لا يعيق تشييد مسجد في حي لا مسجد فيه إلا من سفه نفسه
نشر موقع هسبريس مقالا تحت عنوان : " لوبيات خمور تنتصر لحديقة وتعرقل بناء مسجد بالدار البيضاء " لصاحبه عبد الإله شبل . ويتعلق الأمر بحي " غوتيه"، وهو من أرقى الأحياء بالعاصمة الاقتصادية ، ويبلغ عدد ساكنته 25 ألف نسمة ، ويوجد به 17 ما بين كنائس مسيحية ، ومعابد يهودية ،ومقار قنصليات ،وحانات ، ومطاعم ،ولا وجود فيه لمسجد واحد ، وهي الوضعية التي كان عليها الحي في فترة الاحتلال الفرنسي . و لقد قدمت ساكنة الحي العديد من الملتمسات لبناء مسجد ، بما فيها ملتمسات إلى إمارة المؤمنين .
وبالرغم من تدخل الوزارة الوصية على الشأن الديني لبناء مسجد بهذا الحي ، ووضع ملفه لدى الجهات الإدارية المعنية ، فإن لوبيات الحانات اعترضوا على بنائه بذريعة أنه سيشيد مكان حديقة الشاوية الموجودة بشارع موسى بن نصير. ومع أنه ورد في المقال أن المسجد لن يبنى على أنقاض الحديقة كما يزعم مسوقو الخمور،فإنهم ومن ورائهم لوبيات الظل الذي يدفعون في اتجاه هدم قيم المجتمع المغربي المسلم بطرق ماكرة وخبيثة، يصرون على منع تشييد بيت الله عز وجل في حي تحرم فيه ساكنته المسلمة من سماع الأذان ومن أداء الصلاة ، ومن الاجتماع في الجمع، وكأن المحتل الفرنسي لا زال جاثما فوق أرضنا .
ومعلوم أن رفع الأذان يوميا في حيز تكثر فيه الخمارات سينغص على السكارى والمعربدين سكرهم وعربدتهم ، وسيذكرهم خمس مرات في اليوم أنهم عصاة ، وسيبلغ تنغيصهم ذروته حين يرفع أذان الصبح بقول المؤذن " الصلاة خير من النوم " وهم حينئذ قد لعبت أم الخبائث بعقولهم ، ولا يشرب أحد الخمر حين يشربها وهو مؤمن.
وليست ساكنة هذا الحي في العاصمة الاقتصادية وحدها المحرومة من المسجد ،بل توجد ساكنات أحياء أخرى لا تجد مسجدا تؤدي فيه واجبها الديني اليومي والأسبوعي . وقد يقطع النازل ضيفا على العاصمة الاقتصادية والعاصمة الإدارية كذلك ومدن كبرى أخرى مسافات طويلة وهو راكب فلا يجد مسجدا يؤدي فيه صلاة من الصلوات التي تدركه . والملاحظ أيضا أن ساكنة أحياء كثيرة في العاصمة الاقتصادية عند حلول شهر الصيام يصلون في الشوارع ،وفي بعض الساحات وفي بعض المرائب والأقبية ، وفي ذلك استخفاف بالركن الثاني من أركان الإسلام ،بل فيه اعتداء على حرية العبادة ،والتضييق على المصلين والاعتداء على مشاعر الدينية بل وعلى مشاعر الشعب المغربي برمته.
وليست لوبيات تسويق الخمور بحي " غوتيه " في الدار البيضاء وحدها من يقلقها بناء المساجد ، ففي كل مدينة توجد لوبيات من أنواع مختلفة على غرار لوبيات الخمور تعارض بناء المساجد بذرائع واهية ، وتفضل عوضا عنها حدائق أو غيرها من المرافق.وهناك من يشمئز من بناء المساجد بكل وقاحة ، مطالبا عوضا عنها بناء المعامل والمصانع ،علما بأن المساحات التي تشيد فوقها المساجد لا مقارنة بينها وبين مساحات المعامل والمصانع ، وأن هذا الذي يطالب بذلك لا يبني معملا ولا مصنعا، ومع ذلك يعترض سفها على من يبني مسجدا .
ومع أنه من مقاصد الشريعة حفظ الدين قبل غيره ، فإن الناقمين على بيوت الله عز وجل يبررون نقمتهم عليها بالحرص على حفظ كل شيء إلا حفظ الدين الذي يودون لو استأصلوا شأفته من هذا البلد حقدا من عند أنفسهم .
ومعلوم أنه لا يعيق بناء بيوت الله عز وجل إلا حاقد على دين الله عز وجل أو من سفه نفسه ممن يحسب على الإسلام وهو يظهر الانتماء إليه ولكنه يبطن غير ذلك.
وفي الأخير نأمل أن يغلب الوازع الديني لدى المسؤولين وأصحاب القرار في العاصمة الاقتصادية على أهواء لوبيات الخمور، فينصفون ساكنة حي " غوتيه " ويمكنونها من حقها في أداء واجبها الديني كما يستفيد من ذلك رواد الكنائس والبيع على قدم المساواة. ونأمل أيضا أن تنتشر المساجد في باقي أحياء هذه المدينة و في باقي أحياء المدن التي تفتقر إلى بيوت الله عز وجل بشكل فظيع .
ونسأل الله عز وجل لتجار الخمور، ولمن يرتاد خماراتهم توبة نصوحا تتعلق إثرها قلوبهم بالمساجد فيدافعون عنها بأقوى مما كانوا يعارضون بناءها ، وهو سبحانه إن شاء مقلب القلوب ومثبتها على الإيمان بعد الضلال.
وسوم: العدد 777