عشرات آلاف النازحين وسط حملة جوية وبرية هي الأعنف
إعداد فريق التحرير في أمية برس
مع استمرار الحملة العسكرية لقوات الأسد والميلشيات المساندة لها والمدعومة بالطيران الحربي الروسي ارتفعت أعداد النازحين في الجنوب السوري إلى ما يقارب 200 ألف على أقل تقدير وفق ما أكدته مصادر محلية.
وقالت مصادر من الدفاع المدني وفرق التوثيق أن الساعات الـ72 الأخيرة كانت هي "الأعنف والأكثر دموية" منذ أن بدأت قوات الأسد وحلفائها حملة جوية وبرية واسعة ضد المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في جنوب سوريا في 19 حزيران الجاري.
وقال أبو حسين شرف، مدير مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران، مؤسسة إعلامية محلية، أن 122 مدنياً غالبيتهم من الأطفال والنساء قتلوا منذ صباح الأربعاء حتى لحظة إعداد التقارير بقصف الطيران الحربي الروسي والسوري.
وأضاف شرف أن "وتيرة الضربات الجوية والبراميل المتفجرة ازدادت منذ صباح الأربعاء، وكذلك أعداد القتلى والجرحى من المدنيين".
نازحون يفرون باتجاه الحدود الأردنية
وساهمت الضربات الجوية "الكثيفة" في منح قوات النظام والميلشيات الإيرانية فرصة للتقدم على عدد من البلدات والمدن بريف درعا الشرقي بعد انسحاب فصائل الثوار منها، وقال شرف أن الغارات الجوية والبراميل المتفجرة وصلت إلى 700 خلال الـ 72 ساعة الأخيرة. مضيفاً أنها "تسببت بارتفاع وتيرة النازحين بشكل كبير جداً".
ونشرت مؤسسات محلية عشرات الصور التي تظهر ضحايا مدنيين نتيجة الغارات الجوية، إلى جانب صور تظهر استهداف مشافي ونقاط طبية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني، عامر أبازيد، أن ما يقارب 200 ألف مدني على أقل تقدير نزحوا من منازلهم إلى الحدود الأردنية وحدود الجولان المحتل، إلا أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت أن ما يقارب 45 ألف من سكان درعا البالغ عدد 750 ألف نزحوا جراء الغارات الجوية والمعارك.
وقال مصدر من مجلس محافظة درعا الحرة، التابع للمعارضة، فضل عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالحديث للإعلام، "فقدنا السيطرة على أعداد النازحين ولم يعد بمقدورنا فعل شيء أو تقديم مساعدات للأعداد الكبيرة من النازحين".
وتعتبر الحملة المستمرة هي أكبر هجوم تشنه قوات الأسد على الجنوب السوري منذ توقيع اتفاقية التهدئة في يوليو 2017، وتمكنت خلالها من بسط سيطرتها على بلدتي بصر الحرير والحراك إلى جانب بعض القرى الصغيرة المجاورة.
صورة تظهر حجم الدمار الذي لحق بالمشفى المركزي في بلدة المسيفرة نتيجة استهدافها بالغارات الروسية.
وقالت مصادر محلية لموقع أمية أن خمسة أطفال من الذين نزحوا مع عائلاتهم قتلوا يوم أمس بلدغات من العقارب السامة في بلدة الطيبة على الشريط الحدودي مع الأردن، أثناء افتراشهم للعراء وعائلاتهم. وتظهر الصور التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بنطاق واسع أعداد كبيرة من النازحين يفترشون العراء ودون خيام، وناشد النازحون الحكومة الأردنية بفتح الحدود عبر اعتصامات ولافتات حملوها
قبالة الساتر الحدودي.
رد الحكومة الأردنية جاء واضحاً على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، إن المطالبة بفتح الحدود للاجئين السوريين "أمر لا يستطيع الأردن الاستجابة له للأسف، رغم أن المملكة تقدر عالياً الوضع الإنساني الصعب في الجنوب السوري، وتدرك حجم المعاناة وتقدر بألم المخاطر التي تحيق بالأشقاء".
مغردون أردنيون على وسائل التواصل الاجتماعي ردوا على تصريح حكومتهم بهاشتاق (#افتحوا_الحدود بنقسم الخبرة نصين).
"الحرب أو المصالحة"
مصادر في الجبهة الجنوبية قالت لموقع أمية يوم أمس الخميس، أن ممثلين عنها التقو بوفد من الروس في العاصمة عمان عصر الخميس للتفاوض حول مستقبل الجنوب السوري، وعرض الوفد الروسي شروط تتمثل في تسليم السلاح الثقيل وفتح معبر نصيب الحدودي وتسليم الشريط الحدودي وتحويل الفصائل لميلشيات شعبية، وإرسال الشباب للتجنيد الإجباري بعد مضي 6 أشهر على الاتفاق وانتشار الشرطة العسكرية الروسية على نقاط فصل بين الطرفين، وإدخال المؤسسات التابعة لحكومة النظام ورفع علمه.
وأمهل الوفد الروسي الجبهة الجنوبية حتى يوم غد السبت للرد على ذلك بالموافقة أو إعلان الحرب. مقدماً هدنة ووقف إطلاق مدة 12 ساعة انتهت ظهر اليوم الجمعة قبل أن يعود الروس لتمديدها بوساطة أردنية حتى مساء السبت، إلا أن قوات الأسد لم تلتزم بذلك منذ الدقيقة الأولى لدخول الهدنة حيز التنفيذ.
وسوم: العدد 779