الإسلام يدين إباحية العلمانية
لم يكتف المدعو مصطفى شاكري بمقال أمس الأول المنشور على موقع هسبريس عن عبد الصمد الديالمي الذي دعا فيه علانية إلى الإباحية بل كرر ما جاء فيه مرة الأخرى اليوم وأرفقه بفيديو يصرح فيه بالإباحية .
ولقد صرح الديالمي أن اعتبار الشعب المغربي الجنس خطيئة ودنس وهو تخلف وتشنج في نظره مرده التنشئة الاجتماعية والتربية الأبيسية التي تستقذر الجنس خارج إطار علاقة الزواج ، ويدعو إلى فك الارتباط بين الجنس خارج إطار العلاقة الزوجية والفاحشة ، وهي دعوة صريحة إلى الإباحية ، وأكثر من ذلك يطالب بالحرية الجنسية للشباب خارج إطار علاقة الزواج ، كما أنه يطالب بحذف القانون الذي يجرم الشواذ جنسيا أو من يسمون بالمثليين ، وهم عنده ليسوا مرضى ولا شواذ، ولهم الحق في ممارسة حريتهم الجنسية .
ولقد حاول الديالمي ركوب من سماهم الأسلامويين الجهاديين الذين يمارسون العنف في نظره بسبب بؤسهم الجنسي ، والذين ينتحرون من أجل جنس الجنة مع الحور العين ،أويمارسون العنف والإرهاب من أجل ممارسة ما يسمى بنكاح الجهاد ، ولكنه في الحقيقة يستهدف الإسلام مباشرة حين دعا بشكل صريح إلى الإباحية ، ووصف الشعب المغربي المسلم بالتخلف لأنه يحرم فاحشة الزنا التي حرمها الله عز وجل في محكم التنزيل ، وتوعد من يحب إشاعته في المسلمين بأشد العذاب عاجلا وآجلا مصداقا لقوله تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب شديد في الدنيا والآخرة )) . وهذا موقف الإسلام الواضح من الإباحية .
ومعلوم أن القرآن الكريم ينهى عن مجرد الاقتراب من فاحشة الزنا الذي هو في الإسلام مجامعة الرجل لامرأة غير زوجته ، وكان هذا هو تعريفه حتى في الجاهلية بينما كان البغاء آنذاك هو مجامعة الرجل الأمة غير المملوكة له .
ووصف الله عز وجل الزنا في قوله : (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا )) بأنه فاحشة تعليل مبالغ فيه لقبح ممارسته ، ودليل على بلوغه أقصى حد القبح ذلك أن الفحش في الأمور هو ما زاد فيها عن الحد ، ولما كان الزنا يبلغ أقصى حد في القبح سمي فاحشة . ومجيء عبارة (( وساء سبيلا )) بعد وصف الزنا بالفاحشة المسبوق بفعل الكينونة الدال على رسوخ هذا الوصف ، يؤكد شناعته وقبحه لأن سبيله مناقض لسبيل الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها ، وفيه انحراف عنها يروم تغيير خلق الله عز وجل تمردا عليها وتجاسرا على سلطانه .
ومعلوم أن الإسلام إنما يحرم الزنا لما فيه من إضاعة للأنساب ، وتعريض النسل للإهمال ،الشيء الذي يتسبب في خلل كبير في المجتمع لما في ذلك من إفساد المتزوجات على أزواجهن والعازبات على أولياء أمورهن ، وفي ذلك أيضا تعريض النساء للإهمال بحيث لا يرغب في الزواج منهن الرجال وهن زانيات ، فضلا عن كونه سببا للطلاق ، وتفكيك للأسر، إلى جانب ما ينشأ من عنف وقتل وانتقام بسبب الغيرة على الأعراض ، لهذا شدد الله عز وجل في النهي عن فاحشة الزنا هذا التشديد .
والعلمانية حين يدعو أصحابها إلى الإباحية باسم الدفاع عن الحريات، ومنها ما يسمى بحرية الجنس يطالبون صراحة وجهارا بتعطيل الأمر الإلهي ،الشيء الذي يدينه الإسلام بشذة وحزم .
ومن المؤسف حقا أن الديالمي يتجاسر على الإسلام بدعوته إلى الإباحية وإشاعتها في مجتمع مسلم جهارا دون أن يجد من يكبح جماحه في المؤسسة الدينية التي تمثلها الوزارة الوصية على الشأن الديني من خلال مجلسها العلمي الأعلى ومجالسها العلمية المحلية وعلمائها ودعاتها مع أن دستور الدولة ينص على أن دينها الرسمي هو الإسلام وعلى رأسها إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين .
ومن تتجاسر الديالمي على دين الدولة الرسمي هو نفي الحد الذي يقيمه الإسلام على الشواذ جنسيا زاعما أن الله عز وجل هو من تولى عقاب الشواذ من قوم لوط، ولم يشرع لأحد معاقبة الشواذ بعدهم . ومثل هذا القول يستوجب الرد الحاسم من المؤسسة الدينية ، وكبح جماح من يقول به، لأنه يريد إثارة الفتنة في المجتمع مستغلا الإعلام الذي يجب هو الآخرأن يقف عند الحد المخول له قانونيا دون نشر ما يسيء إلى دين الأمة وإلى مشاعرها الدينية .
وسوم: العدد 809