ولكن بسبب كون اﻹحساسات التي كنت أشعر بها لم تكن قوية مثلما كانت في اﻷيام اﻷخيرة من زلزال أثينا ، لذلك ظننت بأنه إذا حدث زلزال في وقت قريب جدا فسيكون زلزال متوسط بلا أضرار بشرية أو مادية ، ولكن في الواقع كان اﻷمر مختلف ، فضعف شعوري باﻹحساسات لم يكن سببه ضعف مركز الزلزال ولكن سببه بعده الشديد عن المنطقة التي أعيش فيها لذلك كانت نتائج الزلزال مدمرة بخسائر بشرية ومادية.
ما أريد أن أقصده هنا هو أن الله أعطانا المقدرة على التنبؤ بالزلازل ولكن حتى يمكننا أن نشعر بها لنستطيع تنميتها لنستفيد منها نحتاج إلى قاعدة ثقافية شاملة تنمي إدراكنا الروحي ، واﻹدراك الروحي مصدره اﻷول هو اﻹيمان بالله ، وأقصد هنا اﻹيمان الروحي الذي يجعلنا نشعر بعمق بذلك الجزء من روح الله في تكويننا ككائن إنساني ، هذه الروح التي تجعل فطريا وعقليا نسير على الصراط المستقيم ، فللأسف اليوم 90% من أولئك الذين يعتقدون أنهم مؤمنون بالله في الحقيقة ليس لديهم إي إحساس بوجود هذه الروح الهية في تكوينهم ، فنجد أن إيمانهم هذا قد أصبح لا ينفع في شيء ، وبعض اﻷحيان نجد أن إيمانهم قد أصبح يضر بالمصلحة العامة للمجتمع بأكمله، لذلك ليس من الصدفة اليوم أن نجد أن جميع الديانات اليوم قد تم تشويه تعاليمها حتى وصلت إلى مستوى أصبحت عاجزة عن إصلاح أي مشكلة من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات اﻹنسانية والسبب هو أن فهم رجال الدين لدينهم قد أصبح فهمأ ببغائيا فبدلا من أن تساهم آرائهم في إصلاح المجتمع نراها تساهم في إنحطاطه الروحي أكثر فأكثر.
الزلزال الذي حدث قبل أيام في منطقة حدود العراق وإيران هو علامة إلهية تؤكد على صحة فكرة الإنحطاط الروحي في المجتمعات اﻹنسانية .ولكن قبل أن نشرح هذه العلامة اﻹلهية في هذا الزلزال علينا أولا شرح العلامة الإلهية في زلزال أسطنبول وزلزال أثينا لنستطيع فهم الرموز التي وضعها الله في الزلزال.
قبل حدوث الزلزال إسطنبول وزلزال أثينا عام 1999 ، كانت العلاقة بين الشعب التركي والشعب اليوناني متوترة يشوبها العداوة والبغضاء بين الشعبين بسبب ظروف عديدة سياسية ودينية، وكان المتعصبون القوميين والدينيين من كلا الطرفين يستغلون كل فرصة لتقوية هذه التفرقة بين الشعبين ، في يوم الثلاثاء 17 آب ( أغسطس ) حدث زلزال إسطنبول ، بعد ثلاثة أسابيع و في نفس اليوم ( الثلاثاء) 7 أيلول( سبتمر ) حدث زلزال أثينا ، إذا نظرنا إلى هذه اﻷرقام وهذه اﻷسماء ربما لا نشعر بأي رابط أو علاقة بينهما يعطينا معنى معين ، ولكن إذا تمعنا بكل ما يتعلق بكلا الحادثتين سنرى أن الحكمة اﻹلهية قد وضعت فيهما العديد من الرموز لفهم حقيقة ما يحدث بين الشعبين ، وسنحاول ذكر هذه الرموز وتفسيرها لتوضيح الفكرة :
الزلزال اﻷول في أسطنبول حدث في 17/8/1999 هذا اليوم في التقويم الهجري هو 5 جمادى اﻷول عام 1420 هجرية ، والزلزال الثاني حدث في 7/9/1999 ، وفي التاريخ الهجري هو يوم 26 جمادي اﻷول 1420 ، شهر جمادي اﻷول بالنسبة للأتراك مهم جدا ، حيث أنهم في يوم 20 من هذا الشهر الهجري يحتفلون بذكرى فتح القسطنطنية ( إسطنبول ) ، وعادة في هذا اليوم من كل عام كانت وسائل اﻹعلام المتطرفة من الشعبين يستغلون هذه اﻹحتفالات من أجل صنع مشاكل عديدة هدفها تقوية شعور الكراهية والعداوة بين أفراد الشعبين ، ولكن في ذلك العام ( عام 1999) ، وﻷول مرة في تاريخ الشعب التركي نجده لا يقيم أي إحتفال بهذه الذكرى بسبب ضخامة الكارثة الكبيرة التي ضربت بلادهم بأكملها ، الزلزال قتل 17000 شخص ،وأصاب أكثر من 33000 شخص بجروح وإصابات مختلفة ، ودمر حوالي 300,000 منزل و 43000 مكان عمل ،وأكثر من نصف مليون شخص أصبح بلا مأوى.
هذه الكارثة التي أصابت الشعب التركي دفعت الحكومة اليونانية وشعبها إلى نسيان جميع الخلافات السياسية والدينية بين الطرفين وقامت بإرسال مساعدات مختلفة من أغذية وأدوية وخيم وكذلك أرسلت رجال إنقاذ للمساعدة في البحث عن المفقودين تحت اﻷنقاض ، وشاءت الأقدار أن تجعل الفرقة اليونانية تستطيع إخراج عدد كبير من اﻷشخاص اﻷحياء من تحت اﻷنقاض ، وكانت كميرات التصوير التلفزيونية تتابع عمليات اﻹنقاذ بشكل مباشر على الهواء ، وكان الشعب التركي يرى مساهمة رجال اﻹنقاذ اليونانيين وتعريض حياتهم للخطر من أجل إخراج شخص حي يوجد تحت عشرات اﻷطنان من الأسمنت ، فكان كلما تمت العملية بنجاح كان الشعب التركي يصفق فرحا وهو يرى واحد منهم قد خرج على قيد الحياة من تحت اﻷنقاض بفضل جهود رجال اﻹنقاذ اليونانين.
وبعد ثلاثة أسابيع عندما حدث زلزال أثينا أرسلت الحكومة التركية مساعدات ورجال إنقاذ أتراك ليساهموا هم بدورهم في عمليات البحث تحت الأنقاض.
من كان يتابع ويدرس طبيعة العلاقة بين الشعبين لفترة طويلة ، سيجد أنه في ذلك العام ( عام 1999) قد حصل تغيير جذري في هذه العلاقة حيث ﻷول مرة راحت الكثير من المنظمات الثقافية والفنية في الدولتين تتعاون مع بعضها البعض ﻹقامة حفلات شعبية ضخمة تساهم في توطيد العلاقة بين الشعبين وكان معظم أفراد الشعبين فرحين بهذا التغيير ، وكأن حادثة الزلزالين قد قامت بتطهير قلوب الطرفين من كل كراهية وعداوة ليستطيعوا أن يبدأوا مرحلة جديدة بينهما ، مرحلة قائمة على أسس المحبة والصداقة والتعاون.
ما حدث من تغيير جذري في نوعية العلاقة بين الشعبين لم يكن يستطيع أن يتصوره عقل إنسان ، ولكن الله له طريقته في إصلاح اﻷشياء ، وإذا تمعنا في رموز هذه الحادثة سنجد جميعها تشير إلى ضرورة حدوث هذا التغيير في نوعية هذه العلاقة بين الشعبين ، فكلا الزلزالين قد حدثا في يوم الثلاثاء وهو نفس اليوم الذي تم فيه سقوط مدينة القسطنطينية في يد الجيوش العثمانية، وكلا الزلزالين لهما أسماء لها نفس المعنى ، فمدينة أسطنبول ( القسطنطينية ) كانت أهم مدينة عند المسيحيين قبل فتحها من العثمانيين ﻷنها كانت تحوي على كنيسة آيا صوفيا التي تعتبر أكبر مركز ديني بالنسبة للمسيحين في تلك الفترة ، حيث أن معنى إسم هذه الكنيسة هو ( الحكمة المقدسة ) وإسم أثينا أيضا له نفس المعنى ( إلهة الحكمة ) . فما كان من عداوة وبغضاء بين الشعبين قبل الزلزالين كان من روح السوء ، وأن ما حصل من تغيير جذري في طبيعة هذه العلاقة وتحولها إلى محبة وصداقة وتعاون هو ما تطلبه منهم الحكمة اﻹلهية.
هذه العلامة اﻹلهية التي وضعها الله في زلزال تركيا واليونان لم تكن تخص فقط الشعب التركي و الشعب اليوناني ولكن كانت ذات معنى شامل ، فتركيا هنا أخذت رمز الشعوب الشرقية ، أما اليونان فقد أخذت رمز الشعوب الغربية ، فكان معنى العام لهذه العلامة اﻹلهية هو ضرورة تنمية المحبة والصداقة والتعاون بين جميع الامم في العالم أجمع ، فهذه العلامة اﻹلهية حدثت في نهاية عام 1999 أي في نهاية اﻷلف الثانية بعد الميلاد ، فهذه العلامة اﻹلهية كانت وكأنها تطلب من شعوب العالم أن يدخلوا الألف الثالثة بروح جديدة تعتمد على مبادئ المحبة والتعاون بين الناس أجمعين.
للأسف هذه العلامة اﻹلهية لم يفهم معناها لا المفكرين ولا علماء الدين لينشروها بقوة لتدخل في نفوس الكبار والصغار ، فنجد أن العلاقة الجديدة بين الشعبين التركي واليوناني لم تدوم أكثر من 15 عام، اﻵن نجد بعض المتطرفين من كلا الشعبين يحاولون من جديد زرع العداوة والبغصاء بينهما ثانية.
أيضا زلزال السليمانية الذي وقع في منطقة تقع على الحدود بين إيران والعراق وفي هذه الفترة الزمنية بالذات ، هو علامة إلهية لها نفس المعنى الذي رأينا في زلزال إسطنبول وأثينا ، فكما ذكرت في خاطرة " حقيقة إنشقاق ااﻹسلام إلى سنة وشيعة " بأن إيران أصبحت رمز لمذهب الشيعة ، فهنا أيضا العراق قد أصبحت رمز لمذهب السنة ، حيث الحرب بين العراق وإيران والمعروفة باسم ( حرب الخليج ) التي حدثت في زمن حكم صدام حسين وروح الله الخميني ، والتي دامت ثمانية سنوات ، منذ ذلك الوقت ساعدت هذه الحرب في تدهور العلاقة بشكل أكثر بين مسلمي مذهب السنة ومسلمي مذهب الشيعة ،حتى وصلت اليوم إلى أسوأ أشكالها حيث أدت إلى تمزيق اﻷمة اﻹسلامية وإلى تدمير العديد من الدول العربية وإلى تهجير الملايين من المسلمين إلى بلدان غير إسلامية.
إذا تمعنا جيدا في رموز عناصر هذا الزلزال سنجد أنها تشرح وضع اﻷمة الإسلامية ، فسكان المنطقة التي حدث فيها هذا الزلزال هم مسلمين وحسب رأي المسلمين أن دينهم (اﻹسلام ) هو آخر دين من عند الله ، وإسم هذا الدين ( إسلام ) مشتق من كلمة ( سلام ) ، لذلك الحكمة اﻹلهية أعطت آخر ديانة سماوية هذا اﻷسم المشتق من كلمة سلام ، لتفسر لنا سبب طرد اﻹنسان من الجنة وكذلك الطريق الذي يجب على المؤمن إتباعه ليستطيع العودة ثانية إلى الجنة ، فطرد اﻹنسان من الجنة كان سببه إرتكاب اﻹنسان خطيئة ستكون نتيجتها ولادة إنسان (قابيل) يحوي في تكوينه على غريزة القتل والتي دفعته عندما كبر إلى قتل أخيه هابيل ، فخروج اﻹنسانية من الجنة كان بسبب ظهور غريزة القتل في تكوين اﻹنسان لذلك كانت آخر ديانة سماوية تحمل إسما معاكس لصفة غريزة القتل وهي عاطفة حب السلام ( اﻹسلام ) .
وهكذا شاءت اﻷقدار أن يحدث هذا الزلزال بمنطقة تدعى (سليمانية) ليصبح إسم الكارثة ( زلزال سليمانية ) وكما ذكرنا في مقالات ماضية بأن إسم ( سليمان ) معناه في اللغة العبرية ( رجل السلام ) . فهذا الزلزال حدث في هذه المنطقة التي تدعى ( سليمانية ) ،أي أنها أصبحت رمزا له معنى ( منطقة حب السلام ) التي تفصل بين العراق وإيران ، أي أن المنطقة رمزيا تفصل بين ( السنة والشيعة) ، جميع هذه اﻷشياء ليست صدفة ولكن علامة إلهية.
اﻷمة اﻹسلامية يجب أن تدرك إلى أي مدى وصل فيها اﻹنحطاط الروحي الذي تعيش فيه ، في مثل هذه اﻷوضاع يجب ألا نترك عقولنا تبحث في طريق خاطئ لتبحث عن من هو المذنب اﻷول السنة أم الشيعة ليزيد الكراهية بين الطرفين ،ولكن يجب علينا أن نترك عقولنا تبحث في طريق ينمي عاطفة المحبة والتعاون ليس فقط بين السنة والشيعة ولمن بين جميع اﻷمم ، لتنهض اﻹنسانية من سكرتها التي تنهش بها من جميع النواحي.
اﻷرواح البريئة التي ذهبت ضحية زلزال سليمانية هم ذنب سيقع على عاتق كل إنسان مسلم أو غير مسلم يساهم في تنمية العداوة والبغضاء بين المسلمين سنة وشيعة. اﻷرواح البريئة التي ذهبت ضحية زلزال أسطنبول وأثينا هم ذنب سيقع على كل إنسان يحاول زرع العداوة والبغضاء بين شعوب العالم ، اﻷلف الثالثة هي الألف السادسة في تاريخ البشرية بعد ظهور الكتابة، ولو تمعنا جيدا في جميع اﻷحداث العالمية سنرى أن الله عز وجل قد وضع علامات إلهية تشير على أن هذه المرحلة الجديدة في تاريخ البشرية هي مرحلة سلام ومحبة وتعاون وهكذا ستكون إن شاء ، وكما حصل من تغيير جذري في علاقة العداوة والبغضاء بين الشعبين التركي واليوناني والتي كان لها أكثر من 400 عام ، نجد أنه بين ليلة وضحاها إنقلبت هذه العلاقة رأسا على عقب لتصبح علاقة محبة وصداقة وتعاون ، هكذا أيضا ستتغير اﻷمور عما قريب إن شاء الله ، والأوضاع اﻹنسانية التي وصلت إلى أبشع مظاهرها الوحشية في هذه اﻷيام، ستعود ثانية إلى شكلها اﻹنساني الجميل، واﻹيمان بالله الذي وصل إلى مستوى وثني ساذج لا ينفع ولا يضر سيأخذ ثانية شكله الروحي ليصبح إيمانا نافعا يساهم في تطهير البشرية من جميع الشوائب الشيطانية لتحقيق السعادة البشرية ، ف الله موجود وهو يمهل ولا يهمل.
وسوم: العدد 747