الأزمات المعيشية والخدمية تُنذِر بانفجار مناطق النظام السوري
تصاعدت موجة الغضب والاستياء في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري بسبب الأزمات الخدمية والمعيشية التي تعصف بها، في ظل تجاهُل تامّ من قِبَل حكومة الأسد غير القادرة على تأمين المتطلبات الرئيسية اليومية لملايين الأشخاص.
وانتقد موالون ومُقَرَّبون من النظام الأوضاع المعيشية والخدمية، بينما هاجم آخرون ودعوا لإسقاط الأسد؛ الأمر الذي دفع "رئاسة الجمهورية" للرد عليهم ووصفهم بـ"ضعفاء النفوس"، وبأنهم يسعون لإيجاد حالة من عدم الثقة بين "الشعب والقائد".
فيما وصفت صفحة المخابرات السورية على "فيسبوك" التي تديرها "مخابرات الأسد" جميع المطالبين بحل الأزمة والالتفات لمعاناة الموالين بـ"الحمير".
فنانون يهاجمون نظام الأسد وحكومته
ولأول مرة منذ ثماني سنوات دخل فنانون وإعلاميون عُرِفوا بولائهم المُطْلَق للنظام على خط النقد، بينما قرر آخرون مهاجمة المسؤولين بشكلٍ مباشرٍ وتحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.
"لا تسرقوا كبرياءنا" بهذه الكلمات عبَّر الفنان الموالي "أيمن زيدان" عن استيائه من الأوضاع في دمشق خاصةً وسوريا عامةً؛ حيث نشر على صفحته في "فيسبوك" جملة مع الكتابات قال في أبرزها: "لا تسرقوا كبرياءنا ونحن نلهث خلف تفاصيل الغاز والكهرباء، تذكروا أننا سوريون".
وفي منشورٍ من العيار الثقيل هاجمت الممثلة "إمارات رزق" مسؤولي النظام ونعتتهم بأنهم لا يملكون ضميراً أو شرفاً، وأن الأطفال يموتون من البرد أمام أهاليهم غير القادرين على فعل شيء بسبب عدم توفر "الغاز والمازوت".
ووجَّهت "شكران مرتجي" رسالة إلى الأسد شكت فيها سوء الأوضاع، ومعلنةً أن من نجا من الحرب سيموت من القهر والبرد والغلاء.
وانضمت الفنانة "ديمة قندلفت" وقالت في تغريدةٍ على حسابها في "تويتر": "إذا في بيتك كهرباء ومازوت وماء هذا لا يعني أنك مرتاح لأن هناك الآلاف لا يمتلكونها".
إعلاميون يتمردون على النظام
ودعا أفرع النظام الأمنية لوضعه في السجن مثلما فعلت بـ"وسام الطير" مسؤول صفحة "دمشق الآن" الموالية، موضحاً أن "الموت جوعاً في السجن أرحم من البقاء مع المسؤولين".
تردي الأوضاع يدفع سوريين للانتحار
ووصلت معدلات الفقر في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة خلال السنوات السبع الماضية؛ حيث بلغت نسبتها من إجمالي عدد السكان 85% بحسب تقارير ودراسات اقتصادية متطابقة، وذلك نتيجة عدة عوامل على رأسها: تدهور قيمة الليرة السورية، وارتفاع معدلات التضخم لنسبة تجاوزت الـ1000%، وخسارة السكان لمعظم مصادر تمويلهم، كما أن انهيار الليرة وتدهور الاقتصاد أثَّرا سلباً على السكان في كامل الأراضي السورية، إلا أن مناطق النظام كانت الأكثر تضرراً في ظل السياسات الاقتصادية المتبعة هناك، وحالة عدم الانفتاح وانعدام فرص العمل وعدم وجود منظمات مجتمع مدني محلية ودولية تستقطب العاملين؛ ما أدى لارتفاع معدل البطالة بشكلٍ كبيرٍ.
بقلم فريق التحرير المصدر نداء سوريا
وسوم: العدد 808