البعثي السوري الماركسي ياسين الحافظ

رجالات سورية

http://all4syria.info/wp-content/uploads/2013/10/1319550905013759400_main.jpg

ياسين الحافظ يعتبر من أهم المنظرين الماركسيين العرب والذين حاولوا العمل على تعريب الماركسية واستخدامها لفهم ونقد المجتمع العربي وتغييره فيما بعد.

ولد ياسين الحافظ في مدينة دير الزور بالجمهورية العربية السورية عام 1930م، لأم سورية من أصول أرمنية وأب سوري.

انتسب الحافظ مبكراً إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وخلال خدمة العلم تعرف إلى توأم روحه وصديقه، إلياس مرقص الذي كان عضواً في الحزب الشيوعي السوري، وسيبدأ في هذا الوقت مشروعه النقدي للماركسية والاهتمام بالبعد القومي. تحت تأثير مرقص سيبدأ تعرف الحافظ إلى الفكر الماركسي.

بعد تسلم حزب البعث السلطة في الثامن من آذار عام 1963م في الجمهورية السورية لعب الحافظ دوراً هاماً في المؤتمر القومي السادس حيث أنه كلف بكتابة "بعض المنطلقات النظرية لحزب البعث" والتي ستقوم مقام الوثيقة الثانية من حيث أهميتها في المرجعية النظرية لحزب البعث، إضافة إلى دستور حزب البعث. بعد العام 1963م سيبدأ الخلاف في حزب البعث بين التيار اليساري والممثل وقتها بالقيادة القطرية لحزب البعث في سوريا والتيار اليميني والممثل بالقيادة القومية. إلى جانب هذين التيارين سيظهر الأثر النظري الكبير للمجموعة المتمركسة في حزب البعث على الصياغات النظرية للتيار اليساري، ومن أبرز أسماء هذه المجموعة إضافة إلى ياسين الحافظ كان حمود الشوفي، والذي سيتم طرده خلال هذا الصراع. في شباط 1966م ستقوم حركة شباط والتي نفذتها القيادة القطرية للحزب (صلاح جديد، وحافظ الأسد، ونور الدين الأتاسي) بانقلابها على التيار القومي في حزب البعث (ميشال عفلق، وصلاح الدين بيطار، وأمين الحافظ، ومحمد عمران) وتستلم الحكم في سورية ويبدأ عندها ما يعرف بالعهد الشباطي والذي سيستمر حتى استلام حافظ الأسد للسلطة عام 1970م.

بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967م وتحت تأثيرها المفجع سيفكر الحافظ بالانتحار ولكنه سيعدل عن فكرته لشعور بالمسؤولية تجاه زوجته وأولاده، واكتشافه وقتها للطرح التاريخي لعبد الله العروي دوراً هاماً في منحاه الفكري ، والانتقال إلى العمل الجاد من أجل تطوير ماركسية تاريخية وسيتبادل عدداً من الرسائل مع العروي. بعد انتصار التيار اليساري سيتوسع الخلاف مع المجموعة المتأثرة بالماركسية والتي ستنشق وتعدّ لمؤتمرها عام 1967م تحت اسم المؤتمر القومي السابع لحزب البعث اليساري، والذي سيتحول إلى المؤتمر الأول لحزب العمال الثوري العربي تحت قيادة ياسين الحافظ. ضم المؤتمر وقتها المجموعة الماركسية السورية بقيادة الحافظ بالإضافة إلى المجموعة الماركسية البعثية بقيادة صالح السعدي إضافة إلى أعضاء سابقين من الحزب الشيوعي السوري وسيتم اعتماد البعد القومي في تنظيم الحزب، كما كان الحال في حزب البعث العربي الاشتراكي وستكون الأهمية وقتها لفرعي سورية والعراق، إضافة إلى فرع لبنان. ستمثل الماركسية مرجعية للحزب الجديد، ولكن على المستوى العربي ستمثل أعمال الحافظ إضافة إلى أعمال إلياس مرقص وعبد الله العروي، وكذلك سمير أمين وجورج طرابيشي وقتها المرجعية النظرية العربية لحزب العمال والذي شكل وقتها أهم وأول انشقاق عن حزب عربي موجود في السلطة. لكن لن يستمر حزب العمال بزخمه القوي إلا لفترة قصيرة حيث سيتركه الفرع العراقي، بعد خلاف بينهما وتولى التحقيق فيه الحافظ نفسه والذي انتهى إلى فصل السعدي لكونه أكثر إقليمية (وقطرية) من كونه قومياً، وعندها سيأخذ السعدي معه غالبية الفرع العراقي. أما الفرع اللبناني وخلال الحرب الأهلية فإنه سينضوي تحت الحزب التقدمي الاشتراكي بغالبيته، وضداً من رغبة الحافظ وهكذا سينحصر وجود الحزب في سورية.

اعتقل الحافظ مرة وحيدة في سورية ولمدة عام، ووقتها جاوره في زنزانته جورج حبش، الأمين العام لمنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبعد إطلاق سراحه سيغادر إلى بيروت سنة 1968م حيث سيقوم بنشر جريدة الثورة العربية وإنشاء دار الحقيقة (مع شريكه إلياس مرقص) ومجلة الوحدة العربية. كان تأثير الحافظ مهماً كما بدا عند الإعداد لوثائق المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري/ المكتب السياسي حيث سيقوم أمينه العام وقتها، رياض الترك، بعرض هذه الوثائق على الحافظ ومرقص وأخذ رأيهما فيها. كما ستتلمذ على يدي الحافظ أسماء عدة من المثقفين السوريين كجورج طرابيشي وميشال كيلو واللبنانيين كجوزف سماحة. عام 1978م توفي الحافظ بمرض السرطان في بيروت ودفن في دمشق.

أعمال الحافظ

المؤلفات (الكتب):

حلول قضايا الثورة العربية /عام 1965م.‏

الآفاق الإستراتيجية للثورة العربية/عام 1969م.‏

اللاعقلانية في السياسة العربية /عام 1975م.‏

التجربة التاريخية الفيتنامية /‏ عام 1976م.

الهزيمة والإيديولوجيا المهزومة. ‏

في المسألة القومية الديمقراطية.

الترجمات

(عن الفرنسية)

التخلف والتنمية في العالم .‏

الماركسية اللينينية أمام مشكلات الثورة في العالم غير الأوربي .‏

مأزق العالم الثالث .‏

حول الدين .‏

الإسلام في عظمته الأولى

وسوم: العدد 757