حول تورط شخصيات في المعارضة بالتواصل مع الجانب الروسي
كشفت مصادر لأورينت عن تورط شخصيات في المعارضة بالتواصل مع الجانب الروسي وبعض المحسوبين على الثورة السورية في محافظة إدلب من ضباطٍ وقادة مجموعات عسكرية، وكذلك بالتنسيق مع استخبارات نظام الأسد وإيران، بهدف عقد مصالحات مع الروس، وتسهيل سيطرة ميليشيا أسد الطائفية على المحافظة كما حصل في درعا وريف حمص الشمالي.
وأكّدت "مصادر خاصة" لأورينت نت أن نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات (خالد المحاميد) ورئيس تيار الغد السوري (أحمد الجربا) وبالتعاون مع (فراس طلاس) يُجرون اتصالات مكثفة مع بعض الضباط والعسكريين في الشمال السوريّ لتأسيس مليشيا خاصة بهم، لتكون ذراعهم في الشمال تسهل عقد المصالحات وتسليم السلاح للنظام عند اللزوم لخلق انهيار في صفوف الكتائب والفصائل الأخرى كما حصل في سيناريو درعا.
وذكر (مصدر عسكري مسؤول) لأورينت نت، أن " فراس طلاس يعمل مع مجموعة من رجال الأعمال المقرّبين من موسكو كخالد المحاميد، لتشكيل ما يُسمى المقاومة الشعبية في ريف إدلب، وذلك من خلال اتصالهم بالمنسّق العام لهذه المقاومة، المدعو (ياسر ددو) من جبل الزاوية – كفرعويد والذي كان يعمل كقائد عسكري عند جمال معروف قبل أن يفر إلى تركيا في عام 2014، وتقول المصادر إن حماية (ددو) مؤلفة من 60 مقاتلاً.
كما يجري الاتصال والتنسيق أيضاً مع المقدم المنشق عن الحرس الجمهوري (أحمد قناطري) وبعض القادة العسكريين السابقين".
وأضاف (المصدر) الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "ظهر مسمى المقاومة الشعبية فجأةً دون سابق إنذار، وتبيّن أن ما يُقارب ألف شخص منتسبين إليهم، دون علم غالبيتهم من الهدف وراء هذا التشكيل، كون البعض قرر الدفاع عن أرضه التي سيسلبها منه الاحتلال الروسي، ولكنهم لم يعلموا أن قادة هذه المقاومة هم من سيسلمونها لهذا المحتلّ".
وأوضح (المصدر) أن الشخصيات الثلاث (المحاميد – الجربا – طلاس) نجحوا في الوصول إلى بضع قادات لتشكيل هذه الميليشيا المنضوية تحت اسم المقاومة الشعبية والتي تتألف من المنسّق العام برئاسة (ياسر ددو)، والمكتب العسكري بقيادة المقدم (أحمد قناطري)، إضافة للمكتب السياسي الذي يُديره (خالد عبد الحفيظ)، مشيرا إلى أن "جميع هؤلاء القادة لهم علاقات مشبوهة داخل وخارج سوريا".
وعن الدور المستقبلي لهذا التشكيل، تأسيس مكتبٍ أمني يهدف لتقصّي المعلومات عمّن يعترض نشاطهم أو يتعارض مع طروحاتهم، أو ممن يُهدد أمنهم، والغاية من هذا المكتب هو تنفيذ بعض عمليات الاغتيال والخطف والتعذيب، بالإضافة لإثارة البلبلة بريف إدلب، وتوجيه الاتهامات لفصائل أخرى في المنطقة".
وأشار (المصدر المطّلع) أن هذا التشكيل سيكون من أولى مهامه عقد المصالحات السريّة، وحماية بعض الشخصيات المقرّبة من الروس، والعمل على تسليم المنطقة والسلاح للروس لاحقاً.
وفي سياق تحقيقات أورينت نت، تحدثت مصادر مختلفة عن ملف المصالحات في إدلب، وأكدت تحركات (المحاميد وطلاس) التي بدأت بشكل سري في مناطق جبل شحشبو وبعض قرى جبل الزاوية، وكذلك التمانعة جنوبي إدلب، حيث تم التنسيق مع قادة فصائل صغيرة وشخصيات محلية في تلك المناطق لإقامة خلية تعمل على إدارة ملف المصالحات على غرار درعا، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، بعد اعتقال "الجبهة الوطنية للتحرير" حوالي 600 شخص من مروجي المصالحات.
ونوّهت (المصادر) إلى أن حركة ونشاط مسؤولي "المقاومة الشعبية" والمُقربين منها أصبح ضعيفا في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب اعتقال المقدم (قناطري) من قبل "هيئة تحرير الشام"، وبالإضافة لعمليات الاعتقال والمداهمة التي طالت لجان المصالحات في ريفي إدلب وحماة، وكل ذلك منع من إتمام مشروعهم بالسرعة التي كانوا يتمنوها.
يذكر أنه يوجد في الشمال المحرر أكثر من تشكيل باسم "المقاومة الشعبية"، ولكنها تختلف من حيث الشكل والهدف.
وسوم: العدد 791