مبارك للعرب فوز قطر
من بين الركام ومن تحت الرماد ومن تراكم الهزائم والمواجع والآلام ومن نزيف الجراح أطلت علينا إشراقة تحمل البشرى بفوز فريق قطر الرياضي ببطولة آسيا لكرة القدم، وقد حمل هذا الفوز الأمل لملايين العرب الذين أصيبوا بالإحباط جراء ما أصابهم ولعقود من هزائم وانكسارات، حملت إليهم الأمل بأن هذه الهزائم ما هي إلا كبوة لابد من النهوض بعدها والانعتاق من ترسبات هذه الهزائم وهذه الانكسارات نحو الغد المشرق بقوة وتصميم وإرادة، لا مكان فيها للمواجع والأنين والنحيب والبكاء.
صحيح أن ما عليه العرب اليوم شيء مؤلم ومخزي؛ ولكن الصحيح أيضاً أن الشعوب العربية التي كانت ضحية هذه الهزائم والانكسارات بفعل أنظمة إقصائية وسادية كانت تقف سداً منيعاً أمام هذه الشعوب لتحول بينها وبين تحقيق أي انتصار أو تقدم أو تطور، وبالتالي إنهاء هذه الأنظمة واندثارها كما فعلت الكثير من الشعوب التي انعتقت من دياجير ليل هذه الأنظمة لتصبح دولاً متطورة ومتقدمة تحمل الرفاهية والعدل والحرية لشعوبها.
وما النصر الذي حققته قطر بفوز فريقها إلا الإشارة إلى تصميم الشعوب العربية على المضي وراء أهدافها وتطلعاتها وأحلامها بانتزاع الحرية والفوز بالكرامة، ولعل المثال الحي أمامنا – كما أشرنا - إلى ما فعلته قطر بتصميمها وصبرها وجلدها وتساميها فوق الآلام والجراح التي اتتها من ذوي القربى قبل الأباعد وحققت ما لم يستطع غيرها تحقيقه، لتثبت للعالم أن الفوز والنجاح لا يتحقق بحجم الدول وإمكاناتها ومساحاتها إنما يتحقق بما تملك الدول من إرادة وتصميم وفكر نير وعقل سليم.
مبارك لقطر وللعرب هذا الفوز الكبير الذي سيكون الحافز للشعوب العربية كي تمضي بكل الإرادة والتصميم لتستكمل هذا النصر باقتلاع الأنظمة السادية والإقصائية، كي تفوز بالحرية وتنعم بالكرامة، وهي جديرة بذلك، وهي التي قدمت للعالم أول أبجدية وأرقى حضارة، لا يزال العالم يعيش على فتات موائدها.
وسوم: العدد 810