حقوق القرآن (6)
خطبة الجمعة 4 / 4 /2014م
الحكم بالقرآن
د. محمد سعيد حوى
ذِروة حقوق القرآن الحكم به ... نعم الحكم بالقرآن.
وإذا كان القرآن نزل لا ليحكم كل شيء، ويحكم على كل شيء، ويُحكَمُ به كل شيء، فلماذا نزل؟! ﴿ إِنَّا أنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً ﴾ [النساء: 105]
﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [المائدة: 48]
﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49]
﴿ أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً ﴾ [النساء: 60]
إذن؛ إنها الحقيقة الواضحة الجلية؛ أن هذا القرآن نزل ليحكم كل شيء، وعلى كل شيء، ويحكم بيننا، وعلينا، وبه يُحكَمُ كل شيء.
تذكرة بالحقوق:
نعم تكلمنا عن أربعة عشر حقاً للقرآن علينا (القراءة، تحسين الصوت، التجويد والترتيل، التعلم، والتعليم ، الاستماع، الحفظ، التدبر، العمل، النصح، الاجتماع عليه، المدارسة له ، قيام الليل به، الجهاد به).
وخلاصة ذلك كله في: اقرأ، تدبر اعمل
وكل هذه الحقوق لتصل بنا إلى ذروة الحقوق؛ الحكم بما أنزل الله، إنها فريضة الفرائض الغائبة.
لا دولة دينية:
تلكم الفريضة التي ضُيعَت بين نتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وتحريف الغالين، وتفريط المفرطين، حتى خرج من يخوفنا إنكم إذا حُكِمتم بالقرآن ستتحول دولتكم إلى دولة دينية ، وحكم رجال دين، فيلبسون على الناس بهذا المصطلح ويخوفون الناس من شيء اسمه الدولة الدينية، مع أنه لا علاقة للحكم بالقرآن بشيء اسمه الدولة الدينية، لأن معنى الدولة الدينية: أن يدعي الحاكم أنه يمثل الله في الأرض وأنه فوق الحساب وفوق المسؤولية وأنه ناطق باسم الله،ويتدخل في الصغيرة والكبيرة، ولا يراجع في شيء مما يشكل هيمنة السلطان باسم الدين، وكل هذا لا علاقة للإسلام به، فالحاكم في الإسلام واحد من المسلمين لا ينفرد بالقرار بل معه مجلس أهل حل وعقد وهو يخطئ ويصيب وتحت طائلة المسؤولية.
مراتب الأحكام في الإسلام:
والأحكام في الإسلام على أربع مراتب:
1- الأحكام القطعية التي لا تحتمل تأويلاً ولا نسخاً ولا تخصيصاً.
2- الأحكام المجملة كقوله (أمرهم شورى بينهم) فترك تفصيلها للبشر.
3- الأحكام الاجتهادية، وتحتمل وجوهاً من التفسير والتقييد والتخصيص.
4- الأحكام المسكوت عنها.
وهذه الدرجات الأربع منها ما قد يخضع للتدرج ومنها ما ليس كذلك.
مناهج التطبيق:
ثم كل ذلك له تفصيلات في مناهج التطبيق:
1- فالعقائد لا إكراه، فيها وحسابهم عند ربهم. ومقتضى ذلك حفظ حرية البحث والفكر من غير تعدٍ على الأمة ومقساتها.
2- العبادات، وللإنسان حرية الاختيار فيها، واختيار الآراء، ولا يطالب بها غير المسلم في الدنيا.
3- أحكام الأسرة لكل ملة حق الاختيار.
4- إذن؛ دارت القضية حول الهوية، والولاء والقيم والقانون العام، وتحقيق مقاصد الإسلام في العدالة والحق والأمانة والنهوض والتحرير، وحفظ الإنسان والمجتمع والأمة، مما لا يتسع المقام لتفصيله.
إقرار القلب:
لكن قضية القضايا تبقى هل يقرّ القلب ويعترف أن الحكم لله وأن الحكم بالقرآن أساس كل شيء ﴿... إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 40]
، فإذا وجد هذا الإقرار القلبي والعملي فقد نختلف بعد ذلك في اجتهادات التطبيق ، أما إذا لم يوجد هذا الإقرار القلبي والعملي فهنا دائرة الصراع الحقيقية وهنا يحضر قوله تعالى:
﴿ ... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]
﴿… وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [المائدة: 45]
﴿... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 47]
وقفة مع الآيات:
وإذا رجعنا إلى الآية التي انتهت (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، فإنها كانت تقرر مبدأ الخضوع لحكم الله.
وإذا رجعنا إلى الآية التي انتهت (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)، فكانت تتحدث عن اقامة الحقوق وتحقيق العدل بين الناس.
والتي انتهت بقوله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)، كانت تشير إلى الجانب الأخلاقي في حكم الله من خلال الإشارة إلى الإنجيل.
تأكيد بعد تأكيد:
وحتى لا يبقى لأحد ذريعة ثنت الآيات ﴿ إِنَّا أنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيماً ﴾ [النساء: 105]
﴿ أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]
وكذا قوله تعالى: ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [النساء: 65]
وقوله تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلاَ
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَن يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً ﴾ [الأحزاب: 36]
وقوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1]
وقوله تعالى: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 21]
الحكم بالقرآن مقتضى إيمانك بالله؛ إلهاً:
إن الحكم بما أنزل الله هو من مقتضيات ايمانك بالله إلهاً واحداً،لأنه الرب ولأنه المالك ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ ﴾ [الناس:1- 3]
وهؤلاء الذين يرفضون حكم الله يجعلون من أنفسهم آلهة ،إذ يريدون فرض أحكامهم على البشر ويقدمونها على حكم الله ، هذا وهم مجرد بشر مثلنا ليسوا بخالقين ولا رازقين ولا يملكون لا لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً فبأي حق يتألهون.
منهج فرعون وأبي جهل:
كان لفرعون خطابان :
1- (أنا ربكم الأعلى)
2- بنى عليه الخطاب الثاني( ما علمت لكم من إله غيري)، فقصد في الخطاب الأول ادعاء أنه خالق رازق ليبرر الإدعاء الثاني أن يخضعوا له في تشريعاته.
إذن إذا كنت تؤمن بالله رباً فلا بد أن تؤمن به إلهاً فانظر إلى هؤلاء المعرضين عن حكم الله كيف يجعلون من أنفسهم آلهة!؟
وعندما اعترض أبو جهل على لا إله إلا الله، علم أن من مقتضياتها الخضوع لحكم الله في كل شيء، فصور القرآن موقفهم ﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ، كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَ لاَ تَ حِينَ مَنَاصٍ ، وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ، أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ، وَانطَلَقَ المَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ، مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ ﴾ [ص:1- 7]
العبادة والتشريع سواء:
إن الذي يفرق بين العبادة والحكم لم يفقه القرآن وهو الذي يقول سبحانه في سورة الكهف في آخر آية فيها ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ [الكهف: 110]
وهو القائل فيها : ﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾ [الكهف: 26]
حق القرآن:
إذن هذا هو حق القرآن العظيم، مرجعنا، هويتنا، مصدر تشريعاتنا وقيمنا وأخلاقنا والحكم بيننا وعلينا﴿ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ﴾ [الإسراء: 9]
﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِياًّ لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44]
وأيضاً: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ، صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ ﴾ [الشورى:52 - 53]
الخطبة الثانية:
عجباً كيف يقبل بعض المسلمين أن ينزل إلى درك الجاهلية في الخطاب فيتحدث بلغة طائفية أو تفريقية أو تميزية أو اقليمية وقد قال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ[الحج78]
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ...﴾ [آل عمران: 103]
﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]
﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخوة ... ﴾ [الحجرات: 10]
وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» صحيح البخاري
نعم نعم دعوها فإنها منتنة منتنة
هدانا الله جميعاً إلى سواء السبيل.