الغضَبُ العَالَميُّ إلى أين ..؟

د. حامد بن أحمد الرفاعي

العَالمُ اليوم تنتابه حالة من الغضب العاَم.. غضب على مستوى الأفراد.. وغضب على مستوى المجتمعات.. وغضب على مستوى الدول.. وغضب في الشرق وغضب في الغرب.. وغضب في الشمال وغضب في الجنوب.. الكلُّ غاضبٌ ولكُلٍ أسبابه في تبرير غضبه.. ولكُلٍّ منهجه في التعامل مع مصادر إغضابه.. فمنهم الحكيم الماهر والذكي البارع.. ومنهم المجامل المصابر.. ومنهم الأحمق الغادر المتهور.. ومنهم المتربص الماكر.. إلا أنهم جميعاً مُصرّون على إنهاء حالة الغضب.. ومصممون على التخلص من أسبابه ومبرراته الاجتماعية منها والدينيَّة والثقافية والسياسية والاقتصاديَّة.. أجل الكل غاضب والكل يتعامل مع هذه الحالة وفق ما تمليه ثقافته وتربيته.. والمشهد العربي والإسلامي في إطار المشهد الأمني العالمي.. أحـــواله في غالب مجتمعاته - إلا من رحم ربي - لا تَســـرُ إلا المبغض والعــدو.. تحفه المخاوف والمخاطر والنذر من كل جانب.. فالأوطان والأجيال تعاني من قلق على حاضرها ومستقبلها.. والأمة بشكل عام تعاني من داخ لأمرها أكثر مما تقاسي مما يراد بها من خارجها.. فهي في مخاض صعب.. والسؤال الملح إلى أين..؟ الكل يحاول الإصلاح والإرشاد.. مما جعل الأجيال أمام حالة إغراق من المفاهيم الدينيَّة والثقافيَّة والفكريَّة .. فالفضائيات تمطر الأجيال بفيض متدفق من الرؤى والأفكار.. وبسيل لا ينضب من التساؤلات تطلب أجوبة عن ألغاز حياتها المعقدة.. يوازي ذلك ضخ هائل من حلول ودراسات وأفكارٍ ورؤى تسعى للتعامل مع التساؤلات.. إلا أنَّها في الغالب مضطربة مبعثرة وربما متناقضة وغارقة في غثائية مخيفة.. تحتاج لمن يجمع منها رؤية فكرية محددة المعالم ولوحة ذهنية هادفة.. آمل أن تتنبه الجهات المعنية في الأمة إلى هذه الحاجة الملحة.. فالأمة ثرية ولله الحمد بالكفاءات والمهارة وبأهل الحكمة والرشد.. تحتاج إلى من ييسر لهم أسباب التكامل والتعاون.. من أجل بعث حركة استئناف حضاري راشة  للأمة.. فهل من مجيب ..؟ نسأل الله تعالى العون.

وسوم: العدد 814