العراق: عصابات شيعية تهدد عشائر سنيّة بالقتل إذا لم تصوّت لها في الانتخابات

ديالى ـ «القدس العربي»: أجبرت ميليشيات مسلحة من «الحشد الشعبي» العديد من عشائر وسكان نواح وقرى في ديالى بقوة السلاح على التوقيع على تعهدات خطيّة تُلزمهم فيها بالمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وتشترط عليهم التصويت للقوائم التي تتبع فصائل «الحشد»، ولاسيما عصابة «بدر»، وفق ما كشف مصدر حكومي مسؤول في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد لـ«القدس العربي».

وأشار إلى أن «ضغوط الميليشيات الطائفية وضعت العديد من العائلات السُنية بين خيارين أحلاهما مر، إما الذبح أو التصويت لمصلحة قوائم الحشد مكرهين».

وأضاف: «نتلقى يومياً عشرات الاتصالات الهاتفية والمناشدات من سكان تلك القرى تطالبنا بضرورة التحرك السريع لإنقاذهم من بطش الميليشيات وتوفير الحماية لهم».

وتابع: « يطالبوننا بإيقاف ممارسات الميليشيات العنصرية من عمليات ابتزاز وترهيب لإجبارهم على التصويت لصالح قوائم انتخابية معينة، وأسماء شخصيات بارزة شيعية هم حالياً قادة ميدانيون في صفوف الحشد الشعبي في ديالى».

الميليشيات، وفق المصدر، حذرت «أهالي تلك القرى من عمليات انتقامية بشعة قد يتعرضون لها، أولها القتل وليس آخرها حرق وهدم منازلهم على رؤوسهم أو تهجيرهم منها عنوة، إذا لم يوفوا بوعودهم ويصوتوا لتلك القوائم والأسماء في الانتخابات».

وذكر المصدر أن «البلدات المستهدفة والتي تتعرض للتهديد بالقتل أو الخطف باستمرار هي قرى ناحية المنصورية والجبل ومناطق في خانقين وقرى في المقدادية شمال ديالى، فضلاً عن بعض القرى التي تقع شمال الخالص وقرى جنوب بلدروز»، مبيناً أن «الأغلبية من سكنة مواطنيها هم من عشائر عربية سُنية».

معظم السكان بالرغم من شعورهم بالقلق والخوف لكنهم لا يلجأون لطلب الحماية والمساعدة من القوّات الأمنية داخل ديالى، والسبب يعود، وفق المصدر، إلى أنهم «يعرفون أن سطوة هذه المجاميع أقوى من سلطة الدولة وأجهزتها الحكومية». 

وأضاف أن «جهاز الشرطة المحلية والجيش العراقي يلاحقون تلك الجماعات بصورة مستمرة، ويخوضون معهم اشتباكات مسلّحة عنيفة وسط الأزقة والشوارع، لكن هذه العصابات مسنودة من جهات عليا توفر لهم الحصانة من الاعتقال أو الملاحقة القانونية».

كما أن السبب يعود أيضا إلى» اعتماد الفصائل الشيعية سياسة الترهيب والتخويف مع مواطني مدن ديالى، لخوفها من عدم قدرتها على التزوير واللعب بنتائج الانتخابات لكسب الغالبية، كما كانوا يفعلون في الدورات الانتخابية السابقة»، طبقاً للمصدر نفسه.